مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، قدم حزب المؤتمر الوطني عدداً من المفاجآت بأن فتح الباب على مصراعيه لوجوه سياسية جديدة حلت محل وجوه ظلت طوال ال 25 سنة التي حكمت فيها الإنقاذ أرقاماً يصعب تجاوزها، مطلقاَ على سلسلة التغييرات هذه (البرنامج الإصلاحي)، ثم أعلن صراحة عن رغبته في الحوار مع جميع الأحزاب.. آخر لحظة جلست إلى د.مصطفى عثمان إسماعيل أمين العلاقات السياسية الجديد بالحزب في حوار المكاشفة.. فإلى المحاور: مچن البشير عدم ترشحه أمر نهائي؟ الرئيس البشير أعلن أكثر من مرة عدم ترشحه وما زال هذا هو موقفه، ولكن القرار النهائي بيد الحزب، والآن مطروح ضمن أوراق الإصلاح الكيفية التي يتم بها انتخاب رئيسالمؤتمر الوطني القادم،وأنا في حلٍ من أن أذكر التفاصيل لأنها لم تجاز بعد،لكنها مطروحة بتفاصيلها لأنها المرة الأولى التي سننتخب رئيس الوطني، لذلك قُدم مقترح متكامل بآلية هيكلة لكيفية انتخاب رئيس الوطني القادم بمجرد أن يجيزها المكتب القيادي ويضعها أمام مجلس الشورى تكون قد اكتملت الصورة بالنسبة لنالإعادة انتخابات كافة المؤسسات في الإنتخابات القادمة. تعني أنكم لم تدفعوا بمرشح للرئاسة حتى الآن؟ أنا لا أريد أن أدخل في تفاصيل المقترح لعدم إجازته بعد،ولكن المقترح يحاول أن يشرك كل عضو من الوطني في اختيار الرئيس القادم للحزب من القواعد تصاعدياًإلى كافة المستويات إلى أن يصل مجلس الشورى والذي يقدم مرشحي الوطني لرئاسة الحزب للمؤتمر العام.. نحن نريد بذات الطريقةالتي تم بها التغيير بالنسبة للنائب الأول ونائب رئيس الوطني ورئيس البرلمان.. أن يتم الأمر بهذه الطريقة الحضارية. الشعبي والإصلاح الآن نموذج لبعض الصراعات التي تفاقمت بالوطني،هل تتوقعون نهاية هذه الإنشقاقات؟ الصراعات داخل الأحزاب ليست جديدة، وكل ما كبرالحزب كل ما زادت الانشقاقات، لذلك أنا لا أتوقع أن يكون الإصلاح الآن هو آخر انشقاق للمؤتمر الوطني، وكذلك الأحزاب الأخرى، لكن المطلوب هو كيف يمكن ان نختلف وننشق ونتحاور فالذي يجد أنهذا الماعون لا يعبر عنه ولا يحيط به الأفضل أن يخرج وأن ينشيء ماعوناً سياسياً يعبر عنه وعن وجهة نظره، أنا في تقديري ان الساحة السياسية بعد هذه الانشقاقات التي حدثت ستنتهي إلى ثلاثة أحزاب رئيسية، حزب يعبر عن قوى اليسار حتى ولو اختلفت الأسماءوحزب يعبر عن قوى اليمين الليبرالي الرأسمالي، وحزب في الوسط يعبر عن الوسطية الاسلامية. بحكم موقعك كأمين سياسي ماهي المراحل التي وصلتم إليها مع الشعبي والإصلاح وبقية الأحزاب في الحوار؟ رغم ابتعادي عن مجمل العلاقات مع الأحزاب السياسية عدا الأمة الذي كنت مقرر لجنة الحوار معه،إلا أن المؤتمر الشعبي بالنسبة لي فصيل مهم في القوى السياسية ،فالمفترض نحن في الوطني ان نكون الأقرب إليه من حيث المرجعية الإسلامية،لكن ما في هذا الملف سأوليه قطعاً اهتمامي وسيكون من وائل الملفات التي سأراجعها، وأحركها لكي يمضي مع الملفات الأخرى. الإصلاح الآن أليسوا أقرب للوطني؟ لم يصلني أنهم يرفضون للحوار و الأصوات التي ارتفعت في الوطني وتحدثت عن الحوار معهم مازالت تحمل لهم عطفاً ووداً، وما زال هناك العديد من القيادات ترى وتتمنى أن تعود اللحمة وتلتئم مرة أخرى، لكن رأيي الشخصي أن هذا سابق لأوانه أوحتى مجرد الحوار من أجل العودةالآن ومستقبلاً،إذا وجدناأن الوقت قد حان لأن نتحدث عنأن نعود مرة الى بعضنا، قطعاً لن نتردد في ذلك لكني أرى من السابق لأوانه في هذا الوقت أن نتحدث عن عودة الإصلاح للوطني üهل يمثل الإصلاح الآن صداع للوطني؟