العالياب هي قرية بداوتها تبدو بندرا وهي أحد مراكز الجعليين، تقع جنوب مدينة الدامر بمسافة غير بعيدة، هذه العالياب تنادي أبناءها شيباً وشباباً بالعاصمة القومية، وكونوا رابطة أبناء العالياب القومية منذ سنوات مضت، ولم تكن من يومها- كما قيل- إذا أردت أن تقتل موضوعاً كون له لجنة، ومن يومها ولدت بأسنانها وبحثت في القضايا الاجتماعية، مما يؤدي الى تطوير العالياب وبدأت بالزواج الجماعي للشباب بالمنطقة، وكان احتفالاً سنوياً بمجموعة من الشباب يدخلون دنيا الزواج ليكملوا دينهم، وكان الخيرون وأهل المال من أبناء المنطقة يدعمون هذا الزواج بأموالهم، وفي مقدمتهم البار بأهله ووطنه الحاج علي الحداد صاحب الأيادي البيضاء للبلد وما جاورها.. هكذا كانت مسيرة الزواج في منطقة العالياب بقيادة رئيس الرابطة والتجمع المهندس هاشم أحمد علي عبد الدائم، وكان بحق مهندساً لأعمال الخير وقائداً ملهماً، وعاش أبناء العالياب في وحدة وتماسك قد لا تفرز الغني من الفقير، تلك رابطتهم في قرية العالياب ليجعلهم يفتخرون بآبائهم الذين ورثوا منهم حب العالياب والشجاعة والكرم والتقاليد الحميدة، ولكنهم بهذه الرابطة بالعاصمة أرادواأن يتبنوا داراً لتجميع أبناء العالياب، وكان التوافد من أبناء العالياب في اليوم الثامن من شهر فبراير ليضعوا حجر الأساس لهذه الدار بمدينة الأزهري بالعاصمة، ثم انتقلت مسيرتهم بعد وضع حجر الأساس بالأزهري الى وسط الخرطوم حيث قاعدة الفروسية بنادي سباق الخيل، ليقيموا مهرجاناً منذ بداية الصباح بهذه القاعة يسابق الخيل وكأني بهم ولسان حالهم يقول نحن في قاعة سباق الخيل نسابق الزمن لنهضة العالياب، وبداية الاحتفال كانت آيات من القرآن الحكيم، ثم جاء دور الشعراء من الشباب الذين جعلوا المنصة تهتز بأبيات الشعر التي تمجد العالياب حاضراً وماضياً، منهم الزبير والشاب بدر، وجاءت مودة خضر لتجعل المنصة تائهة في روعة شعرها وقولها، وهي تمجد آباءها في ماضيهم بقيادة المنطقة، وكان شعرها فريداً ذكرتني خنساء العرب وهي تقول في أخيها صخر إن صخراً إذا اشتوا لنحار، وأنه علم في رأسه نار، وأن صخراً يذكرني مطلع الشمس ومغربها، وهكذا كانت مودة حفيدة آل الزبير وآل المغربي العلماء المعلمين وابنة الأستاذ خضر، وانتقل الحفل لدنيا الغناء والطرب في ميدان الفروسية، وجاء فنان الجماهير حسين شندي لترفع الموسيقى والعود بقوله في مختار ود رحمة خايلة الملكة فوق مختار ليه الموكشار، وعرس مثل ابو يا ودود واضرب جلة مو بارود، وانطلق شيوخ وشباب العالياب والمدعوين حتى ازدحمت الدار بالعرضة تهز وتبشر فوق حسين شندي، ثم جاء دور الفنان عمر الحواري لتهز الدلوكة تتغنى بالفروسية والشجاعة، وهكذا ركز العالياب وثبتوا لسوط العنج يعلو ظهورهم وتسيل الدماء فداء للعالياب ومظهراً لفروسية الجعليين.. وهكذا حلق الفنان بالجماهير واختلط الحابل- كما يقولون- ثم جاء دور الكلمات وتحدث ممثلو الرابطة ثم جاء دور التبرعات بالمال لدعم الدار، وانهالت في سخاء فريد حتى أنه من العجائب أن سمعت تبرع إحدى بنات العالياب من لندن أو أمريكا لست أدري بمبلغ عشرة ملايين، وهكذا كانت مسيرة أبناء العالياب في قاعة سباق الخيل وهم يسابقون الزمن للنهضة بالعالياب، والتي نهضت وارتفعت وكانت هي قرية وريف أخذ من محاسن الحضارة والتقدم ثم كانت الخاتمة هي الفكاهة والنكتة وفرقة تيراب بقيادة الفنان الساخر محمد موسى الذي أضفى على الجمع بهجة وضحكا.. هكذا سيداتي سادتي نقلت لكم صورة بهجة أبناء العالياب اليوم وهم يضعون حجر الأساس لدار أبناء العالياب بمدينة الأزهري، وحتى التبرعات كان خاتمها بعض الشركات ومشروعي العالياب والزيداب، وهكذا أملنا كبير في الحكومة وفي والي نهر النيل الذي يقف مع ثورة وترابط أبناء العالياب وأن يقوم بالدعم العاجل لهم أمل كبير بالفريق الهادي أن يقف معهم حاملاً مبادئ ثورة الإنقاذ، وهم في هذا التجمع وللسيد الزبير أحمد الحسن ابن المنطقة ونائب الدائرة وللسيد قطبي المهدي يستحق أهل العالياب الوقوف معهم مادياً ومعنوياً وها هنا أقف إجلالاً وتقديراً لرابطة العالياب.