آمال عبد المنعم تشكيلية في زمن إنقضاء نحب الوقت ونزيفه على عتبات زحام الحياة اليومي، فأن يحمل الفنان التشكيلي ريشة ملونة ليحكي عن إبداع ذاته ويترجم خلجات فؤاده على لوحة زاهية وناطقة بالحس والجمال بات من الأمور التي أصبحت تُعد ترفاً لولا وجود أمثال المبدعة آمال وهي من الجيل الوسيط للتشكيلين الذي أعتبرهم أكثر من عانوا في هذا المجال، فهم عاشوا عهد التحدي في أن يصبح الفن التشكيلي جزءاً من عجلة الحياة اليوميه وفق إندياحه عبر إبداعهم إلى مجمل أشكال الحياة الواقعية للوطن الذي حباه الله بجمال الطبيعة وجمال النفوس ... ولكن شأنه شأن محاور أساسية في تاريخنا عجزت الدولة عن وضع الخطط والإستراتيجيات التي تنبني على الإستفادة من كافة العلوم والفنون في بناء الدولة على المستوى الشكلي والضمني فأصبح المعمار السوداني ومخططات المباني العامه والشوارع و الميادين والساحات والمنشآت ذات الصبغة القومية والتاريخية لا تعبر بأيي حال من الأحوال عن خيالنا الفني وإرثنا اللوني والتشكيلي، هكذا لم تستطع إندياحات عباقرة من الفنانين التشكيلين الذين شغلوا العالم الخارجي أمثال إبراهيم الصلحي ود. راشد دياب أن تجد موطأ قدم على مستوى التأثير في البناء الشكلي لخارطة الوطن ، بل وللأسف مازالت مقاماتهم في الداخل لا يحتفي بها كثير من أهل الجهل بالفنون ودورها في بناء ثقافة المجتمعات الملموسة و الوجدانيه .. للآن هذا البلد المكتظ بالفن والجمال و الفنانين التشكيلين يغالب أمر أن يكون فيه قاعة عرض تشكيليه إحترافية ومطابقة للمواصفات، وما زال التشكيلي يتحين الفرص لإلقاء الضوء على أعماله في فعاليات لا تمت إلى التشكيل بصلة .. وقد بدأت معركة وأد روح الفن التشكيلي منذ إعتبار وزارة التعليم لمادة الفنون في المدارس مادةً هامشية وربما في بعض الأحيان إعتبرها البعض مضيعة للوقت و الجهد، وهكذا نسير نحن في دروب الظلام والجهل، رغم أن التاريخ موثق ومتاح .. ولا يحتاج إلى كثير حهد لنتيقن أن الفن على عمومه أداة لا يمكن تجاوزها في بناء وجدان الشعوب وفكرها ليمتد هذا البناء ليعبر عن قدرتها أيي الشعوب على إنجاز تحديات التنمية الشاملة وتزيينها بروح الدقة والجودة والإبداع، عرضت آمال عبد المنعم بفندق ريجنسي الخرطوم يوم الجمعة الماضي وكمدخل لفعالية ملتقى ريجنسي الثقافي عدداً من اللوحات الزاهية والساطعة بروح الإبداع والجمال , تراوحت تصنيفاتها الحرفية على مدارج المدرسة التجريدية والواقعية التجريديه معاً،تسجيل الألوان على الخامات كان جريئاً و حاد الرؤية ... اما الشكل فكان إمتداداً هندسياً يقود المحور البصري للمتلقي إلى مساحات مفتوحة من الخيال الذي بالفعل يطابق إسم المعرض (اللامنتهى)..فعلاً كان ذلك العرض المضيء واحةً من الجمال و الإبداع (لا منتهى لها).