- غداة إعلان هياكل الحكومة الحالية تساءل الناس: هل ثمة حاجة لقيام وزارة تُعنى بالموارد والتنمية البشرية؟.. وهل الأمر له علاقة بزيادة عدد الحقائب الوزارية.. وحتى يتسنى للمؤتمر الوطني تقسيمها على منسوبيه وأصدقائه من القوى السياسية وربائبه على قول عبد الله علي إبراهيم، وحينما أعلنت التشكيلة الوزارية وعين د. كمال عبد اللطيف وزيراً للموارد البشرية ضحك البعض جهراً زاعمين إبعاد الوزير النشط من ملفات الجهاز التنفيذي، وهؤلاء يفسرون كل شيء بعقلية وثقافة المؤامرة! - نعم كمال عبد اللطيف إخلاصه ونشاطه ومبادراته وكده وجهده في المواقع التي يتسلمها، جعلته عرضة للنقد من منافسيه، ومصدر قلق للبعض لما له من طاقة وحركية وعلاقات رأسية وأفقية جعلته في دائرة الضوء الكثيف من حيث شاء أو رفض. - بعد تعيينه في الوزارة التي قال عنها البعض هل ثمة حاجة لها، وقال عنها د. إبراهيم الأمين أحد أبرز قيادات المعارضة ونائب حاكم الخرطوم في حقبة ما قبل 30 يونيو، كيف تغيب عن فطنة صناع القرار منذ الاستقلال وحتى اليوم أهمية وزارة كالتنمية البشرية ليأتي ميلادها متأخراً، وفي غضون أيام محدودة من قرار إنشاء الوزارة وتعيين وزيرها عقد كمال عبد اللطيف لقاء بالصحافيين ورؤساء التحرير والكتاب، شرح فيه مهام الوزارة الوليدة واختصاصاتها وملامح عامة لدواعي قيامها، متعهداً بجرد حساب أداء الوزارة كل ثلاثة أشهر حتى يصبح الرأي العام شريكاً في قضية تنمية الموارد البشرية باعتبار أن التنمية البشرية من اهتمامات الأممالمتحدة والدول التي تسعى للنهوض. - ظهر السبت عقد الوزير كمال عبد اللطيف لقاء بالصحافيين ورؤساء التحرير والكتاب لجرد حساب الإنجاز الذي تحقق خلال الفترة القصيرة، حيث اتجهت الوزارة أولاً نحو تعديل القوانين الخاصة بالمجالس المهنية وتعديل قانون التدريب لإنشاء ديوان خاص بالتدريب، وجعل الترقي رهيناً بالدورات التدريبية على غرار القوات النظامية التي تجعل الدورات الحتمية شرطاً للترقي، ومراجعة قانون أكاديمية السودان للعلوم الإدارية ومركز تطوير الإدارة. - وفي سياق التنظيم أجازت الهيكل الوظيفي وتكوين مجلس استشاري، وتمدد نشاط الوزير ومساعده بعقد سلسلة لقاءات بالوزارات، وخاطبت الولايات بتكليف أحد الدستوريين في أية ولاية ليصبح مشرفاً على ملفات تنمية الموارد البشرية، وامتد أفق الوزارة نحو العالم الخارجي باعتبار العالم مهتماً ببناء القدرات وتنمية الموارد، وعقد الوزير ووزير الدولة لقاءات بلغت 20 مع السفراء والقائمين بأعمال الدول الخارجية بالخرطوم. - وضع وزير الموارد والتنمية البشرية الرأي العام أمام حقائق أكدت بالفعل لا القول، أن المواقع ترتقي وتسمو وتكتسب أهميتها من خلال من يجلس على كرسي القيادة، ولا يرتقي الشخص وتزداد أهميته من خلال الموقع الذي يتسنمه. وقد أصبحت وزارة الموارد البشرية في غضون أيام معدودات قبلة للباحثين، بينما لا تزال وزارات ولدت معها في ذات اليوم لا يعرف الناس مواقعها.. ومن هم وزراؤها.. وماذا يفعلون!!