صاحبي وزميلي وجاري في العمل الصحافي الجميل ياسر عبدالفتاح « شقشقة» رجل ساخر على طريقة أهل حلفا ولسانه مفلوت حبة وحبتين ولكن إنفلات جيل ومهضوم حد الدهشه، وهو صاحب قفشات تدعو للضحك حتى تتكسر الأضلاع، صاحبنا شقشقة في أحد الأيام بعد أن بردت حرارة العمل وخف سير الطاحونة إبتسم على طريقتة وهمس في أذني أن أحد أصدقائه أصيب بالزهايمر المبكر لدرجة أنه بدأ ينسى أسماء أصدقائه ويجهد نفسه لكي يتذكرهم، صاحبي سألني عن أفضل علاج للزهايمر ، وعندها أطلق العبد لله صرخة من بيت الكلاوي وأبلغت صاحبي أن محسوبكم العبد لله هو الآخر إجتاحه الزهايمز المبكر ولكن ليس لدرجة نسيان أسماء أصدقائي، المفارقة الطريفة أن ياسر وأنا خرجنا في أحد الأيام من العمل بعد قضاء 13 ساعه خلف جهاز الكمبيوتر، وفي البوابة الرئيسة لمقر العمل توقف صاحبي ياسر وبدأت يحاول إستعادة ذاكرته لمعرفة أين أوقف سيارته وأخيرا تعرف على موقفها، وفي تلك اللحظة مازحته بقولي « كلنا يا صاحبي في الزهايمر سوا « ، المهم يا جماعة الخير فإن أصدقائي وزملائي في العمل عبد الله عباس عبد الرازق ومختار العوض يعترفان بأن جرثومة الزهايمر طرقت أبوابهما ولكن السؤال ما علاقة الخرف المبكر مع مهنة المتاعب ، المهم في الزمن الجميل كانت ذاكرة أسلافنا حديد لدرجة أن الرجل يبلغ من العمر عتيا ولكنه يظل يتذكر الأسماء والوقائع التي مرت عليه في مسيرة حياته، أما في الراهن فإن الخرف ابن الذي والذين سرعان ما يدهم ذاكرة صغار السن بسبب ضغوطات الحياة هواجسها،وبالمناسبة من المشاهير الذين تعرضوا إلى الزهايمر بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي والرئيس الأمريكي الأسبق ريجان، ومارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا سابقا والكاتب الشهير جابريل غارسيا ماركيز صاحب مائة عام من العزلة والذي اعتزل الناس والكتابة واغلق بابه بالضبطة والمفتاح، المهم يا جماعة الخير في الماضي كانت الحياة في الأرياف آخر ألسطة والناس مبسوطة لا زهايمر ولا يحزنون، لكن في الراهن كشف بحث حديث ما يخرش المية أن الحياة في الأرياف ربما تتسبب في إصابة الإنسان بالزهايمر ، ورغم تأكيدات العلماء لهذا المعلومة فإنني أتصور جازما أن الحياة في المدن المكتظة تسبب الزهايمر وأبو الزهايمر وأن أغنية أسمهان « ما أحلاها عيشة الفلاح « من كلمات بيرم التونسي والحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تمثل المصداقية للحياة في الريف ، على فكرة الخوف كل الخوف أن تنتشر معلومة أن الحياة في القرى تتسبب في إصابة الإنسان بالزهايمر، وفي الغد نتلفت يمينا وشمالا ولا نجد أثر للقرى السودانية لأن الجميع سوف يهرعون بحثا عن موقع في العاصفة القومية قصدي العاصمة القومية والمدن الكبرى في السودان ، المهم دعونا من هذا كله وتعالوا ندعوا الله في سرنا وجهرنا أن يصاب ناس الحكومة من طرف ونظرائهم ناس المعارضة كبارا وصغار، فضلا عن قادة الحروب في المناطق الساخنة في السودان بالخرف المبكر حتى نتخلص من بلاويهم وينسى السودان أحزانه ويعيش في أمن ورخاء وإستقرار وتوته توته إنتهت الحدوته .