السودان من أولى الدول التي حظيت بدخول السكة حديد منذ عقود وأصبح لديه شبكة خطوط حديدية ربطت الشرق بالغرب والشمال بالجنوب وقدمت خدمات كبيرة لاقتصاد السودان ونهضته، غير أنها شهدت تدهوراً مريعاً، لكن عبر مؤتمر إنقاذ السكة حديد في 1991م وإنفاذاً لتوصياته بدأت الروح تدب من جديد لتعود إلى سيرتها الأولى بإصلاح خطوطها وتوفير قطع الغيار والمعدات الأساسية للورش والوحدات المتحركة وتوقيع الاتفاقيات والعقود الاستثمارية مع شركة صينية للفلكنات الخرصانية وأخرى للقطارات.. المهندس إبراهيم فضل عبدالله المدير العام لهيئة سكة حديد السودان يضع النقاط فوق الحروف عبر هذا اللقاء السريع أثناء تدشين انطلاقة قطار إكسبريس النيل الحديث من الخرطوم إلى الدامر وشندي وعطبرة.. وتعيد «آخر لحظة» الحوار الذي أجرته مع مدير عام هيئة السكة حديد .. والذي لم يمض على نشره اسبوع واحد .. إلا أن القطار الذي وصل أمس إلى محطة بحري قادماً من عطبرة .. قد تعرض إلى حادث حيث خرج عن مساره أثناء توجهه إلى ورشة الصيانة بالخرطوم، وعلمت «آخر لحظة» أنه أصيب بعطل فني أدى إلى انحرافه عن مساره. فمعاً إلى محطات الحوار: حدثنا عن إنجازات السكة حديد الأخيرة؟ - هيئة السكة حديد لديها خطة إستراتيجية لمدى عشرين عاماً تم اعتمادها منذ العام 2007م ولكنها رأت النور في العام 2011م وبدأنا في تنفيذها، حيث اكتملت المرحلة الأولى وهي خطة إسعافية تقضي بتأهيل خطوط «الخرطوم- بورتسودان، وبابنوسة- نيالا، ومدني- الخرطوم»، والآن افتتحنا خط الخرطوم- عطبرة.. ودعمنا القوة الساحبة والناقلة بتأهيل ثمانية وابورات ألمانية واستجلاب 5 وابورات جديدة من الصين وتأهيل 300 عربة بضاعة و20 عربة ركاب لتسيير قطار حلفاونيالا، بالإضافة لاستيراد قطار حديث لخط الخرطومعطبرة وهو الذي تم تدشينه وبدأ في العمل الآن وسوف نبدأ في إدخال خطوط بورتسودان- الخرطوم، وبورتسودان- عطبرة، ثم هيا- كسلا- القضارف، وهناك خطة لتفعيل خطي كوستي- عرديبة- أبو جبارة- نيالا. من أين كان تمويل كل هذه المشروعات الجديدة؟ - التمويل كان المعول الأساسي فيه وزارة المالية والاقتصاد الوطني وذلك بتوفير الاعتمادات من عملة محلية وصعبة وكذلك القروض من الدول الصديقة. ماذا عن تأهيل المحطات بعد عودة القطارات؟ - المحطات جزء من اهتمامنا أيضاً وسيتم تأهيلها لتناسب الطفرة الجديدة، والآن صالة ركاب بحري أمامك جاهزة بأبوابها الألكترونية ورجال الشرطة والتأمين ونظام التذاكر الألكتروني والمحوسب، وهنالك كاميرات للمراقبة للأمن والسلامة وستكون هنالك خطوط اتصالات رابطة ما بين المحطات وستكون حديثة أيضاً، بالإضافة إلى تأهيل نظام الإشارات، وهذا ينطبق على المحطات الرئيسية في كل خطوط الولايات إن شاء الله، والتي سيتم تأهيلها تباعاً ضمن الخطة الإستراتيجية، وهذا العام 2014م سيكون عام تحقيق الطموحات والخطط والإنجازات. لماذا تدشين خط عطبرة- الخرطوم؟ - لأنه ضمن الخطة الإستراتيجية التي تحدثت عنها، وطبعاً سوف تأتي الخطوط الأخرى، وهذا الخط تم تأهيله بمواصفات عالمية بفلنكات خرصانية وتبليط ولحم خط وتأهيل المحطات تهيئة كاملة بنظام دخول وخروج مواكب للتطور، وستمتد الخطوط بحسب ما وضعت إلى كل الولايات. ما هي مميزات قطار النيل الحديث وضمان استمراريته؟ - القطار الجديد «قطار النيل» مصمم بطريقة مريحة ومكيف وله سرعة 100 كيلومتر في الساعة لكن سوف يعمل بسرعة 70 مؤقتاً، والقطار به خدمات متكاملة وهو كله درجة واحدة ويتكون من أربع عربات تسع الواحدة ل 70 راكباً، والتذكرة من الخرطوم إلى عطبرة بواحد وخمسين جنيهاً وإلى شندي بواحد وثلاثين جنيهاً، وضمان استمراريته هو تشغيلنا له بكفاءة وكذلك تعاون الركاب والمواطنين في المحافظة عليه فهو وسيلة تخدمهم في المقام الأول.. ونعتبره إضافة نوعية للسكة حديد، وهو قطر كامل برأسين وسوف يقوم يومياً من الخرطوم الساعة التاسعة صباحاً، كذلك قطار آخر من عطبرة بذات التوقيت في رحلات منتظمة بمواعيد منتظمة. ماذا عن تأهيل العاملين بالسكة حديد وخاصة السائقين بعد التحديث؟ - كل السائقين تم تأهيلهم وهم شباب خريجو معاهد فنية وكذلك الكهربائيون تم تدريبهم في عطبرة على يد مهندسين سودانيين، والاصطاف هم ثمانية سواقين وثمانون مساعداً، أخذوا كورسات مكثفة للقيادة على القطارات الجديدة بجانب المعاملة مع الركاب وفقاً للتقنيات الحديثة عبر المراقبة الداخلية والتواصل عبر شبكة داخلية. ماذا عن تجربة قطار نيالاوحلفا وتقييمكم لها؟ - هي تجربة حققت نجاحها في نقل البضائع والركاب شمالاً وغرباً وهي تجربة إضافية لخدمات النقل في البلاد خاصة بعد تأهيل وتغير الخطوط في الغرب ما بين أبو جابرة ونيالا بخطوط كبيرة، وبذلك تزيد كمية البضائع التجارية المنقولة إلى ومن ولايات دارفور وتحدث الأثر المطلوب تجارياً واقتصادياً بتكلفة أقل، كذلك على خط وادي حلفا والسفر للركاب إلى مصر وحركة البضائع، ونبشر أيضاً كما قلت سابقاً بعد تدشين خط الخرطومعطبرة عن اقتراب تأهيل خط مدني- أبوعشر استعداداً لدخول القطار السريع لولاية الجزيرة. ما هي التحديات التي أمامكم كإدارة لهيئة السكة حديد السودان؟ - التحديات كبيرة ولكننا على قدر المسؤولية لتجاوزها بتكاتف الجميع والعمل على عودة السكة حديد لسيرتها الأولى، وها نحن نحقق الحلم بتنفيذ كل هذه المشروعات، والتحية لكل من سبقوني على العمل على إعادة السكة حديد وأشير إلى دور المهندس مكاوي في ضربة البداية وكل الموظفين والمهندسين والعاملين في المضي قدماً بكل المشروعات، واعتقد أن التحديات هي توفير العملة الصعبة في وقتها لدفع تكاليف المشاريع التجارية ومنع التعديات على أراضي السكة حديد بالولايات، كذلك منع تكرار سرقات مكونات الخطوط من حديد وفلنكات وأسلاك حتى في مشاريعنا الجديدة، وضرورة تنبيه المواطنين إلى أن هذه حقوقهم وليحافظوا عليها، كذلك توفير الأمن للتداخلات الولائية والعمل على إنجاح تواصل مسيرة القطارات على خطوطها سالمة. محطة أخيرة.. ماذا تقول للمواطنين؟ - هيئة السكة حديد السودان من المؤسسات الراسخة والتي لديها إرث إداري وفني عظيم، وها هي تعود لتعمل من جديد وتنفذ كافة المشروعات الإستراتيجية بعزم الرجال لتسهم في دفع عجلة الاقتصاد السوداني في جانب النقل للبضائع والركاب، مناشدة كافة المواطنين بالعمل على المحافظة على كل ما يخص السكة حديد من مكونات مثل القطارات الحديثة والمحطات والخطوط، لأنها في النهاية ملك لهم وتسهم في راحتهم.