مأساة الشابة (أماني الجزولي) التي عبرت إلى الضفة الأخرى، حركت في الناس مواجع الأحاسيس وغبن الألم.. وفي الغالب ان صفحة التحقيق التي يرفدها الأستاذ التاج عثمان بالقضايا الحية تظل وقفة انتباه وتيقظ لما يقتله التحقيق بحثاً يكاد يصل إلى مرحلة البحث العلمي.. على صفحة الرأي العام.. وقفت عند فقرة المساومة بركشة من قبل المستوصف الذي جاءته «المرحومة» وهي آملة في استقبال مولودها بكل أحاسيس الأمومة ليخرج للدينا طفل لا يعرف إن كانت أمه تحس به في الدينا أم أنها قد ذهبت اجباراً لخطأ طبي ما راحت في ثناياه لمدة عامي في غيبوبة ولا وعي بالدنيا.. ويقول صاحب التحقيق أنه سأل أحد أهلها عن دور المستوصف في علاج ما وصلت إليه الحالة فقال «زارنا الجراح وأخصائي التمريض وعرضا شراء ركشة أو كشك للمساعدة في العلاج.. والأصل انهم قد صرفوا ما صرفوا في سبيل غاية انسانية لاستعادة ابنتهم للحياة.. فقد كانت التفاصيل اليومية لتسيير يومية مريضة في حالة غيبوبة تفوق الاضعاف المضاعفة لما طرحه هؤلاء ولسان الحال «الحياة مقابل الركشة» ٭ مجانين جدَّ! رشح للإعلام ان المستشفى الولائي المعروف يستقبل يومياً ما بين «2 الى5» حالات جنون والكاركتيرست المبدع ينقل الصورة بشكل راسخ للمريض، أو قل المجنون وهو «قالب هوبة في تربيزة الطبيب» قائلاً لو أنهم واثقين فيكم كان (جواكم خمسمئة) بمعنى أن المجانين ذات نفسهم لا يثقون في هؤلاء الأطباء.. والشاهد ان مفارقة الشعرة الضعيفة وقطعها ما بين العقل والجنون بدأت تتوسع مداركها.. وفي الخاطر ذكرى للخطة كنت شهود عليها في أحد (برندات) سوق ولائي مشهور، مر مجنون وهو يتقافز فما كان من أحد أصحاب المحلات إلا أن قال «يا ولدي استعجلت للجن ساي ماترانا صابرين» .. عموماً كثرة الضغوط تخرج الكثيرين من دائرة التعاطي الحي مع العقل.. رغم ان القمة الحقيقية تبرز في محاولات التجلد والصبر وهم جميعاً يربطون حتى النجاح العام بالامتحان في حالات الفقر والعسرة وليس الغنى والدعة.. قد يكون الجن في معدلاته أكبر من استيعاب العقلاء!! فالنفوس في لحظات ضعفها والتي تكثر الآن تكون فرائس سهلة للخروج غير القابل للعودة.. وكما يقولون «الجن يتداوى كعب الاندراوه» طعم المعلومة! يملأون الأجواء ضجيجاً وصخباً بلا هوادة يدعون الخير والفضيلة ويحجمون عن ذات الخصائل الجميلة.. هم ممتلؤن صحة وعافية.. وتنقاد إليهم المعلومة بما تهوى انفسهم.. إن أرادوك خيراً جعلوك خيراً.. وإن أرادوك سوءاً جعلوك سوءاً وأرذل الأرازل.. لا تملك الا أن تخشاهم لأن الذي لا يستحي من الله أحق بالخوف والحسرة والتوجس.. هم كثر وفي تفاصيل متباينة تراهم في المنازل.. الشوارع.. والمواقع الكثيرة.. ما عليهم إلا أن يتلمسوا عنك رأس خيط معلومة ما ثم يحيكون وينسجون مزاجهم. آخرالكلام إن كانت حياتك في لحظة ما تبدو في ركشة أمامك قد تكون موضوع مقايضة لحياتك فإنك بالتأكيد لا تكترث كثيراً للعقل ان بقي أو ذهب ام هم ما عليهم الا أن يخيطوك ثوب رغبتهم المتمناة... ومع محبتي للجميع