فإلى متى نظل نطوي في قلوبنا كل هذه المرارات والاحباطات وخيبات الأمل..؟ الى متى نظل كالفئران تمارس علينا التجارب والاختبارات الطبية..؟ والى متى تتقاذفنا الامواج وتعصف بنا الرياح وتجرفنا السيول نحو طريق مجهول .حياتنا صارت مجرد سنين تمضي دون أن نحس بها واعمارنا هي با لحساب لم نعد نحتفل بها وحياتنا تفتقد الطعم واللون والرائحة رضينا بما اراد الله لنا وأحبنا في أعز ما نملك «الولاءللوطن» كنا نظنه فوق كل ولاء قدمنا من أجله زينة الحياة الدنيا المال والبنون لنحافظ عليه.. وعلى وصية جدودنا زمان.. فتوارت الحقيقة عن الانظار وأرتوت الارض بدماء الشهداء.فهل سمعتم بأحد أنشأ مزرعة لتربية الجراثيم الفتاكة القاتلة والمميتة هؤلاء نحن الذين أنشأنا تلك المزرعة..! ضمينا فيها اللاجئين وحضناهم دونما اكتراث شاركناهم المأوى وقاسمناهم المأكل والملبس.. وأفسحنا لهم في المركبات رغم معاناتنا!!! فإن كان من بيننا علماء وعقلاء واطباء نفسانيين فليفتوا ويفسروا ويشخصوا لنا هذه الظاهرة الخطيرة ان كانت جهل غباء وغشامة وإن أجمعوا على أنها شهامة وطيبة ورجولة فهي بالتأكيد هي(العوارة) بعينها وهي البلاهة والهبالة وهذا هو سر بقائنا ضمن دول العالم «الطيش» ولا تتعدى طموحاتنا ملء الكروش إن كان ما نحشوه بها حراماً أو حلالاً طيباً «وهل فيكم من سمع بغنم حنين اللقوهن » هذه مقولة لا يعرفها الا ناس «الكدرو» ولها معان توضح بجلاء سطحية وضحالة تفكيرنا واهتمامنا بسفاسف الأمور..!(الحسانية ما براهم المهم نحن في شنو؟ ثم لماذا تعادينا دولة وليدة لم يتعد عمرها طور التسنين ولم تأخذ غير جرعة التحصين من شلل الأطفال، والآن هي مهددة بداء البرجم والحسبة والسعال الديكي «الكتكوته»؟؟ لماذا تعادينا نحن..؟ وهي في أشدَّ الحاجة لمن يأخذ بيدها..؟ .نعم والله كنا نظن بأننا الأقرب ولكن ما وقر في صدورهم قد أعمى قلبهم وعيونهم فطفح الكيل ونفد الصبر، وفسدت قضية الود.. وما عدنا نحتمل!! ولم تفلح كل الحوارات والمحاولات والمبادرات داخلياً وخارجياً ..وفشلت جميعها من أن تجعل السودان أمة واحدة لتكون قدوة لدول تفتت وتجزرت وتشتت شملها وذهبت ريحها.. وكنا نظنهم مثلنا يمثلون قلب هذا الوطن نبضه ونفسه وروحه .فأخذتهم العزة بالنفس، فتمادوا واصروا واستكبروا إستكباراً وتوحدت إرادتهم عقدوا العزم على الانفصال!! واعلنوا عن وقوع طلاق بائن لا رجعه فيه بشهادة دول العالم فما أشتقنا لهم ولا اشتاقوا لنا.. وحمدنا الله على هذه النعمة .وبنشوة الانفصال احرقوا علماً كان متكأ لهم ، وكانوا يقفون تحت مظلته لأكثر من نصف قرن، ولم نتشبه بهم ولا بحلمهم. وبرغم ما حدث نجد منا- من غضب وتحسر، وفينا من بكى من جرح كان يحسه مؤلماً هذه هي غريزة العاطفة المغروسة فينا وهي نقطة ضعفنا التي أورثتنا الذل والضياع والهوان. ولم نحصد غير الندم، فما أقسى البكاء على الأطلال .