شح الامكانيات وضعف المعينات والتردي الاقتصادي يقف حجر عثر امام استنهاض قيم العمل في ظل التوسع الافقي الهائل لمنظومة التعليم العام في السودان.. هذه المقولة تفرض على وزراء التربية والتعليم بالولايات قبول التكليف، وحمل الامانة الوطنية الشاقة، والتحرك بسرعة لدراسة الواقع الحالي للتعليم العام، بشقيه الحكومي والخاص، لنقله من حالة التدهور الذي هو فيه الآن حتى يلحق بركب التقدم ويكون قادراً على مواجهة التحديات الماثلة أمامه. من هذا المنطلق استمد الملتقى التنسيقي الخامس والعشرين لوزراء التربية والتعليم بالولايات الذي انعقد بمدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق أهميته وبعد استراتيجي اقوى له عميق الأثر في تطوير العملية التعليمية، ووضع تشريف المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية بجلسات الملتقى رسالة واضحة واعتراف ضمني من رأس الدولة باعطاء التعليم أولوية ومكانة رفيعة، ووضعه ضمن أولويات الدولة، وتجديداً للعهد القديم الذي قطعه السيد الرئيس بأن يصبح المعلم في قمة الهرم الوظيفي للخدمة المدنية. فضلاً عن ضخ دماء جديدة في شرايين لجنة آلية تنفيذ توصيات المؤتمر القومي للتعليم التي تتبع لرئاسة الجمهورية. واشارت سعاد عبد الرازق وزيرة التربية والتعليم الى أهمية البحث عن الأُطر الجديدة بجودة التعليم، وذلك بالتسارع في حوسبة المناهج للحاق بركب المستقبل واحكام الرقابة والسيطرة عليها من قبل المركز القومي للمناهج، والزام جميع مؤسسات التعليم العام الحكومي والخاص بالعمل بها... داعياً الى مزيد من الشفافية والوضوح في مناقشة المحاور التربوية للوقوف على التشخيص الدقيق المستند على البيانات والمعلومات الاحصائية، لتسهيل عمليات العلاج... وشددت على ضرورة التقويم الشفيف لمخرجات الدورات المدرسية ورهنها بالواقع التربوي. واوصى الملتقى على بسد النقص في المعلمين للتخصصات النادرة والعناية بالبيئة المدرسية والتربية الخاصة والصحة والتغذية، وتكثيف حملات القيد الوطني المتعلقة بتسجيل الاطفال في سن التمدرس في الولايات غير المتصالحة مع التعليم وتعاني نقصاً حاداً في هذا المجال ومراجعة التقويم الدراسي.. وفقاً للتغيرات المناخية في الولايات. كما شهد الملتقى توقيع الاتفاقية المبرمة بين وزراء التربية والتعليم وبنك الادخار لتحصيل نسبة 1% المخصصة من ميزانية التنمية لدعم التعليم بالولايات وبلغت نسبة نجاحها 80% في العام 2012 ونسبة 90% للعام 2013 وبين واقعنا التعليمي الراهن وبشريات الامل الطموح الذي تسعى اليه وزارة التربية والتعليم الاتحادية لتحقيقه من خلال سياساتها ومشروعاتها الاستراتيجية الكبرى المتمثلة- في تأهيل المناهج والاكاديمية المهنية العليا لتدريب المعلمين واجازة قانون تمهين التعليم، والوثبة الجديدة في المناهج، وخطوات الاصلاح التربوي. يظل الملتقى الخامس والعشرين لوزراء التربية والتعليم بالولايات علامة فارقة على خطى التغيير!! بالرغم من انه لا يشكل غاية في حد ذاته.. ولكنه وسيلة من وسائل الاستحداث لنظام تربوي سوداني قادر على ترسيخ العقيدة، وترشيد العقل، وضبط السلوك، ومجرد جهد تربوي جاد وطموح لا ينفصل عن بقية الحلقات التربوية الاخرى.