ü أسوأ شيء أن تكذب على الناس!! أو تقول ما يخالف الحقيقة!! في الأحوال العادية وفي المعاملات اليومية لا يطيق الأشخاص مثل هذا السلوك.. ناهيك عن الشأن العام. ü أزمة الجازولين التي تحدث هذه الأيام كشفت أن المسؤولين لا يلتزمون بقول الحقيقة!! الكلام الذي يخرج من الدوائر الرسمية لا يتطابق مع ما يراه المواطن على أرض الواقع!! ü أيام أحداث سبتمبر كانت المعالجة مختلفة وقال المسؤولون كل شيء!! ذكروا عدد الطلمبات التي احترقت وحددوا بالأرقام حجم الفجوة ثم أخرجوا بياناً توضيحياً بأسماء ومواقع طلمبات الوقود العاملة!! ü الآن في هذا الجو «المكفهر» والذي يحيط بحقول البترول في الجنوب بسبب الأحداث الدائرة أطلت أزمة الوقود برأسها.. وقالت إحدى الفضائيات الغربية «اندلعت أزمة في دولة جنوب السودان وعطست جارتها الشمالية»!! ü في الجارة الشمالية خرج هذه المرة مسؤول اسمه «هشام» نفى تماماً ما تناولته وسائل الإعلام عن شح في الجازولين.. لاحظوا العبارات: تناولته!! يا «شيخنا» القصة ليست في حاجة لتناولته!! الصفوف ظاهرة أمام الطلمبات.. وعدد كبير من الحافلات العامة خرجت من الخدمة.. و «تكدس» المواطنون والطلاب بالساعات الطويلة بسبب أزمة المواصلات التي حدثت بسبب انعدام الجازولين!! المسألة ليست في حاجة لتتناوله! فثلاثة دفارات تتراص أمام أي طلمبة فإن «الناتج المحلي» هنا اسمه «صف» أو قل «طابور» بلغة إخواننا المصريين!! ü إذن المسألة لا تحتاج «لنفي»!! بل «لإثبات»!! أزمة الوقود خرجت منها في صحف الأمس «أربع روايات» متناقضة!! ü الرواية «الأولى» السيد هشام من وزارة النفط قال: إن الجازولين متوفر والسبب إحجام الشركات عن استلام حصتها من الجازولين لعطلتي الجمعة والسبت!! «معقولة يا جماعة» فهل هذه العطل جديدة وطارئة؟! ü الرواية المتناقضة الثانية قالها السيد محمد الحسن الأمين رئيس اللجنة السيادية والأمن والدفاع «المستقيل» بالبرلمان.. فالقيادي جزاه الله خيراً قال إن الأزمة متعلقة مباشرة بعمليات الاستيراد. ü الرواية «المتناقضة» الثالثة جاءت على لسان أصحاب الطلمبات الذين قالوا: إن توجيهات قد صدرت لهم من قبل الشركات بأن لا يمنحوا الوقود إلا عبر «التذاكر».. وحددت التوجيهات الجهات التي تمنح وهي المؤسسات والشركات الحكومية!! ü الراوية المتناقضة الرابعة أيضاًَ جاءت من البرلمان على لسان د. عمر آدم رئيس لجنة الطاقة بأن أزمة الجازولين التي تشهدها ولاية الخرطوم ترجع لعدم استلام الطلمبات لكمياتها بالكامل!! وأنها استلمت أقل من 30% قال البرلماني هذا وسكت.. لا اعتقد أن «السكتة» هنا «لطيفة».. فلماذا لا يخبرنا- لا فض فوه- بالسبب الذي جعل كمية الطلمبات تنناقص إلى الثلث.. في حين إنه قال لا توجد إشكالية في انسياب الإمداد من الآبار في الجنوب أو الشمال؟! ü طيب يا جماعة نصدق منو في هذه الروايات الأربعة المتناقضة؟!! ü إدارة الأزمات فن... هل يحتاج القادمون الجدد إلى «درس عصر»؟!