سمعت أن إحتفال مجمع الشيخ موسى الإسلامي بالمولد النبوي؛يشهد سنويا حضورا يفوق العشرة آلاف شخص..!! وهذه الآلاف العشرة يتوزع أصحابها بين شيوخ طرق ومريدين؛وضيوف من داخل وخارج السودان.. حزمنا حقائبنا أنا والأخ بلال جلال الدين مسجل كلية السلام للعلوم والتكنولوجيا،بعد توجيهنا من الدكتور ياسر موسى كباشي عميد الكلية بالسفر لحضور المناسبة الدينية الكبرى بمجمع الشيخ موسى،وكنت أحمل صفتين؛الأولى صحفي،أما الصفة الثانية فكانت مديرا للإعلام والعلاقات العامة بالسلامة للعلوم والتكنولوجيا . وصلنا مدينة نيالا بعد إقلاع طائرتنا عند الواحدة من ظهر الأحد الماضي،لتحملنا ال(تاركو) على متنها ولمدة ساعة وثلث..وصولا لولاية جنوب دارفور،فوجدنا سائق الشيخ موسى وهو الأخ جلابي ينتظرنا في مطار نيالا..وتحركنا نحو حي الجبل الذي وجدناه هذا اليوم غير أيام الله الأخرى؛فجميع من في الحي بل من في نيالا توجهوا نحو مجمع خلاوي الشيخ موسى الذي أنشئ بداية السبيعنيات لحجز مكان قريب من المنصة وصفوف الضيوف الأولى.. الشيخ موسى عبدالله حسين رحب بمقدمنا وموصيا بنا خيراً طوال إقامتنا؛حتى أنه أوكل إبنه الأخ عثمان - الذي مضى على زواجه حوالي الأربعة أشهر ? بخدمتنا والوقوف على راحتنا..وبعد تناول وجبة الغداء التي وصفها الشيخ عثمان بأنها (طعام الفقراء)،خرج لباحة المسجد لنجد (خلقاً) ودنيا و(عالِّمين) يملأون الساحة وعنها يتدفقون.. قال الشيخ أن هذا الإحتفال درج على إقامته سنويا منذ العام 1980م؛وهو بمثابة إحتفال جامع يقصده موحدو كلمة لا إله إلا الله ومحبو رسوله الكريم،مضيفا بأنهم يستقبلون ضيوفا من خارج السودان،وأشار لنا بيده اليمنى نحو شيخ خمسيني يلبس زي الشناقيط،هذا داعية وشيخ للطريقة التجانية في موريتانيا؛وذاك شيخ تشادي،وهؤلاء من مصر،أما هذا الرجل القصير فيحمل الجنسية الهندية،وهو داعية مقيم بالمملكة العربية السعودية..فأشرت له نحو شاب في منتصف الأربعين؛قائلا له لابد أنه من نيجيريا..!؟ فأكد لي الشيخ موسى أن أسمه الشيخ الماحي،وهو من إقليم (ميدوغري).. يوم الزيارة: كما أسلفت في مقدمة المادة أنني جئت لنيالا بصفتين؛الأولى صحفية،والثانية كموفد من كلية السلامة للعلوم والتكنولوجيا،يرافقني أخي بلال..فقد تم مسبقا لقاء بين عميد كلية السلامة والشيخ موسى؛وفيه تم الإتفاق على مشروع - قلت لهم فيه أنه تكريم للقران الكريم- تأهيل 1000 من حفظة القران وطلاب الخلاوى بمنحهم دبلوم التلمذة الصناعية،في مجلات الهندسة الميكانيكية والكهرباء والتبريد والتكييف،وتم من خلال لقائهما ذاك التأمين على تأهيل الحفظة علميا وعمليا،وتأصيل شراكة تحمل بعدا ذكيا بين المؤسسات التعليمية والدعوية،لخدمة الشباب والسودان ،وأهم من هذا وذاك جعل الكتاب الكريم واقعا يمشي على الأرض بين الناس..وكونت إدارة لمشروع التأهيل برئاسة الشيخ موسى عبدالله،وينوب عنه د.ياسر عميد السلامة للعلوم والتكنولوجيا،ووضع ديوان الزكاة كشريك رئيس في المشروع بعد مباركتهم لهذا العمل الخيري الكبير الذي يعتبر ركيزة إقتصادية لأسر الحفظة،وفيه حفظ وحماية لإنسان دارفور،وأمنه وسلامه..