تحدث كثيرون عن تغييرات ستطول عدد من ولاة الولايات،وهي من باب الإصلاح..وكان أن أشرنا قبل زمان إلى هذا الامر،وقلنا إن كان هناك أفعال ظهرت كعائد أحس به مواطن تلك الولاية أو هذه،فليبق واليها،وعكسها تماما أن يذهب والي شمال دارفور السلطان عثمان يوسف كبر،أحد الأسماء التي تداولها البعض مطالبا بتغييره ضمن من يراهم هؤلاء - ونحترم كل رأي وصاحبه - والوالي كبر فعلا قد جلس على كرسي الولاية قرابة العشر سنوات،ولكنه طيلة تلك السنوات العشر ظل ممسكا بعدة ملفات تعلمها الرئاسة جيدا؛وهي من ستتمسك به واليا آيضا؛ليس لأنه جاء منتخباً،فقد ذهب قبله ولاة جاءت بهم صناديق الإقتراع.. مشكلة جبل عامر هي آخر تلك الممسكات التي آسرع السلطان كبر في إحتوائها،ولولا تلك الحكمة التي يتمتع بها كبر ودرايته بكل تفاصيل ولايته وضروبها ووديانها ،إضافة للمداخل والمخارج المحفوظة مسبقا منه ..مما جعله الأنسب لبسط أمن واستقرار دارفور بأسرها لا الشمال فقط.. وهو مايؤمن سلامة ورغد عيش وطمأنينة لأهلها وناسها.. زرت الفاشر إبان إشتعال مشكلة جبل عامر،حتى أنني ظللت متابعا لتطوراتها وسكناتها وحركاتها..وعندما إنفلتت الأوضاع وكانت بداية الشرارة؛جاء كبر للسريف بني حسين وظل بها ولأربعة أيام..مرتديا قميصا واحداً... وأذكر أننا قابلنا كبر في واحدة من زياراتنا لشمال دارفور وصادف أنه عاد من رحلة علاجية وجلسنا معه و ظل يجيب على أسئلتنا ولساعتين متواصلتين،رغم الإجهاد من إستقباله لضيوفه ومعاوديه،الذي إمتلأ بهم منزله.وقال كبر عن مشكلة جبل عامر أنها بدأت بين شخصين،ووفقوا في حلها وتمت المصالحة بعد مرابطة من حكومة شمال دارفور ولأربعة أيام متتالية،وأكد فيها الوالي كبر ماسمعناه بأنه ظل طوال تلك الأيام بقميص واحد.. وأذكر أيضا أن الوالي قال لي معترفا عندما سألته عن وجود قوات للحركات المسلحة ..! فكان رده وهي نفس الكلمات التي قالها..رغم الإستقرار الأمني بالولاية لم ينكر تواجد قوات جبريل أو عبدالواحد محمد نور،ولا قوات مني أركو مناوي،وطرادة،فشمال دارفور تساوي 57% من مساحة الإقليم،فهم يمتلكون فيها قوات عسكرية تحميها التضاريس وجبال شمال دارفور في الجزء الشمالي الشرقي من جبل مرة وأيضا عدولة،في الجنوب،جبل مون.. وهي متواجدة بحكم مناطق أفرادها والمواطنه..أيضاُ في الجنوب الغربي من الولاية بين الفاشر وكبكابية،فالبيئة وطبيعتها تتيح لهم الحركة.. هذا هو كبر لايتلون أو يحاور ..رغم الإستقرار لم ينكر وجود الحركات.. ونرجع قليلا لمشكلة عامر،وكيف أن كبر جنب فيها بلادنا ماكان أن يحدث من تطورات وكان فيها على الأقل تدويل للمشكلة بعد مقتل حوالي «1000» مواطن ومن قبيلة واحدة؛وهي البني حسين..!وطالت حكمته الأمر وتم تداركه ولم تبحث البني حسين عن أتون آخر تشعل فيها حقدها إن كان موجودا،لترضى بما إستقر عليه الوالي كبر وأعيان وعمد وقيادات قبيلة البني حسين الذين لم ينسوا وقوفه معهم في محنهم وكنت بينهم حاضرا عندما جاءوا من الجزيرة أبا والسريف والدمازين تقدمهم الناظر محمد آدم حامد،وشقيقه الأصغر رجل الحرب والسلم وقائد معركة (واو) اللواء ركن الهادي آدم حامد،وفي معيتهم هارون حسين جامع معتمد السريف،قدموا حي الرياض بالخرطوم قاصدين منزل عثمان محمد يوسف كبر،تأكيدا لإلتزامهم بإتفاق مؤتمر صلح الفاشر الذي عقد في آواخر الشهر الماضي،وتأمينا منهم شبابا ونساء بأن حقن دمائهم وحفظ السلام والعمل عليه؛مع الأبالة الرزيقات،هو الحل الوحيد الذي ينشدونه،بعد شهور طوال لم يزر فيها أحدهم النوم وينعم به قرير العين هانئها. وتحدث نيابة عن الحضور اللواء الهادي آدم الذي قدم شكره للسلطان كبر؛وشكر الناظر محمد آدم حامد؛ الذي أصر أن يحضر رغم مرضه،متكئاً على شباب البني حسين،وهم من ساندوا ناظرهم في الحرب،ليساندونه في السلم ويتقدمون خطواته نحو إستقرار يحيط بهم وأسرهم.. والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبّر يستصحب كارزيما وقوة تدعمها حكمته وقدرته على لم شمل الولاية بكل أطيافها وقبائلها،فور وزغاوة ورزيقات وعرب،وماتحمله الهمسات بأن هناك إتجاه لإقالته هو هدم حقيقي لتماسك ظل نسيجاً يحفظ المساحة الأكبر من إقليم دارفور مستقرة وآمنة..فالعين والأذن تكفي أن توضح ماكانت عليه الولاية،وحالها الأن..وماستكون عليه إن تضعضع تماسكها،أو إرتج ماؤها منذراً بسيل وطوفان..