ü قبل أيام مضت استقبلت في مكتبي مذيعتين من قناة الخرطوم الفضائية!! ü قالتا إن الغرض من الزيارة السلام والمجاملة ولأن المثل يقول: (الزول بونسو غرضو) فقد اتضح من خلال الحديث أنهما جاءتا لإبداء ملاحظة حول بعض كتابات زميلنا «المشاغب» الأستاذ «عبد الرحمن جبر» في صفحته الفنية التي تتصاعد أعمدة «الدخان» منها مطلع كل سبت!! ü قلت لهما «نحن لا نتدخل في عمل المحررين والصحفي عندنا حر ومستقل طالما ظل داخل «فريم» الصحيفة وخطها التحريري ومع ذلك لا بأس من أن نستمع لكل وجهات النظر ومن المستحسن أن يتم ذلك في حضور الأخ جبر وهذا ما كان!! ü مذيعات الخرطوم الفضائية وجهة نظرهن تقول إن هناك ما يشبه الهجوم على القناة وهو أقرب للتحامل من أي شيء آخر!! ü قلت لهن إن هذا الافتراض غير صحيح فالكلام المقصود الذي تتحدثن عنه كان محدداً ومنذ متى كان الحديث عن «المرتبات» مقصود به زيد وعبيد في شخصه؟!! ü أبدينا إعجابنا بدفاعهن المستميت عن الأخ عابد سيد أحمد وقلنا نحن هذه روح عمل طيبة خصوصاً وأنه لا يعلم شيئاً عن هذه الزيارة!! أوضحنا لهن أن الأخ عابد تربطه بهذه الصحيفة «علائق» الزمالة والتقدير والصداقة فهو من كتابها «الراتبين» من كل حين وآخر!! ü وما جاء على لسان جبر في تلك الجزئية فإنه يدخل في باب النقد الهادف الذي تسعى له الصحيفة من أجل تسليط الضوء على مكامن الخلل والقصور وأهمية توفير الإمكانات ومعينات العمل اللازمة لقناة مهمة وكبيرة.. فالمسألة هنا لا تتحملها الإدارة المعنية وربما تساعد مثل هذه الأضواء في لفت أنظار ال«فوق» لأجل حلحلة مثل هذه المشكلات والتي لا يجب أن تقف امام قناة تحتاج أن توفر لها الدولة كل معينات التشغيل التي تعينها في أداء رسالتها السامية!! ü والآن التحدي يبدو أمام الأخ «عابد» وهو يجمع بين الأختين «تلفزة وإذاعة الخرطوم» وهو جمع محمود ويحمل مؤشرات إيجابية وتقديراً واضحاً لجهوده السابقة في ترقية القناة والإرتقاء بها رغم شح الإمكانات التي توفرت له في بداية عملها مع علمنا أن عدداً من تطلعوا لإدارة هذه القناة تقدموا مع طلباتهم بأرقام تشغيل فلكية لا مقارنة بينها وبين البدايات التي انطلقت بها في عهده. ü خلال هذه السنوات القليلة حافظت الخرطوم على استمراريتها ونجت من شبح (وقوف متكرر) الذي لازم بعض القنوات التي انطلقت معها في وقت واحد!! ومما يحسب لها حفاظها على مهنيتها وابتعادها عن ممارسات «شينة» تقوم بها بعض القنوات في الساحة والتي يا للأسف تخلط بين المادة «الإعلانية» و«المادة تحت الطربيرة» وهي أشبه بخلط اللبن بالماء وبيعه وفي هذا خداع مؤسف وغش واضح للمشاهد. ü هي ممارسات لا تنطلي على الناس فالآن أي فعالية لمؤسسة أو شركة أو «حفلة دكاكنية» بلا مضمون أو هدف تجد طريقها بكل سهولة وبدون ضوابط أخلاقية ومهنية للشاشة البلورية فنحن في عصر تعمل به بعض الفضائيات السودانية بمبدأ «الكاش يقلل النقاش»!! ü أخونا عابد استقطب لقناته مجموعة كبيرة من المذيعين والمبدعين وزاوج بمهارة بين القدامى والجدد في تواصل أجيال فريد مستصحباً معه مجموعة من الصحفيين والكتاب زادوا القناة ألقاً وإبداعاً كالطيب المكابرابي وطارق المادح وماجدة حسن وأم وضاح «فقط»!! ü ويبقى التحدي في أن تشهد هيئة تلفزيون وإذاعة الخرطوم نقلة جديدة تصب في صالح المواطن والمشاهد سواء كان ذلك في الخرطوم أو السودان أو الفضاء الواسع. ü ونتمنى أن تخرج القناة من سوح الحكومة والمؤتمر الوطني «إن أمكن» لسوح الرأى والرأي الآخر الواسع والعريض في عصر يؤمن فقط بحرية التعبير وقدسية الكلمة.