ü إنها أيام التكريم !! ولا نقول الكرامات!! في يوم الاحتفال بعيد الاستقلال كرّم «البشير» عدداً من الشخصيات السودانية في مجالات مختلفة!! وقبلها بأيام قام بتكريم مساعده غندور.. وكرّمت أمانة المرأة بالمؤتمر الوطني قيادات الوطني التي تنحت!! وتشهد دوائر الحكومة عدداً من حفلات التكريم للوزراء الذين غادروا.. وتكريم آخر للوزراء القادمين الجدد!! أما ساحات الصحف فالتنافس على أشده «لتكريم» من نوع آخر!! تكريم «بالفلوس» والإعلانات المدفوعة الثمن من قبل قبائل وبطون وعصبيات و«شلليات».. وهي تشيد وتبارك التعيين الذي صادف أهله... الخ كلمات «الدجل» و«الإنشاء» المعروفة! التكريم في حد ذاته ينطوي على قيمة إنسانية رفيعة ويحمل تقديراً «للآخر»، وبه نوع من الوفاء للأشخاص وللمواقف والأدوار التي يلعبونها في حياتهم والتي من أجلها استحقوا هذا التكريم!! ولكن التكريم السياسي أحياناً يخالطه «الغرض» و«المرض»..! التكريم عند السودانيين عرف قديم وإرث متوارث ومميز للحياة السياسية والأدبية والثقافية و الرياضية!! والسودانيون في «ونستهم» العادية يقول أحدهم للآخر «الله يكرمك في الدارين»! ü الإمام الصادق المهدي في ليلة تكريمه بالنادي العائلي قال: إنه يسمي هذا النوع من التكريم باستفتاء المحبة.. وقال: بعض الناس «الما فاهمين» كيمياء المحبة ومنطقهم فيها هنا هو منطق «توم وجيري». ü لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يدخل تكريم القصر للسيد الصادق المهدي ومعه السيد محمد عثمان الميرغني في إطار استفتاء المحبة الذي أشار إليه الإمام؟! ü هذا التكريم أقام الدينا ولم يقعدها وظل حديث المجالس هذه الأيام بين مؤيد ومعارض! ü بعض الغاضبين وصفوا تكريم «السيدين» بأنه جاء في غير مكانه الصحيح وأشبه «بالرشوة» من الوطني لحزبي الأمة والاتحادي الأصل. ü الصادق المهدي أخذ حقه من الهجوم الكاسح.. وقال البعض يجب على الإمام ألا يحدثنا بعد ذلك عن إسقاط النظام وعن شرعية حكومته التي أسقطتها الإنقاذ.. وفي نهاية المطاف وافق هو على إدخال ابنه في الحكومة ثم جاء بقدميه للقصر الجمهوري ووقف أمام البشير في لقطة تاريخية تتداولها الأسافير!! ü في الناحية الأخرى عند أهلنا الاتحاديين قلت لعمنا «علي نايل» القيادي الاتحادي المعروف.. وأنا أحادثه بالتلفون: مبروك التكريم.. ضحك وكأنه فهم ما أريد.. قال كلاماً كثيراً فحواه أن الاتحاديين «ما مبسوطين» من هذا التكريم.. والظروف الراهنة أكبر من تكريم أفراد.. التكريم الحقيقي هو الاستجابة لدعوة مولانا الميرغني لوحدة الكلمة ووحدة الرأي.. والأخيرة لن تتم إلا بإشراك الجميع في حكم البلاد!. ü اتفقنا أنا وعلي نايل على أن التكريم الحقيقي يجب أن يكون للشعب السوداني الصابر.. والوسام الذي يستحقه هذا الشعب العظيم هو أن يحكم نفسه بنفسه في ديمقراطية كاملة غير منقوصة وتداول سلمي للسلطة.. وما عدا ذلك فإن هذا التكريم هو تكريم «دلاقين» كما كان يقول المرحوم «حسن ساتي»!! ü أمس سألني أحد متابعي هذه الزاوية وأنا في جلسة خاصة في الحلفاية الملوك: يا أستاذ ما كتبت لينا عن حكاية الوشاحات دي؟! وهأنذا أفعل.!