أصبحت اللحظات الجميلة والمفرحة تأتي خلسة.. ولا تدوم لفترة طويلة.. حتى طعم الفرح تغير وأصبح غريب المذاق.. لا رائحة له.. ولونه ضبابي.. سابقاً لم تكن الأفراح مثل هذه الغزارة كاليوم.. لكن كان لها طعم خاص ورائحة جميلة، رائحة الأهل والأصدقاء الذين يمكثون معك بالأيام استعداداً للمناسبة.. والتجهيزات المبكرة قبل الفرح.. حتى الأغاني كان لها طعم خاص.. تلمس المشاعر والإحاسيس.. كان حينما يتراقص الناس مع أغنية الفنان، يتراقصون بمشاعرهم وانفعالاتهم وكلهم آذان مصغية لتلك الكلمات التي تخرج وتدغدغ أحساسيهم.. أما اليوم أصبح الناس يفتعلون ويتصيدون المناسبات لكي يفرحوا ويهيمون في جو آخر، يخرجهم من الحياة التقليدية.. وكثرت المناسبات وتعددت المسميات.. ولكن تجمدت المشاعر والأحاسيس، وتغير طعم ولون الفرح.. وأصبحت لحظات الفرح تمر سريعاً.. حتى زمن الاحتفالات أصبح محسوباً بزمن معين.. لينتهي الفرح ويذهب الناس إلى حياتهم العادية.. معلوم أن الفرح لا يصطنع ولا ينتج، ولكنه شعور من الداخل.. إحساس يعيشه الشخص (الفرحان).. حتى الحب أصبح (مصطنعاً).. فالحب في رأيي لا يحتاج للعيد حتى يظهر المحب لمحبوبه أنه مهتم به، فالحب لا يحتاج لعيد لكي يتبادل المحبون الهدايا.. فهل يعقل أن المحب الصادق لا يهتم ولا يظهر مشاعره لمحبوبه إلا في العيد؟!.. فالمشاعر الصادقة تخرج في أي مكان وأي زمان.. ولا تحتاج (لمحرك) يحركها ويدفعها أن تظهر وتبين على السطح.. قد يخالفني البعض الرأي- ولهم حرية الخلاف- لأنه لولا اختلاف الآراء لبارت السلع.. اليوم عيد الحب.. سنجد الكثيرين والكثيرات يرتدون ملابس بألوان معينة (الأحمر- البنفسج) وغيرها.. وهم يرون أنفسهم محبين ويحتفلون بذاك العيد.. ونجد الحدائق والمنتزهات مليئة أيضاً بالمحبين والعاشقين والهائمين.. هؤلاء يتصنعون الحب.. ويبحثون عنه في دواخلهم.. لأنه لو كان موجوداً أصلاً لما بحثوا عنه بعيداً.. أسألوا (عنتر بن شداد) من هذا الكلام.. أو أسالوا (قيس) إن نفى ما قلت.. أو أسألوا (جوليت) إن كان يعرف هذا العيد.. فليحيا الحب على مدار العام.. وعلى مدار الحياة.. وليحيا كل العاشقين المحبين بصدق ولا ينتظرون المناسبات المصطنعة ليظهروا حبهم.. وكل عام وأنتم تعيشون الحب.