* يحبس الأهلة أنفاسهم اليوم في اللحظة التي سوف يطلق فيها حكم مباراة اليوم أمام خصمهم العنيد الملعب المالي. * وسوف تكون جماهير الهلال مثقلة بالهموم والقلق الشديدين لصعوبة الخصم المالي وشراسته أمام جمهوره المشاغب والمتعصب ومهمة الهلال شاقة وأكثر صعوبة وأكثر تعقيد لعدة أسباب منها. * ان الفريق المالي يعيش أفضل حالاته وسنواته وتأكد عملياً ان قدراته الفنية عالية وللتأكيد على ذلك نتائجه المبهرة أمام آخر خصومه وعبوره لمباراة الإياب في بلده رغم خسارته على أرض الخصم. * وسبب آخر يجعل المباراة أكثر مشقة وصعوبة ان الهلال لم يظهر طوال مبارياته الرسمية في الدوري الممتاز بالشكل المطمئن والمطلوب. * وسبب ثالث هو ان هناك شعوراً عاماً بأن مدربه النابي لم يمنح بعد الفريق الأزرق لا بصمة ولا مذاقاً خاصاً مما يسهم في زيادة المخاوف رغم التصريحات المتفائلة له منذ اسبوعين وحتى الآن. * ومن المشاهد التي رصدتها لبعثة الهلال بعد وصولها لمالي كثرة الأحاديث عن جواسيس فريق الملعب المالي للدرجة التي أثارت حفيظة وغضب المدرب التونسي ونشرت له صحيفة (قوون) أمس صورة وهو يقوم بطرد أحد الجواسيس ويسير خلفه بانفعال شديد وبرز بعدها اقتراح بأن يقوم الهلال بمحاولة مثلها ويتجسس على الملعب المالي وهي خطوة غير موفقة خاصة إذا علمنا بأن الهلال يعرف كل شيء عن الملعب المالي بينما الهلال خصم مجهول بالنسبة لأصحاب الأرض والفضل بعد الله يرجع لقنصل السودان في مالي الأستاذ أحمد حامد الذي أثبت صدق جديته ووطنيته وإدراكه لأدواره كدبلوماسي نشط وهو يوفر للهلال شريطين لآخر مباراتين رسميتين أفريقية ومحلية وهذه الخطوة الجبارة يجب ان يثمنها الجميع ويشيدوا بها وقنصل السودان استطاع عبرها ان يتيح للهلال معرفة خصمه خطا خطا ونجما نجما بعد ان وقفت البعثة على سلبيات الخصم وايجابياته ومكمن قوته ومراكز ضعفه وهذا العمل الذي قام به قنصل السودان هناك جعل الأفضلية للهلال من حيث معرفة خصمه بينما الهلال بطيخة مقفولة. * حقيقة ان صعوبة المباراة ترفع من روح الإثارة والترقب والخروج بنتيجة إيجابية ولو كانت تعادلية ليس صعباً وليس سهلاً فكرة القدم تلعب بالإصرار والجدية وبالمدرب صاحب القدرة الفنية في إدارة المباراة تشكيلاً وتغييراً. رغم الاحباط الذي يحاصره إبراهومة المظلوم انتصر بمظاليم كروجر لا أخفي ارتياحي للفوز الذي حققه المدرب العام للمريخ إبراهومة وهو يقود فريقه المريخ لتخطي الخرطوم الوطني ورغم الاحباط الذي كان يحاصر إبراهومة بسبب غضب الجماهير عليه وهتافاتها السابقة ضده والتي تجددت في المباراة نفسها إلا ان إبراهومة رفض ان يتخلى عن المريخ وظل يعمل رغم المشي فوق الأشواك لولائه التاريخي للأحمر. وكان إبراهومة موفق للغاية وهو يدفع بنخبة من اللاعبين الذين أحس بأنهم من مظاليم الألماني كروجر فأجادت هذه المجموعة وقدمت نفسها بشكل قوي كأنها تريد ان تؤكد على الظلم الذي حاق ولحق بها على يد الألماني. وبالرغم من رغبة الإدارة المريخية في بقاء إبراهومة بالجهاز الفني إلا أنه من الواضح ان الغموض يكتنف هذه الخطوة بعد تباين مواقف الجماهير ورأيها حوله هذا بالإضافة للحاجز النفسي بينه وبين الاستمرار. وحقيقة أنني أهمس اليوم في أذن المخلص إبراهومة وأدعوه للعودة للمريخ ولكن من بعيد وذلك بتقديم نفسه وإثبات نجاحاته خارج الديار الحمراء خاصة وان غيره من المدربين قدامى لاعبي الفريق قد حققوا النجاحات في أندية أخرى مما جعلهم مطلوبين للعمل في المريخ والأمثلة كثيرة وعلى سبيل المثال مازدا، أبوعنجة، عبد المجيد جعفر وفاروق جبرة بينما كان المريخ نقطة البداية لإبراهومة والحق يقال إن إبراهومة يحتاج لهذه الخطوة وسيحقق النجاحات المبهرة وعندها سيكون التوافق عليه مريخياً وستكون عودته مؤكدة فأفعلها يا إبراهومة.