بدأت أمس في أديس أبابا مفاوضات غير مباشرة بين حكومة جنوب السودان والمنشقين عنها بقيادة د. رياك مشار، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في دولة الجنوب. وأجرى وسطاء مجموعة دول شرق أفريقيا للتنمية مشاورات مع وفدي الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار، كلاً على حدة، وذلك تمهيداً للجولة الأولى للمفاوضات الشاقة لوقف نزيف الدم في جنوب السودان. وقالت وزارة الخارجية الأثيوبية إن المفاوضات المباشرة لم تبدأ بعد، إذ أن الطرفين يلتقيان مع مبعوثين خاصين من دول إقليمية، فيما أشارت مصادر إلى أن الطرفين قد لا يلتقيان مباشرة قبل اليوم على أقل تقدير. ونشبت خلافات بين الوفدين حول مشاركة رياك مشار ومجموعته في السلطة، الأمر الذي يرفضه الفريق الحكومي، بينما تطالب مجموعة مشار بتشكيل حكومة ائتلافية تمثل فيها كل القوى السياسية بجنوب السودان. وذكرت تقارير إن أعضاء وفد مشار طالبوا بالإفراج عن زملائهم، الذين اعتقلتهم سلطات حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت. ونقلت وكالة أنباء جنوب السودان، عن المتحدث باسم وفد المتمردين حسين مار، قوله «إنه يتعين الإفراج عن زملائنا، الذين اعتقلهم سلفاكير رئيس جنوب السودان». وأضاف المتحدث «أنه فيما يتعلق بالمسجونين، فإنه كان قد تم سجنهم بالفعل بسبب الانقلاب المزعوم، وهؤلاء المسجونون أعضاء كبار بالحركة الشعبية لتحرير السودان، وهو الحزب الحاكم بالفعل في الدولة». وتابع المتحدث «نريد أن يشارك هؤلاء الزملاء في هذه المحادثات لأنَّ الذي تسبب في المشكلة بالفعل هو قضية الصراع داخل الحركة الشعبية».وأعلن سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت، عن إمكانية استعادة مدينة بور عاصمة ولاية الوحدة خلال الساعات القادمة، وقال ميان في حدبثه لبرنامج «مؤتمر إذاعي» بالإذاعة السودانية أمس، إن الوضع الأمني بصفة عامة يشهد الآن توتراً في ولايتي جونقلي والوحدة، حيث فرضت حالة الطوارئ فيهما بسبب الانفلاتات الأمنية التي شهدتاها منذ منتصف ديسمبر الماضي. وقال السفير إن الصراع امتد حتى ولاية أعالي النيل إلا أنها الآن تشهد استقراراً. وأكد السفير عدم توقف إنتاج النفط بحقول ولاية أعالي النيل التي تنتج أكبر كمية من البترول في منطقة عدارييل «200 ألف برميل يومياً»، إلا إن إنتاج حقول ولاية الوحدة الذي يبلغ 45 ألف برميل يومياً توقف منذ 23 ديسمبر الماضي. وأوضح السفير أن موقف السودان تجاه الصراع الدائر في بلاده وما قام به من جهد رسمي وشعبي كان مشرفاً وواضحاً ضمن جهود دول الإيقاد. وقال إنهم يرحبون بأي جهد من الأحزاب والقوى السياسية في الخرطوم من أجل الوصول إلى حل دائم للصراع الدائر في جوبا ومن أجل الاستقرار واستتباب الأمن. وأوضح أن الصراع الحالي في بلاده صراع داخل منظومة الجيش الشعبي والحركة الشعبية فقط، مثلما حدث لكثير من الأحزاب. وقال إن الصراع نشب منذ مارس من العام الماضي لدى انعقاد اجتماع المكتب السياسي المكون من (19) عضواً وانشطر إلى مجموعتين «12 عضواً مع سلفاكير - 7 أعضاء مع مشار».