بدأ المبعوث الأمريكي دونالد بوث وآخر نيجيري، أمس محادثات مع حكومة دولة الجنوب في جوبا في مسعى جديد لإنهاء العنف. في وقت شهدت فيه مدينة بور بجونقلي والناصر بأعالي النيل قتالاً عنيفاً بين قوات الحكومة «الجيش الشعبي» والمنشقين الذين انضموا لرياك مشار. وشرعت الأممالمتحدة في إجلاء موظفيها من أراضي الجنوب بعد إسقاط إحدى مروحياتها في محيط مدينة ياي في حادث هو الثاني من نوعه خلال «24» ساعة بعد تعرض طائرة أمريكية لإطلاق نار هناك. وأعلنت الإدارة الأمريكية أن مبعوثها «بوث» يجري محادثات مع الرئيس وخصومه بقيادة نائبه د.رياك مشار لنزع فتيل الأزمة وتأمين إجلاء الأمريكان من الأراضي الجنوبية. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الطائرة التي تعرضت لإطلاق نار أمس الأول في سماء بور وهي من طراز «أو سيرف سي في 22» قد اضطرت للهبوط في الأراضي اليوغندية، ونقل الجنود الأربعة الجرحى إلى مستشفى بالعاصمة الكينية نيروبي لتلقي العلاج، مؤكدة أن حالتهم مستقرة.وكشفت مصادر عليمة أن مواجهات عنيفة اندلعت أمس بمدينة الناصر بولاية أعالي النيل وأن مسلحين طوقوا مكتب محافظ المحلية. وقالت المصادر إن المواجهات خلفت عدداً من القتلى والجرحى، فيما شهدت «بور» التي تسيطر عليها قوات بيتر قديت الذي انضم لمشار، مواجهات عنيفة استخدم فيها الجيش الشعبي المروحيات لاستعادة المدينة. وقالت مصادر إن القتال خلف أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى. وقال عدد من مهندسي شركات النفط الذين فروا من ولاية الوحدة إن الاشتباكات أدت لقتل أعداد كبيرة وإن الجثث متناثرة في الشوارع ببانتيو وربكونا.ومن جانبها بدأت الأممالمتحدة أمس عملية إجلاء واسعة لموظفيها من ولايات الوحدة وجونقلي وشرق الاستوائية وجوبا، وأعلنت عن إعادة انتشار قواتها وإرسال تعزيزات عسكرية إلى اليونميد في بانتيو وبور لحماية المدنيين. وقال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن نحو «40» ألف مواطن نزحوا من بور، وزاد «هناك أعداد كبيرة لا بد من حمايتها و هذا من أولوية المنظمة». ودعا الطرفين «كير - مشار» للكف عن أعمال العنف العرقية وغير العرقية والعمل للوصول إلى حل سياسي للأزمة.وفي سياق متصل كشفت مصادر أممية عن تعرض مروحية تتبع للأمم المتحدة إلى نيران كثيفة في بور، وقال «روب ماك كي» الخبير في شركة «ووريور سيكيورتي» إن المروحية أصيبت بنيران أسلحة خفيفة أثناء قيامها بمهمة إجلاء الموظفين الأمميين من قاعدة الأممالمتحدة في مدينة «ياي». وقال مصدر آخر عليم إن المروحية أصبحت «غير قادرة على مواصلة رحلتها وإن الطاقم والركاب تركوها» نافياً وقوع أي إصابات في الحادث. وفي ذات السياق قال حكومة الجنوب انها ارسلت تعزيزات لاستعادة مدينة بور من المتمردين الذين احتفظوا بالسيطرة على حقول النفط مع امتداد القتال الى ولاية مجاورة مما يزيد المخاوف من انزلاق البلاد الى حرب اهلية. وقال وزير الخارجية برنابا ماريال بنجامين ان الجيش في بور رصد ريك مشار في ميدان القتال لكنه فر بزورق.وقال وزير خارجية جنوب السودان ان جنودا حكوميين رصدوا مشار مع مجموعة من المقاتلين في بور لكنه لم يخض في تفاصيل بشأن مكان وزمان هذه الواقعة. وأضاف(ريك تمكن من الهرب مستخدماً زورقه وعبر النيل الى قريته« أدو» وذهب الى بنتيو (العاصمة الادارية لولاية الوحدة).. في الليلة قبل الماضية هاجم مؤسسات حكومية)وقال بنجامين ان مشار لا يسيطر على حقول النفط في ولاية الوحدة.وقال (بالطبع هناك تهديد. لكنه.. لا يحتل حقول النفط. النفط يتدفق. (الانتاج تأثر) لان العمال هناك خائفون مما يحدث.. يتعين توفير الحماية المناسبة لهذه المنطقة).