اسم النترة،وهي احدي عينات المطر الذي به تخضر الأرض وتزهر وتخرج للناس خيرها من كل زوج بهيج.والنترة فوق ذاك عنوان السخاء والكرم .فله الشكر ولكم أيها القراء الأعزاء كل الحب والود. لقد ظللت لفترة طويلة أعيد النظر كرتين للعلاقة التي تربط بين مراسلي الصحف في القضارف بالحكومة هناك.وأكثر ما دعاني لهذا النظر المتبصر،محاولة تقييم التجربة على ضوء ارث تليد خلده أساتذة أفذاذ ، احتفت بكتاباتهم الصحف في فترة باكرة.فالقضارف أخرجت للصحافة السودانية المرحوم الأستاذ عبد الله رجب ومنها جاء الريفي والسلمابي.فمدينة بهذا الإرث لابد أن تكون لها مع الصحافة آصرة ،قوامها المتابعة والتأثير المتبادل. والشاهد أن القضارف التي تبلغ هذا العام عشرين عاما ،منذ أن انعم عليها رئيس الجمهورية بكيان مستقل ؛فصارت عام 1994م ولاية ، وقد كانت من قبل محافظة ضمن ما يعرف بالإقليم الشرقي.وقد واكبت تلك المسيرة الطويلة ،مرحلة جديدة في مسار التعاطي مع الصحافة .فقد ارتفع مع السنوات عدد مراسلي الصحف حتى صارت – حسب تقديري – أكثر الولايات التي تغطيها الصحف بشبكة مراسليها. وقد كان لهذا التوسع في التغطية الصحفية بعض المساوئ وكثيرا من المحاسن.ولعل ابرز ايجابياتها انها وضعت الولاية في واجهة الأحداث ،وأسهمت في عكس واقعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،وكانت لسانا مبينا دافع عن مصالح أهل القضارف ،وعزز من جهود الحكومة في هذا المنحي.لكن في المقابل فإن حالة من الاشتباك غير المبرر أحيانا نشبت بين المراسلين والحكومات المتعاقبة ،في ما يتصل بطبيعة التعاطي مع بعض القضايا السياسية الحساسة.فحالة التجاذب بين مراكز القوي ،ألقت بظلالها علي المشهد ،فصار مراسلو الصحف بين شقي الرحى ،تتناوشهم الشكوك ويرميهم كل طرف بمظان الانحياز والغرض.أمر آخر، هو الموقف من طريقة عكس مراسلي الصحف لقضايا تتصل بشأن العلاقة مع الجارة أثيوبيا ومشكلات الحدود والتعديات على المزارعين من قبل عصابات الشفتة وغيرها من القضايا الشائكة التي توصف بالحساسة ، ويرغب السياسيون في معالجتها بعيداً عن أضواء الإعلام الكاشفة . هذه الحالة تستوجب التواضع على رؤية تحقق لحكومة الولاية استقرار تنشده ولا تحرم الإعلام من دور انتدبه المجتمع للعبة . لذا فإنني أطرح بين يدي مؤتمر قضايا الإعلام الذي بدأ التحضير لقيامه، هذه القضية التي أرى أنه بالإمكان تجاوزها من خلال التعامل الواعي مع القضايا ،بما يراعي الحساسية التي تميز العلاقات مع دول الجوار ،والشفافية التي يرجوها الرأي العام.فالقضية وإن كنا نطرحها في سياق تجربة القضارف إلا أنها بلا شك تتشابه مع كثير من الولايات ؛فيجب أن تتسم العلاقة بين الصحافة وحكومات الولاية بقدر طيب من الثقة وحسن الظن والوعي بالأدوار التي يلعبها كل طرف على حدا ،إلى جانب القواسم المشتركة التي تحقق لكل طرف كينونته في إطار المسؤولية الاجتماعية.