أعلنت لجنة إيقاد توقف وساطتها لحل الأزمة بين سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب ونائبه السابق د.رياك مشار، بعد رفض الأخير وقف إطلاق النار وقيامه بحشد نحو 25 ألف من قواته للسيطرة مرة أخرى على مدينة بور التي فقدها قبل يومين. وأمهلت حكومة جوبا مشار (24) ساعة لقبول الوساطة، وقالت إنها لن تذهب غداً إلى أديس أبابا لحضور مفاوضات السلام.وعلمت (آخر لحظة) أن لجنة الوساطة التي تضم الجنرال الكيني لازراس سامبويا والدبلوماسي الأثيوبي سيوم موسفن أجرت اتصالات بالأطراف لتهدئة الأوضاع لكنها لم تحصل على موافقة مشار بوقف إطلاق النار قبل تكوين الآلية وإطلاق سراح بقية المعتقلين، وهم باقان أموم وكوستي مانيبي ودينق ألور الذين وضعهم ضمن الوفد المفاوض له. وأكدت القوات الموالية لمشار التزامها بالحل السلمي للأزمة، وأن مشار متمسك بالحوار لإنهاء النزاع، وقالت إن مشار رشح فريقه لمفاوضات أديس أبابا مع «شرط مسبق» وهو إطلاق سراح المعتقلين. وقالت قوات مشار في بيان لها أمس «إنه في حال استمرار سلفاكير رفض إطلاق سراح المعتقلين، فهو بذلك يضيق فرص الحوار»، وزاد البيان «خيارنا الوحيد في هذه الحالة هو التوجه والسير ناحية جوبا». وجددت القوات التأكيد بأنها تسيطر على حقول النفط في ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونقلي مع اعترافها بسيطرة الجيش الشعبي على بعض المناطق بأعالي النيل. ومن جانبها اتهمت حكومة جوبا د. مشار بتجنيد أبناء قبيلة النوير وهو ما نفاه موسى رواي المتحدث باسم قوات مشار. وقال مايكل مكواي وزير الإعلام أن رفض مشار لوقف إطلاق النار يجعل جوبا غير مستعدة للجلوس معه، وقال الوزير - طبقاً للشرق الأوسط - إن وفد دولة الجنوب لن يذهب للمفاوضات بأديس أبابا غداً قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار دون شروط. وأوضح أن مشار أصبح هدفاً للقبض عليه، وأضاف (يبدو أن مشار لا يفرق بين وقف العدائيات ووقف إطلاق النار وهذه مشكلة)، وقال إنه في ظل رفض مشار وقف العدائيات فلن تطلق الحكومة سراح بقية المعتقلين. وأضاف (النقطة الرئيسية أن يجري وقف العدائيات بيننا وإذا رفض مشار فلن نطلق سراح المتبقين الذين أنكروا في التحقيقات أي علاقة لهم به وبانقلابه الفاشل)، وأكد أن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي «إذا لم يقبل مشار وقف العدائيات قبل يوم الثلاثاء غداً» وانها ستعمل للقبض عليه. وكشف وزير الإعلام لأول مرة تفاصيل المحاولة التي قال إنها انقلابية فاشلة، وقال إن المقبوض عليهم خططوا للإنقلاب وبحوذتهم خطة لاحتلال جوبا و(علم) بديل لعلم الدولة الحالي فيه ألوان كثيرة و«صورة بقرة». ومن جانبه أكد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في جنوب السودان، داعياً الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فوراً، فيما اعتبر جو كونتر يراس أن زحف الموالين لمشار نحو بور يعد تطوراً خطيراً، وقال إنهم يتلقون أوامرهم من مشار.