اللهم لا شماته ثم تاتي الكوارث من بين أيديهم ومن خلفهم واشتعلت الارض ناراً فشعرنا با لحرارة والأسى لأننا شعب ذو فطرة سليمة، شعب نبيل وأصيل، شعب شيمته حب هذا الوطن. وأعظم خصائصه حب الله سبحانه وتعالى ويعرف كيف أذلَّ الله فرعون ومن معه.كينيا ويوغندا هم المستفيدون من أموالهم، والمنتفعون من تجارتهم. قفلوا حدودهم «بالضبة والمفتاح» عندما قويت شوكة التمرد الأخيرة والعصيان فخرجت دموع شعبهم تبحث عن ملاذ آمن يعصمها من عدوان المعتدين والمتصدين لهم الى أن ينجلي الموقف.. فلم يجدوا غير أحضان المستعمر الذي تنادوا على التحرر منه، وكان شمال السودان هو المخرج ولا بديل له من حيث الأمن والأمان والحياة الحرة الكريمة. ويبقى الرأي لشعب دولة شمال السودان الذي كثرت المؤامرات والافعال ضده وفي هذه المرة فسوف لن يلين ولن يتورع عن عصيان ولي الأمر في أمر يهمهم ويرتبط بحياتهم وبمستقبل أجيال يجب ان يسوى لها الطريق حتى لا تضل .ولا والف لا لعودة لاجئيين من دولة جنوب السودان درءاً للمخاطر وتحوطاً لما ستسفر عنه نتائج تدفق هؤلاء اللاجئين الذي ربما يخترق الحواجز، وتعود المواطنة دون أن تضبطها القوانين .إذن لابد أن تحرص الدولة، وتضع ضوابط حاسمة تمنع دخولهم للمدن والأرياف .ألا يكفي دعم حكومتهم لحركات التمرد ومدَّها بالسلاح وبالمال والعربات ليروعوا أمننا، ويشلوا حركتنا، ويعطلوا مسيرة البناء والتعمير والتنمية. إن حركة انتقال مواطني جنوب السودان الي شماله يشكل خطراً لن نتنبأ بنتائجه، فلما ذا لا نتعظ من تجاربنا.. ان عدم الثقة والحقد الدفين أصلاً فيهم معاني الكراهية وتوارثوها لأكثر من نصف قرن يمدون لنا يداً بيضاء نحسبها من غير سوء وبالاخرى خنجر مسموم يشهرونه من وراء ظهورنا، هذا هو سلوكهم يبتسمون وأنيابهم كأنياب الضباع المتعطشة للدماء، ولن نسلم من غدرهم اذا ما ظللنا نغض الطرف عن شؤوننا لنخدم اهدافاً لا صلة لها بواقعنا.. واتمنى بان لا يخدع حديث سلفاكير فخامة الرئيس بأنه لن يسمح بممارسة اي عمل يهدد أمن وسلامة دولة جمهورية السودان من أراضيه ومثل هذا الحديث يجب ان يتبعه اغلاق للحدود فوراً بالتنسيق مع بعض دول الجوار، وعلى وزارة الداخلية أن تتوخى الحيطة والحذر وتتعامل بمسؤولية وتحد من تدفق لاجيء دولة جنوب السودان، وخاصة بشارع الجمهورية الذي اصبح مرتعاً خصباً وتواجدهم فيه بأعداد مخيفة وملفتاً للنظر وترك العديد من علامات الاستفهام! ولا زال شعبنا في حيرة .ان إغلاق الحدود هو الحل الذي لابديل له، ولابد من التعامل مع هذا الملف بمسؤولية وبنظرة فاحصة وبكل حزم، وبمزيد من الاجراءات التي تكفل لنا العيش في سلام وتؤمن هذا المواطن الذي استنفد جنوب السودان كل موارده ومدخراته. اما اذا ابدت حكومة جنوب السودان حسن النوايا وقدرت حسن الجوار فنحن لها وإلا فلهم دينهم ولنا ديننا.