خطاب رئيس الجمهورية الذي حظي باهتمام ومتابعه فاجأ الأحزاب التي أصبحت بين مؤيد ومعارض في الحوار الذي دعى له المشير البشير، ففي الوقت الذي فتح فيه حزب المؤتمر الباب أمام الحوار تمترس الحزب الشيوعي في موقفه وجدد رفضه للحوار إلا بشروط، واعتبر خطاب الرئيس يحتاج في مجمله إلى مذكرة تفسيرية وفيه إصرار على السياسات السابقة. وانتقد الحزب ما ورد في الخطاب عن نسبة الفقر في السودان. وأوضح السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب أن موقف المكتب السياسي للحزب متمسك بخطه السياسي الذي يدعو إلى إسقاط النظام عبر الثورة الجماهيرية بأوسع جبهاتها، وقال إن السودان يحتاج إلى تغيير وليس استصلاح ولا نريد ترقيعاً. وأضاف أن أزمة السودان لن تراوح مكانها مهما كانت الاستقطاب لتوسعة الحكم والجماهير لن توافق إلا بتحسين أوضاعهم مشدداً بأن للحزب نوعين من الشروط الأول يتعلق بالحقوق التي حدد بأنها لا توجد فيها مساومة وتقلع وهي إيقاف القتال والحرية والنوع الثاني الجانب الإجرائي، وقال أي إجراء لا يؤدي إلى حكومة قومية انتقالية تعمل على ترتيبات جذرية نحن لسنا معها، وطالب بوقف الحرب وبسط الحريات وفتح حوار مع الجبهة الثورية وعقد مؤتمر دستوري وآخر اقتصادي. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بدار الحزب امس لم يتوقف الحزب علي موقفه من خطاب الرئيس بل سرد انجازات السودان قبل مجيء الانقاذ واتهم الوطني بتدمير تلك الإنجازات كما اتهمه بالتساهل في الأراضي الزراعية خاصة في الولاية الشمالية. وقال الخطيب نحن نحتاج إلى القمح وهم يزرعون البرسيم، وفي ذات السياق اتهم الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين الوطني بأنه كان يرفض أطروحات المعارضة ويلجأ إلى الحلول التي يراها هو، مشيراً إلى حكومة القاعدة العريضة والتعديلات الوزارية التي اعتبرها تغيير الأشخاص لا في السياسات. وقال قدمنا أطروحات للخروج من الأزمة وهو ميثاق البديل الديمقراطي الذي صدر من التحالف، قوى الإجماع، ووقع بواسطة رؤساء الأحزاب قبل خمس سنوات، وأضاف لم نكن ننتظر أحد ليقدم لنا المخرج ولم ننتظر المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان ليمان ليتحدث لنا عن دستور توافقي ولم ننتظر كارتر ليقدم مبادرة للخروج من الأزمة عبر حوار وطني شامل ودستور وانتخابات، وأردف خطاب الرئيس في مجمله يحتاج إلى مذكرة تفسيرية وفيه إصرار على السياسات التي قادت إلى الأزمة، وزاد الوطني عودنا بأنه يطلق فرقعات إعلامية داخل غرف مغلقة حتى يتنصل عن ما يتفق عليه. كما اتهم الوطني بأنه يلجأ إلى خلط الاوراق وقال دائما يصور بأن الخلاف بين اليمين واليسار، وهذا غير صحيح القضية هي مطالب شعبية. من ناحيته كشف صديق يوسف إبراهيم عن مبادرات وندوات كثيرة حول الحوار، مؤكداً أن نجاح الحوار يتوقف على اقتلاع النظام من جذوره مشيراً إلى أنه لن يتم حوار إلا بعد إعلان وقف الحرب ومرور الإغاثة للمتضررين وأطلاق الحريات العامة. مؤكداً أن هذا هو ما تم الإجماع عليه مع قوى الإجماع الوطني وقال إن مقابلة المجموعات تتم عبر قوى الإجماع الوطني ولا نريد اتصالات مع أحزاب منفردة، ونوه أن قوى التحالف قطعت بعدم الحوار تحت مظلة الحكومة وقال إذا حاور حزب دون هذه الشروط ستكون مسؤولية الحزب المفاوض وأضاف الأيام ستثبت جديتهم مع قوى الإجماع الوطني وأوضح أن الدعوة التي وجهها الرئيس لحضور الخطاب قررت فيها قوى الإجماع عدم الحضور ولكن حزب الشعبي والأمة القومي قرروا الاشتراك ولكن وفق الشروط التي وضعتها قوى الإجماع. }} تقرير :