مدينة غارقة في الأصالة حتى حلمة أذنيها فتاريخ بناتها الضارب في القدم يؤطر حاضرها ويرسم البهاء لمستقبلها، ويحتضنها الأزرق الدفاق في حنان بالغ كأنه يغسل جدائلها عدة مرات في اليوم الواحد، مدينة هواؤها عجيب ونسيمها منعش وثمرها رطيب. فهي ساحرة في كل شي في تبلديها في لالوبها وسدرها وسنطها وطلحها وعسلها وحتى ترابها البديع تكاد ملابسك لا تتسخ مهما طال عليها الأمد فذرات ترابها متمسكة بتربتها عشقا أبديا تلتصق بالأرض لا تكاد تفارقها، فثوبك نظيف وجسمك خفيف مادمت فيها . تأمل معنا أسماء أحيائها. ( الربيع ، الزهور ، التضامن ، النهضة ، الرياض ، اركويت ، الطائف ، أقدي ، الهجرة ، النصر ، قنيص ) وغيرها من حبات العقد البستاني. أما إنسانها فلله در إنسانها فهو مترع بالحب الإلهي والسمو الروحي والكرم الأصيل علي بساطة متناهية ، فهو من كل أرجاء السودان تنوع قبلي متجانس ونسيج اجتماعي متداخل ولفيف عجيب متزاوج، من الشرق والغرب من الشمال والجنوب من كل بقعة في السودان كل يحمل إرثه الحضاري ومخزونه الثقافي عابد لربه وعاشق لأرضه سعيد بوجوده متفان في عمله.في كل هذه المساحة من السماحة والعبق المعتق بعنفوان الإنسان والأرض انطلقت فعليات الدورة المدرسية القومية (23) التي جاءت تربوية تنافسية شريفة المقصد شفيفة المخرج رائعة الافتتاح والختام، عشرة أيام نسج فيها أبناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات روائع الإبداع في شتي الصور ، رياضة وثقافة وآدابا وفنونا وفلكلورا وشعرا ونثرا وغناء أذهل الحضور واسعد الآهلين واقنع لجان التحكيم ، فكانت بحق تظاهرة تربوية ثقافية ولوحة إبداعية فنية رسم خيوطها أبناؤنا الطلاب عندما وجدوا بيئة طيبة ومجتمعا رائعا بكل كياناته وقد اكتمل نجاحها وتألقها عندما شرفها القصر الجمهوري بزيارة السيد الرئيس ونائبيه لثلاثة أيام مختلفات افتتاح واندياح وختام في حضور بهي وأنيق وكان له الأثر الطيب في إذكاء روح التنافس بين الولايات ولطالما كانت ولاية النيل الأزرق حضورا كاملا ومقيما استهلته وزارة التربية والتعليم بكل دارسيها ومعلميها ومدارسها ومديريها ووكلائها ومدير تعليمها الهمام ووزيرها الإمام وكل حكومة الولاية معتمدين ووزراء . وتحية إجلال وإكبار لواليها الذي ضرب أروع الأمثال ورسم أجمل اللوحات بحضوره الدائم وتطوافه المستمر علي سكن الطلاب هو وأهل بيته لهم التحية أبدا .كما لا يفوتنا أن نذكر جهد جميع أهل الدمازين وخاصة رؤساء العشائر والمشايخ والعمد والنظار والسلاطين الذين كانت لوقفتهم جميعا أطيب الأثر وأروع المثل مما اكسب الدورة المدرسية وسام التلاقح الاجتماعي والالتفاف الجماهيري فكانت بحق عيد للجميع وكرنفال فرح لكل الوطن بولاياته الثمانية عشر فالتحية للنيل الأزرق وتعظيم سلام للدمازين والرصيرص شعبا وولاية وسدا وبادية وحضرا . وأخر التحايا العطرات للجنة العليا للدورة المدرسية ومديري النشاط الطلابي واللجان الفرعية والكوادر المساعدة الذين سهروا وصبروا ليخرج هذا العمل عرساً قوميا في أبهى الصور وأجمال اللوحات ...