ü قبل عام كتب زميلنا الأستاذ «طه النعمان» عن يوم «حزين» في حياة السودان والسودانيين.. عندما نقلت قناة «الجزيرة» في تقرير مصور لها من بورتسودان حول شركة «الخطوط البحرية السودانية» حيث شيعت «جنازة» باخرتين معروفتين للجميع لتلحق بباقي «الأسطول» الذي كان يجوب البحار بعلم السودان وقوامه «15» سفينة. ü بواخر ملأت الدنيا يملكها «محمد أحمد» السوداني.. تجوب البحار والمحيطات رافعة علم «عزة السودان» في الآفاق والأقطار وتحمل خيرات الصادر والوارد لشعبنا دون «منٍ أو أذى». ü الشركة تعرضت كغيرها من «هوجات» التحرير الاقتصادي «للخصخصة» والتي كان مدخلها تحرير وخصخصة المؤسسات الحكومية «الخاسرة»!! وهذا الوصف لم ينطبق على «سودان لاين» فقد كانت من الشركات «الرابحة».. واعترض مديرها الأسبق المرحوم «محمد أحمد النعمان» في شهادة «لطه والتاريخ» بأنها من المؤسسات الرابحة وكانت في حالة نمو مستمر و ترفد خزينة الدولة بما مقداره أكثر من «10» ملايين دولار سنوياً من فائض موازنتها!! ü مرت السنوات والآن الحال يغني عن السؤال.. فقد سجلت أنباء بورتسودان أمس يوماً «حزيناً» جديداً في حياة السودانيين الذين يتابعون بكل أسى «فضائح وفظائع» وبيع الممتلكات العامة بلا «حياء» أو خوف أو تأنيب ضمير.. فقد نقلت «الرأي العام» خبراً عن عرض الباخرة «دارفور» للبيع «تشليع» بسعر الطن «636» دولار.. ووزنها «5937» طناً.. والمبلغ المطلوب «2» مليون دولار- وهناك من يشكك في الصفقة- وسيذهب المبلغ لتسديد أقساط الباخرة «دهب».. وهذه الباخرة أيضاً لها قصة فقد تم شراؤها بأقساط إيجارية.. وفي حالة لا تختلف عن حالة الباخرة دارفور المضروب فوقها «جرس الدلالة»!! ü التاجر المصري «داير قروشو»!! والعاملون على ظهر هذه الباخرة «دايرين حقهم، ودايرين يأكلوا ويشربوا».. والحل كما هو واضح «نشيل طاقية ده ونختها في رأس ده»!! أو كما تقول أغنية قديمة «لعقد الجلاد» «حيطة تتمطى وتفلع في قفا الزول البناها.. قالوا جنت وما براها»!! ü هذا هو الحال في واحدة من أهم قطاعات النقل في بلادنا ويبدو أن المسألة «مطلوقة» ساكت.. لا حسيب ولا رقيب!! ü لقد كتبت في هذه المساحة قبل عدة شهور.. عندما زارني وفد من اتحاد البحارة السودانيين التمهيدي واشتكى «الوفد» مر الشكوى من وجود «عراقيل» تمنع قيام اتحاد مهني للبحارة السودانيين يرعى شؤونهم ويراقب مثل هذه التصرفات وهذا «العبث» بالمال العام!! ü قلنا إن هناك ظلماً فادحاً تتعرض له هذه الشريحة التي يبلغ تعدادها أكثر من «5» آلاف بحاراً و98% منهم يعملون في بواخر أجنبية.. فقد باعت حكومة السودان «بواخرها» ثم أحالت بحارتها للصالح العام والتشريد والفصل!! ü يجب أن تمتد «رياح التغيير» بسرعة.. ويجب ان «تهب» بقوة على ساحل البحر الأحمر لاقتلاع هذه «المهزلة» نهائياً من جذورها!!