ظاهرة غريبة وخطيرة في نفس الوقت ظلت تلازم جميع مباريات فريق الأهلي التي يؤديها بملعبه.. ولعلها لعبت دوراً كبيراً ومؤثراً في توتر أجهزته الفنية و(بوظان) أعصاب لاعبيه، ومن ثم إنعكاسها المباشر على أدائهم الذي يبدو مرتبكاً في معظم الأحوال، مع فقدان التركيز الذي كثيراً ما قاد لخسارة الفريق للعديد من المباريات السهلة التي جرت على أرضه ووسط جمهوره. والظاهرة الخطيرة التي شكا منها كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب سيد الأتيام خلال هذا الموسم، بدءاً من الخبير عبد العال ساتي، ثم عاكف عطا، وعيسى الهاشماب، وأخيراً الكوتش محمد الطيب، هي تربص بعض الأهلاوية للمدربين أثناء المباريات ، وانتياشهم بوابل من سهام الانتقادات التي تصل أحياناً لمرحلة الشتائم التي تبلغ مسامع اللاعبين.. الأمر الذي قاد في كثير من الأحيان لحدوث اشتباكات بين الطرفين على مرأى ومسمع الجمهور، واللاعبين الذين يتأثرون قطعاً بالأحداث التي تجري أمامهم. ولم يخفِ مدرب الأهلي السابق الخبير عبد العال ساتي امتعاضه واستيائه من تلك الظاهرة التي عانى منها كثيراً، وكانت سبباً مباشراً في تخليه عن تدريب الأهلي مجبراً، رغم أنه حقق نتائج طيبة خارج أرضه، عزاها للاستقرار النفسي للجهاز الفني ولاعبيه، وهم يلعبون بعيداً عن الضغوط والانتقادات المتلاحقة التي يواجهونها بملعبهم، ووسط جمهورهم. أما المدرب الحالي للفريق الكوتش محمد الطيب فالحق يقال أنه ورغم ما بذله من تضحيات بدءاً من مجازفته بقبول تولي المهمة الصعبة، والفريق في وضع حرج، ويتهدده شبح الهبوط، ثم تفانيه في إصلاح حال التيم الذي تسلمه حطاماً، بعد أن هدته الهزائم واعتصرته الانكسارات، فأعاد صياغته من جديد، وبعث فيه الروح، فبدأ يشم العافية مؤخراً.. إلا أن بعض المتربصين ما انفكوا يلاحقونه بوابل من الهجوم والانتقادات المريرة، بينما هو يكظم غيظه، ويلوك الصبر، ولسان حاله يردد: كيف يبلغ البنيان تمامه..إن كنت تبني وغيرك يهدم. فبالله عليكم يا معشر الأهلاوية مارسوا دوركم في التشجيع، والمؤازرة، والدعم لفريقكم مهزوماً كان أو منتصراً، ودعوا الأجهزة الفنية تعمل بهدوء وطمأنينة، بعيداً عن التهاتر، والسباب، والانتقادات، والمطالبات باستبدال زيد، واشراك عبيد.. فالمدرب هو الأدرى بلاعبيه، وجاهزيتهم، والإدارة هي المسؤولة عن محاسبته في حالة إخفاقه.. وإن (جينا) للحق فإن المستوى المتطور الذي ظهر به سيد الأتيام في مبارياته الأخيرة يجبرنا على الإشادة بالجهاز الفني، وعلى رأسه المدرب الشاطر محمد الطيب، الذي استطاع أن يخلق من الفسيخ شرباتاً بطعم الشهد، تجرعه الأهلاوية هنياً مريئاً، عشية لقاء هلال كادقلي. آخر السطور: بعد الحشد الجماهيري الكبير الذي تابع مباراة الأهلي وهلال كادقلي، وكان له أبلغ الأثر في الدفع المعنوي للاعبي الأهلي لتحقيق النصر، ترى هل سيتواصل هذا الحضور الجماهيري الكبير في بقية المباريات الحاسمة لأندية الأهلي، والاتحاد، وجزيرة الفيل؟ نتمنى ذلك، مع مزيد من التسهيلات من إتحاد الكرة الذي يستحق منا الإشادة والتقدير لدوره التعبوي الواضح للعيان.