اختتم قادة دول شرق أفريقيا (إيقاد) أمس قمة طارئة في العاصمة الكينية بنيروبي، حول الأزمة بدولة جنوب السودان. وحذر القادة من أي محاولة للإطاحة بحكومة جوبا، وطالبوا الرئيس سلفاكير وخصمه د.رياك مشار نائبه السابق، بوقف فوري لإطلاق النار دون شروط، وأمهلوهما (4) أيام لوقف العدائيات والدخول في مفاوضات مباشرة الثلاثاء القادم بأديس أبابا تحت مظلة الإيقاد، وفيما أعلن كل طرف سيطرته على ملكال قالت قوات مشار إنها سيطرت على حقل ثارجات النفطي. وأعرب قادة الإيقاد عن قلقهم من استمرار القتال في دولة الجنوب الذي أودى بحياة الآلاف من الأشخاص وتشريد أكثر من 122 ألف من منازلهم.وطالب القادة في بيانهم الختامي كلاً من سلفاكير ومشار بوقف الأعمال العدائية خلال أربعة أيام وبدء مفاوضات مباشرة الثلاثاء القادم بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. ودعا البيان المنظمات الإنسانية بإغاثة السكان الذين فروا من منازلهم ويقدر عددهم بنحو 122 ألف شخص.ودعا الرئيس الكيني أوهورو كينياتا كل من سلفا ومشار باغتنام ما أسماه ب(الفرصة الضئيلة) لوقف العنف وإحداث السلام، وقال كينياتا في بيان أمس «فليكن معلوماً أننا في إيقاد لن نقبل عزلاً غير دستوري لحكومة منتخبة ديمقراطياً بطريقة سلمية في دولة الجنوب، العنف لن يقدم أبداً الحلول المثلي». وسارعت جوبا إثر صدور البيان الختامي إلى إعلانها الالتزام بوقف العدائيات، وأطلقت سراح كل من أدوك نيايا وزير التعليم العالي السابق ودينق دينق أكول مدير مكتب مشار، وسط توقعات بالإفراج عن (11) سياسياً من بينهم باقان أموم خلال الساعات القادمة.وكلف قادة الإيقاد دولتي كينيا وأثيوبيا بإجراء اتصالات بدكتور رياك مشار وحثه على وقف إطلاق النار ودعوته لمفاوضات الثلاثاء القادم بأديس أبابا. ومن ناحية أخرى أعلن الجيش الشعبي «القوات الحكومية» والقوات الموالية لرياك مشار، كل من جانبه، السيطرة على ملكال، وقال سيمون رواي المتحدث باسم قوات مشار إنهم سيطروا على المدينة منذ مساء أمس الأول، مشيراً إلى فرار حاكم ولاية أعالي النيل سيمون كون بوج أمس من ملكال. لكن حكومة جوبا فندت ذلك وقال كوال ماينانغ جوتك وزير الدفاع إن حديث قوات مشار «ادعاءات وتضليل»، فيما أكد فليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي سيطرتهم الكاملة على المدينة وملاحقتهم «للمتمردين».وقالت مصادر تحدثت إلى (آخرلحظة) من ملكال إن الصراع في المدينة تحول إلى صراع قبلي حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشلك السكان الأصليين بأعالي النيل، وقبيلة النوير التي ينحدر منها رياك مشار فجر أمس في منطقة (الري المصري - السوق - حي الجلابة)، حيث انتشرت قوات جولسين أولنج المنشق عن مجموعة لام أكول، وأوضحت المصادر أن قوات أولنج تسللت إلى المنطقة عبر «البحر» وهاجمت قوات مشار.ويعد أولنج من قيادات الشلك الرافضة لهيمنة الدينكا على مناطق قبيلته في أعالي النيل وقد انضم إلى مجموعة لام أكول بدوافع قبلية لكنه انشق منه عندما تصالح الأخير مع سلفاكير، وعاد بقواته إلى مناطق الشلك.وإلى ذلك أعلن مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس أن القتال في الجنوب أدى إلى نزوح ما لا يقل عن (121600) شخص بينهم (63) ألف لجأوا إلى قواعد الأممالمتحدة في جوبا وبور وملكال وبانتيو.