نصيحة لوجه الله تعالى..أهديها لأصحاب محلات الأثاث.. ووكلاء بعض منتجات المواد الغذائية و مواد التجميل أن ينفضوا أياديهم عن النشر الإعلاني المصور أو بالأحرى التلفزيوني ...لانه وببساطة بالنسبة للمتلقي العادي والحصيف بمثابة إستفزاز لزخيرته الذوقيه إذا ما قارن ما تقدمه شركات الإنتاج الفني والإعلاني في بلادنا بما يراه في الشاشات الأجنبيه الأخرى و أقربها إلينا العربيه ناهيك عن الأوربيه ....أدعو هذه الشركات إن لم تكن قادرة على دفع تكاليف تمكنها من (صنع) إعلان يستطيع أن يجذب العميل المستهدف، أن تكتفي بالإعلان المقروء في الصجف و المنشورات التي توزع في أماكن التجمعات و الأسواق الكبرى ومنافذ السفر كالمطارات و الموانيء، على هذه الشركات أن تخرج من الدائرة السوداء المسماة (هذه هي حدود إمكانياتنا و هذا ما يريد المعلن) .. لأن المواطن أو المستهلك هو من يدفع الثمن بإجباره على تلقي مثل تلك الإعلانات السمجة من حيث الشكل والمضمون .. كلمات دعائية ساذجه وصورة رخيصة ورؤية إخراجيه مترديه .. وتصور غير منطقي لتواتر الأحداث المتعلق بالتشخيص الدرامي للإعلان (تخيل أن تكون رؤيتك الإخراجية المتعلقه بدعاية تخص خزان مياه منزلي) .. أن تغنيك إمرأة بكلمات ركيكة في الشكر والثناء على هذا الصهريج ..من باب (شكارتا دلاكتا).. أو أن تداهمك إعلانات الأثاث التي لا يفرق بينها إلى كلمات نفس الأغنيه الدعائية الثقيلة والتي يُحشر فيها إسم المعرض أو الشركة حشراً (متناغماً مع القافيه) ... صدقوني يا هؤلاء لن يزيد ذلك المستهلك الحصيف و الجاد إلا بعداً عن منتجاتكم (لان ما بٌني على باطل فهو باطل) .. كل إعلان رخيص الشكل و المضمون ولا يحترم ذوق المستهلك وجنوحه الدائم نحو الجودة بما يكتسبه الآن من معارف بواسطة الفضائيات المنتشر بثها على مدار الساعة و تواجده الدئم أو شبه الدائم على مواقع النشر الإلكتروني بالشبكة العنكبوتية، لن يكون قادراً على إقناعه وجذبه ولن يكون سوى تشويه لمهنية العمل الإعلاني وتطور فن التصوير التلفزيوني وذوق الأمه السودانية، نبثه بكل أسف عبر فضائياتنا التي أصبحت على مرمى حجر من أقصى مكان في العالم، حتى صرنا مادة للتهكم والتندر...في كوميديا بعض الدول الخليجيه و العربية ، يستمدون قفشاتهم من موادنا الإعلانيه التلفزيونية الهزيلة المضحكة التي تُبث على مجمل قنواتنا الفضائيه المعدودة على الأصابع ..أن لم تجد تلك الشركات التي تنفذ مثل هكذا إعلانات رادعاً ذاتياً ينبع من لوائحها وأنظمتها الداخليه، على مدراء البرامج و المختصين في قنواتنا الفضائيه أن يحكموا ضوابط الجودة والمواصفات الفنيه الأساسيه أو القصوى التي يجب أن يحتويها الإعلان التلفزيزني، وهذه المعايير يجب أن تشمل جميع النواحي البنائيه للإعلان بدايةً بالفكرة والشكل والتصوير والرؤية الإخراجيه ..حتى يكون للإعلان دور آخر ليس له علاقة بالتهريج التسويقي (يلا علينا جاي).. وحتى يكون واجهة مشرقة ومشرفه للقناة التي تبثه والوسط الفني الذي أنتجه و إنعكاساً إيجابياً عن ذوق المستهلك السوداني المستهدف بهذا الإعلان.