الاسم والعنوان .. ورقم الهاتف.. كتبت على الورق كل التعريفات الممكنة.. شرحت فيها من أنا ومن أكون.. أين ولدت وكيف تمرست.. تفاصيل للهوية لشرح الحالة وكسب القضية.. سيرة ذاتية لتفاصيل منسية وحقائق مخفية.. فأنا لست اسم وعنوان .. وأرقام واستبيان.. أنا قلب ونبض وشريان.. ماضٍ وحاضر وآمال .. لست دفتر يُقرأ ويُرمى للنسيان ليؤرخ في تاريخ باهت ويمكث في جدران الصمت والهجران.. سيرة ذاتية عن شخص بلا عنوان.. فعنواني ليس الطوب والحيطان.. واللافتات المضيئة وتقاطعات الإشارات والبنيان.. هويتي هي دواخلي وتفاعلي وهي صرخاتي وفرحاتي وضحكاتي وتوجساتي وكذباتي هويتي هي سيرة ذاتية لا تحتاج إلى اسم وعنوان أو هاتف نقال.. سيرة ذاتية اكتبها بلا خجل أو ريبة أو استهتار.. سيرة لكل الممكن والمتاح وما خلف الستار.. قلت له سيدي خذ فهنا كتبت عن سيرة لامرأة من عالم المرايات السحرية وخيال الأطفال.. امرأة كتبت بحروف لها ألف معنى وأكثر من طريقة رسم فهي تكتب عن كل ما تريده وكل ما تخشاه.. وتكتب سيرة لروح تحلم بالانطلاق.. وتعشق المساحات .. فلا تكبل طموحاتها وأمانيها بالخوف.. والرهبة.. وما قد فات.. سيرة للاسم الذي رسم على الورق شرح لكل الفرحات الهنات والعثرات.. فقد يكون لي ألف رقم ولكن هويتي لا تتبدل مع الأرقام.. وماض لن يستبدل بالسيناريوهات ومستقبلي أراه بالامنيات والأحلام والترقب والانتظار وحاضري في خواطري وأشعاري وحبري والعنوان مكتوب على الورق بلا ارتياب.. تكتب سيدي عن كل الأشياء التي تمطر وتزهر وتعكس النقاء.. ونتنكر للهذيان والتأرجح والهزمات.. ونؤرخ للبطولات والصولات والجولات.. وننسى الدموع والتوسلات.. أمامك سيدي سيرة مكتوبة بحبر الحقيقة وروح الوضوح.. سيرة عن امرأة تعرف كيف نحب ومتى تكره وماذا تريد.. عن انتصارات وكبوات. إطار: توجد داخل كل منا غرف مظلمة مغلقة البعض يضع المفاتيح نصب عينيه حتى لا ينسى وآخر يتمنى أن ينسى المفتاح والطريق .. وآخرون يجهلون أين توجد تلك الغرف.. وما شكل المفتاح.. وأحياناً نكره أن نشعل الضوء لنرى ما نخشاه ونغمض جفن العين وحس القلب ونبض العقل .. ونؤلف سير ذاتية بالأسماء وأرقام الهوية... وعنوان إلكتروني ونكثر من الإشارات..