أنا لا أرى أنهم يشكلون صداعاً لنا، لأننا وصلنا إلى مرحلة كان أفضل لمجموعة الإصلاح الآن أن تستقل بذاتيتها، يعني مما يحمد للدكتور الترابي أنهبعد مذكرة العشرة اختار أن يشكل حزباً، وأنا في وقتها،كنت أقول إن هذا قرار صحيح إذالم نستطيع أن نعيش مع بعضنا فكل منا يسلك الطريق الذي يراه مناسباً ثم بعد ذلك نبحث عن كيف يمكن أن نتعاون مع بعضنا البعض وفي تقديري مجموعة الإصلاح الآن وصل الأمر بينناوبينهم إلى مرحلة كان قرارهم عقلانياً وصائباً جداً بأن يؤسسوا حزباً لأن لغتهم داخل الوطني خرجت من لغة الحواروالنقد البناء إلى لغة التجديف والتجذيف، الآن لهم حزبهم وكيانهم يستطيعوا أن يعبروا عن آرائهم. ماهي تفاصيل حواركم بالضبط مع حزب الأمة؟ الآن لم يعرض شيء على المكتب القيادي، ولا على القطاع السياسي حول ما ذكر عن نهايات الحوار مع الأمة ولم نقرر بعد إذا ماكان الحوار معهم وصل نهاياته،وسنشكل لجاناً جديدة ستستأنف الحوار وفق الرؤية الإصلاحيةهذا يشمل جميع الأحزاب. ما السبب في تضارب التصريحات في الوطني؟ مشكلتنا مع الإعلام إنه ينسب إلى المؤتمر الوطني أي قيادي في الوطني يعبر عن رأيه، الجهة التي تعبر عن موقف الوطني تجاه القوى السياسية الأخرى هي أمين العلاقات السياسية، فإذا أردنا أن نقول أن الجهات التي تمثل موقف الحزب، و المصرح لها والتي من اختصاصها، هي إما رئيس الحزب أو نائب رئيس الحزب لشؤون الحزب أو رئيس القطاع السياسي أوأمين العلاقات السياسية،لكن بمجرد أن يعبر عضو من الأمانات المختلفة عن رأيه ويأخذ الإعلام رأيه و كأنه رأي الحزب وبالمانشيت العريض يقول:الوطني يقول كذا وكذا، نحن نأمل ونتمنى من الإعلام أن ينسبه لهم. لكنك كنت تصرح في السابق قبل تولي المسؤولية؟ - كان لدي تصريحات وكنت أصر على الإعلام أن هذه التصريحات منسوبة لي ويمكن تسميتي بقيادي بالوطني ولكن هذا ليس بالضرورة رأي الحزب،وأذكر تحدث قبل فترة عن أنه إذا كانت الأحزاب تريد تقديم الانتخابات ووصلت لاتفاق مع الوطني فنحن ليست لدينا مشكلة، قلت هذا وهو مجرد رأي، فإذا بالمتحدث باسم الوطني يرد عليّ بأن الحزب لن يقبل بتقديم الانتخابات عن مواعيدها،ولم نتخذ في الوطني قراراً بهذا..وأنا لم أقل إن هذا قرارلكن أنا كرجل ناشط في الساحة السياسية،من حقي ان اعبر عن رأيي ولكن رأي الحزب يتم التعبير عنه عبر مؤسسات الحزب.. يعني مثلاً الآن بعض متفلتي الأحزاب السياسية القائمة لاهم لهم إلا الهجوم على الوطني.. هذا موجود في الاتحادي و الأمة والشيوعي.. لكن الإعلام يستنطق أحدهم ويأتي به بالمنشيت العريض والحزب الفلاني يقول كذا وكذا، وهذايربك الساحة السياسية.. فاتمنى أننفرق بين رؤية الناشط السياسيوبين القرار المؤسسي من الحزب. ما هي معالجاتكم داخل الحزب لتقنين التصريحات؟ سنطرح في الفترة القادمة للحزب تنظيماً لهذه العملية.. وكل في مجال أمانته هو متحدث رسمي،بعد ذلك هناك متحدث باسم أكبرمؤسسة في الحزب وهي المكتب القيادي، المؤسسةالتنفيذية، وهو نائب الرئيس لشؤون الحزب ثم رئيس الحزب، وسنحاول أن نرتب المسألة فقد تحدثت مع نائب رئيس الحزب وسنوضحها للإعلام وللقوى السياسية.. وبالنسبة لمنسوبينا دونأأن نحجر على الناشط السياسي في أن يعبر عن رأيه لكن رأيه ليسبالضرورة يعبر عن الحزب. كيف ترى العلاقات مع المحيطين الإقليمي والدولي؟ أرى الآن العلاقات مع دول الجوار الأفريقي تمضي على ما يرام سواء مع أريتريا أو أثيوبيا أو جنوب السودان وهي في تقدم مع تشاد و ليبيا،و على المستوى الأفريقي أفريقيا وقفت معنا ونحتاج أن نطور هذه العلاقات في شكل علاقاتاقتصادية، ونقدم مبادرات للرؤى المتكاملة لعلاقتنا السياسية الاقتصادية والاجتماعية مع أفريقيا، بالنسبة لدول الجوار العربي مثل مصر ثم الدول العربية الأخرى، فمصرالعلاقات معها مهمة وأكثر منعلاقة جوار وبالتالي اعتقد أن الأجهزة الآن تعمل على تقييم هذه العلاقة وكيفية المضي بها إلى الأمامبحيث أنها تكون علاقة متميزة وتأخذ في الاعتبار التاريخ، الحاضر والمستقبل.. ليبيا قطعاً نتمنى أن تستقر الأوضاع فيها، فهيمهمة بالنسبة لنا، لأننا رأينا كيف استطاعت أن تؤذي السودان من خلال صراع دارفور سابقاً، نحن نريد لليبيا الآن أن تكون ضمن المنظومة العربية الأفريقية التي تدعم استقرار المنطقة ككل ومن بينها السودان، وهذا لن يحدث إلا إذا استقرت ليبيا نفسها، أما بالحديث عن الدول العربية، والتي بعض منهاليس جاراً مباشراً، ولكن بحكم التداخل والعلاقات تعتبر دول جوار،وأعني بها دول الخليج، وبالرغم أني لا أرى أن السبب الأساسي في شكلعلاقتنا الحالية معهم هي إيران ولكنأرى أن علاقاتنا مع الخليج يجب أن تأخذ الأولوية، ولا بد أن نضع في الاعتبار أننا عندما نتحدث عن السلطة ننظرلإرادة الشعب السودانيأولاً وليس لإرادة الحركة الإسلامية وحدها، فإذا كان الشعب السوداني يريد علاقات متقدمة متطورة مع هذه الدول وإذا كانت المشكلة هي إيران فالدولة يمكن أن تجلس وتقيّم إلى أي مدى علاقتنا مع إيران تؤثر في هذه العلاقات، ويتم إصلاح ذلك بأن يأخذ كلٌََ وضعه الطبيعي، لكني أرى أن الإشكال أكبر من ذلك، هذا الإشكال متعلق ب«الربيع العربي» والتغيير الذي تم في الوطن العربي وما يطلق عليه الآن في السياسة العربية والخليجية بالإإسلام السياسي، وهذه مشكلة لن تحسم بالقطيعة السياسية، والاقتصادية ولن تعالج هكذا، هذا يحتاج لحوار.. إذا كان الخليج لديه أي تخوفات من السودان بأن يتسبب له في أي أذى لا بد أن يتم طمأنته،وإذا هنالك أي سوء فهم اعتقد أننا في حاجة إلى إزالته وأن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه وأقوى مما كانت عليه،ففي اعتقادي أن الدول الخليجيةحريصة على أمن واستقرار السودان ألا ترى أن السودان مطالب بمواقف أكبر تجاه الجنوب خارج مظلة إيقاد؟ أنا لم اشترك في الموقف الذي اتخذه السودان تجاه دولة الجنوب ولا أعرف الخفايا ومن الظاهر الذي أراه استطيع أن أقول إن هذا القرار بني على معلومات والمعلومات قادت إلى هذا الموقف الصحيح، وأنا أراه حقيقة موقفاً صحيحاً ونساهم بفعالية داخل منظمة الإيقاد.. يعني من الظاهر ماأراه أن هذا الموقف صحيح. ألا ترى أن العمل داخل مظلة الإيقاد أقل فاعلية، ويستلزم الخروج الفردي مثل تحركات أريتريا من تلقاء نفسها؟ التحركات الفردية، لن يعترف العالم بها، لو كان تعتمد التحركات الفردية،لاعتمدت حركة الولاياتالمتحدة ودول أوروبا انضمت إلى الإيقاد، والدول الآن تلجأ إلى المواقف الإقليمية لكي تمرر سياساتها، لذلك لا أرى تقصيراً في موقفنا تجاه الجنوب. يقول الخبراء إن ما يحدث بأفريقياالوسطى ودولة الجنوب هو خنق منالأطراف للسودان؟ أتمنى أن القوى الكبرى التي تخنق السودان أن تصل لقناعة أن السودان القوي المنفتح المتواصل مع جيرانه والمجتمع الدولي هو الأفضل لاستقرار المنطقة. دار جدل كثيف حول تغيير الولاة ماهي الحقائق؟ الولاة في السودان نوعان نوع تم انتخباهم من قبل ولاياتهم وهؤلاء لايمكن أن يتم تغييرهم إلا عبر مؤسساتهم الولائية أو استقالاتهم.. والنوع الثاني هم الولاة المكلفين ويتم تعيينهم بواسطة المكتب القيادي بترشيح من رئيس الجمهورية..حتى الآن نحن لم ندخل في موضوع تغيير الولاة، أعرف أنه طرح أكثر من مرة، ولكن التغييرالمطروح الآن هو لمؤسسات أخرى كالوكلاء ومديري المؤسسات،ولكن قد يطال الولاة في مرحلة من المراحل، فقط لا نريد الآن طرح هذا الموضوع..وإذا حدث أي تغيير لن يتم إلا عبر هاتين الآليتين.. يعني إذا تمت عبر المركز سيطلب من الولاة تقديم استقالاتهم.