أجد نفسي متعاطفاً بدرجة كبيرة مع التونسي نصر الدين نابي مدرب الهلال وهو يقود الفريق في أول مباراة له خارج ملعبه في أم درمان.. وفي ملعب استاد مدني الذي يصنف كواحد من أسواء أرضيات ملاعب الكرة في السودان.. فالصورة التي ظهرت عليها أرضية الملعب تؤكد أن مهمة الهلال لن تكن سهلة بأي حال من الأحوال، رغم كفة الفوارق التي تصب في مصحلته.. وعندما يكون الملعب سيئاً فلا نتوقع أداءاً جيداً من اللاعبين أصحاب المهارة العالية في الهلال. وسوء أرضية الملعب سيزيد من متاعب النابي الذي سيجد نفسه مضطراً للعب بتكتيك مغاير عن الذي رسمه للاعبين حتى يستطيع أن يخرج من ملعب مدني سالماً وغانماً.. فالاتحاد هو واحد من الفرق التي تلعب بسبع أرواح أمام الهلال، ويقاتل لاعبوه بشراسة، مستفيداً من سوء أرضية الملعب، وليس أمام النابي اليوم خيار غير استقلال خبرة اللاعبين والمهارات الاستثنائية للاعبين، من أجل السيطرة على الكرة، في ملعب تسيطر عليه الحفر. والمباراة الأولى هي دائماً فاتحة خير عند جمهور الهلال الذي يرى أن فوز الفريق هو الخيار الوحيد أمام المدرب قبل اللاعبين مهما كانت الظروف التي يلعب فيها الفريق.. ومباراة اليوم بلا شك هي مباراة النابي، ليس من باب تحمل مسؤولية نتيجتها، لأن هذا الأمر مفروغ منه.. ولكن هي بلا شك مباراة الانطباع الأول عن النابي خاصة وأن الشعب انطباعي لدرجة قف تأمل.. فإذا خرج الفريق فائزاً مهما كان شكل أدائه سيكون النابي هو البطل، أمام إذا تعثر فعليه أن ينتظر ما لا تحمد عقباه . يملك النابي فرصة العمر لدخول قلوب جماهير الهلال من أوسع الأبواب وعليه أن يستغل هذه المباراة خير استغلال لتحقيق هذا الهدف الغالي الذي يفكر فيه أي مدرب في أولى مبارياته مع الفريق الذي يدربه، وعليه أن يفكر في النتيجة قبل الأداء لأن الكرة في النهاية «أقوان».. والانتصار ثمنه ثلاث نقاط.. أما التعادل لا يجني منه الفريق غير نقطة واحدة وهو أشبه بالخسارة لفريق في حجم الهلال. وضح من مباراة «اطلع برا» الجنوبي أن الهلال ما زال في حاجة لمباريات أكثر حتى يظهر بالصورة التي تجعله مقنعاً للجميع.. ولكن من يدري فقد يقدم الفريق ما يفاجئ به المتابعون، رغم سوء أرضية الملعب التي أتمنى أن لا يهتم بها المدرب ولاعبوه كثيراً، لأن الفوز مطلوب اليوم في كل الظروف، وأن الفريق الذي يلعب على اللقب عليه أن يجمع أكبر عدد من النقاط وهذا لا يتأتي إلا بالفوز. يبقى اتحاد مدني واحداً من الفرق التي تسعى للخروج بنتيجة إيجابية من أمام الهلال حتى يكسب لاعبوه الدافع المعنوي، الذي يعينهم في باقي المباريات.. واحترامه واجب ولن يكون خصماً سهلاً، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أرضية الملعب التي تعوّد عليها الرومان ولعبوا فيها كثيراً وتدربوا فيها هذا الموسم، وبالتالي لا تمثل لهم مشكلة.. وهي النقطة الوحيدة التي يتفوق بها الاتحاد، ولن نتحدث عن الجمهور لأن جمهور الهلال في مدني كبير وعريض. قد تبدو المهمة صعبة في الظروف الراهنة، ولكن على النابي أن يضع في اعتباره أن إقناعه لجمهور الهلال يمر عبر هذه المباراة، فإذا فاز سيكون هو البطل، فهل هنالك كلمة أجمل من «البطل» في قاموس كرة القدم؟.