أهلنا الشكرية أهل سلطة منذ قديم الزمان.. وأول مدير لمديرية الخرطوم في عهد حكم الأتراك كان هو ود أبو سن بيه.. واستمروا حكاماً نظارًا وعمدًا في طيبة الذكر الإدارة الأهلية على مدى العصور منذ الاستعمار وإلى يومنا هذا وكان المرحوم الحردلو الشاعر المشهور شيخ الأتبراوي والبطانة وامتدت زعامته في أحفاده العمدة محمد أحمد الحردلو عليه الرحمة وامتدت سلطاتهم في الإدارات الشرطية وكان اللواء عبد اللَّه أحمد الحردلو الشرطي القانوني والبرلماني، وفي الجامعات والعلوم حازوا على درجات عالية بروفسيرية ودكتورية أذكر منهم العلامة البروف إبراهيم الحردلو.. المهم سيداتي سادتي كما قال جماعة غرب السودان إن مال للرقبة وسلطة إلى الركبة ولم يسعَ أهلنا الشكرية للسلطة بل هي جاءت تسعى إليهم، وأهلنا الشكرية أهل خير وبركة وقد عُرفوا بسعة الأفق وطولة البال = وأذكر كذلك مولانا أبو سن رئيس القضاء الحالي وشيخ وعمدة العدالة في السودان نتمنى له التوفيق والسداد.. وقد جئت إلى دار الحقانية لأبارك له.. وعلمت أنه ذهب للقصر الجمهوري لأداء القسم ليتولى منصبه = وقلت كيف ود أبو سن يحلفوه ولو كنت حاضراً لقلت للسيد رئيس الجمهورية إن أمثال أبو سن لا يحلفونهم لأنهم أصلاً أهل عدالة وصدق = ومعليش لحق حلف = ومن الطرائف التي أقدمها في هذه الاستراحة عن ناظر الشكرية قديماً في عهد الإنجليز أن معالي حاكم السودان أظنه هو لستون باشا HDLSTN جاء زائرًا لدار الناظر وقد كان استقباله حافلاً بالجمال والخيل ودقات النحاس.. وكان الحاكم العام يحمل معه هدية للناظر وهي تُعتبر معجزة في ذلك الزمان.. هي عبارة عن ساعة جيب مذهبة وذات جنزير من الذهب وأقامت القبيلة حفلاً تاريخياً لساعة الناظر المهداة إليه من حاكم عموم السودان ومن حكومة اللنقتيره بلندن كما جاء في الفرمان، وقبلها كانت كسوة شرف من الدرجة الأولى، وظل عرب الشكرية يتوافدون على دار الناظر ومع كل منهم هدية عبارة عن جمل عنافي من أحسن أنواع الجمال هدية للسيد الناظر عبارة عن فرحتهم بهذه الساعة، وبعد مدة جاء أحد شيوخ البلد وبات وقيَّل في خيمة الناظر، وقام قائلاً للناظر جئت أبارك الساعة بالنيابة عن أهلي وعشيرتي، وأراد أن يركب جمله عائداً وهنا ناداه أحد الشكرية من أعضاء مجلس الناظر قائلاً جيت تبارك لا جمل لا حمل يا عديم الفائدة، وظل الشيخ في حرج من أمره، وقال: إن شاء الله ربنا يقدرني أجيب جمل أو ناقة وانتشرت هذه الطرفة بين العرب لذلك الشيخ الذي يبارك ساعة الناظر لا جمل ولا حمل. وهكذا تلك الأيام والأعراف السائدة ونعود بكم من ديار الشكرية عبر هذه الاستراحة إلى ديار الجعليين، وهاك من دار جعل كما تقول الصحفية الماهرة منى أبو العزائم، وكان الجعليون يفتخرون بزعامتهم في الإدارة، ولطالما تغنوا بالناظر ود البي ناظر الجعليين، وتغنى الفنان علي إبراهيم اللحو بعمدة كلي أبو عاجات اللحو ساعة يقوم ينهر زي ابن الوليد في يوم حنين وبدر، وتغنوا بالأرباب مختار ود رحمة قائلين ليه الموكشار وقايله الملكة فوق محتار، وتغنوا بالعمدة ود حبيب اللَّه في البسلي، وقال الشاعر فضل اللَّه ود عاشميق: تعيش يا ابن العزاز مثلت فيصل في الحجاز أبو المبارك وأزهري يقصي الفرد ما بنكري، وقال عنه يا ضوّنا الليل إن مِسا وإن شاء الله نيلاً ما حِسا، هكذا رحم الله ود عاشميق فقد كان شاعراً تليدًا وقال هذه الكلمات في عمدته ود حبيب اللَّه = وتمضي الأيام وتمر السنوات على ساعة ود أبو سن التي باركها الشكرية، ويأتي عمدة الجعليين يعيش في هذه الأيام بدون عربية ومن جاي لي جاي لقالوا لاندروفر وانتل بحالة جيدة ولكن بدون مكنة ولا لساتك: وجاء الجعليون التابعون للعمودية يباركون لاندرفور العمدة قائلين مبروك يا عمدة اللاندروفر، وظل العمدة يستقبل الزوار المباركين ويقوم بالإكرام بالواجب ولكن الفرق بين ساعة ود أبو سن ولاندرفور العمدة زمان يقارب القرن ساعة ود أبو سن تقدم لها الجمال لأنها نادرة في ذلك الزمان = وقال أحدهم وهو يحرض الناس على عدم الدفع قائلاً لو كانت ليلى علوي يمكن ندفع = ولكن ده لاندروفر ناقص مكنة ولساتك ولذلك لا ندفع له = ثم إن العمدة سلطته زالت ولذا ندفع له أي شيء وهكذا أرأيتم الفرق بين التقاليد قديماً وحالياً هكذا الأيام نداولها بين الناس.