أقلعت بنا الطائرة الأربعاء عند السابعة والنصف صباحا ،لنصل بعدها بثلاث ساعات لمدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور؛ورأينا المئات من النسوة والرجال وحتى (الشياب)والأطفال؛يصطفون منتظمين وكل مجموعة تحمل لافتة ترحب بمقدم الخليفة العام للتجانية الشيخ علي بلعرابي ووفده،المقرر وصول طائرتهم بعدنا مباشرة.. لم تمر دقائق حتى هبطت الطائرة..وعندها إنفكت (حبال النظام)،ليتدافع الجمع نحوها،والكل يريد أن يرى الخليفة العام للطريقة التجانية،والناس أمامنا يتدافعون هبطت طائرة صغيرة في الطرف الآخر من مدرج الهبوط..ليخرج منها بلعرابي والشيخ موسى عبدالله،وبقية الوفد وبسرعة يستقلون عربات الدفع الرباعي مغادرين؛خوفا من إنفلات أكثر في النظام،والخوف الأكبر كان على خليفة التجانية من التدافع البشري الذي بدأ يتزايد..وكما رأينا ذلك في أعينهم فأن هؤلاء المحبين والمريدين فقط همهم الأول هو رؤية شيخهم القادم من الشقيقة الجزائر،حتى ولو كان كلفة ذلك حياتهم..رغم الحراسة المضروبة علي طول المدرج من الأجهزة الشرطية والأمنية،الذين تعاملوا برقي ولين مع المحتشدين.. وكما قال دكتور عمر مسعود إن المحبة والعشق لايحكمه قانون ولن يستطيع..! وجدت نفسي دون ترتيب مني أو ممن دعاني لحضور وتغطية زيارة بلعرابي في منزل مدير المخابرات والأمن الوطني لأتناول وجبة الإفطار بحضور مولانا محمد بشارة دوسة وزير العدل والأستاذ أبوالقاسم نائب الوالي وعدد من وزراء حكومة غرب دارفور والقيادات الأمنية والشرطية والقوات المسلحة..لأتصل بعدها بالدكتور أحمد التجاني الذي أرسل لي عربة تحملني للإستراحة الرئاسية،القريبة من منزل السلطان بحرالدين كبير دار مساليت.. وصلت الإستراحة التي سنقيم بها وفيها الخليفة العام للتجانية والشيخ موسى عبدالله حسين،وبقية الوفد القادم من الخرطوموالجزائر..وفيها وجدت الدنيا والعالمين،ينتظرون خروج الخليفة العام لتحيتهم واعطائهم (الفاتحة)..رغم إنقطاع التيار الكهربائي الذي يعمل فقط من الساعة الثالثة عصرا وحتى الثالثة صباحاً.. ف(الجو) لم يخذلنا وكان درجة الحرارة تحت ال(25) درجة مئوية،لنأخذ قسطا قليلا من الراحة،وتستعد الوفود بعدها لدعوة الغداء التي أقامها والي غرب دارفور وحكومته على شرف نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن والخليفة العام للطريقة التجانية وسط جنائن (المنقة) في مكان يسمى (المشتل)..وكان حضورا مميزا من المريدين فاق عدده الأشجار التي تظلهم..حتى أن نائب رئيس الجمهورية ترجل عن سيارته هو ووزير العدل دوسة والوالي حيدر قالكوما أتيم عند البوابة الرئيسية للمشتل بسبب الحضور الكبير رغم أن الدعوة كانت محددة..! بعد تناول الغداء ذهبنا لمجمع الشيخ موسى الإسلامي لنشهد حفل التخرج لعدد 307 من حفظة القران الكريم،على يد الخليفة العام الشيخ بلعرابي..وكان نائب رئيس الجمهورية ووزير العدل ووالي غرب دارفور وأعضاء حكومته حاضرين.. أستاذ حسبو حيا الحضور وقبلهم الخليفة وركبه؛في وطنهم السودان،وقال نائب الرئيس إن السودان أرض قران وأمن وأمان،مجددا دعوته للشيخ بلعرابي بتبني الدعوة المليارية التي كان أن طالبه بتبنيها عند مقابلته للخليفة العام للتجانية في مجمع الشيخ موسى بمدينة أم بدة أم درمان،ومن ثم في دعوة العشاء التي أقامها حسبو على شرف الشريف بلعرابي ووفده وشيوخ الطرق الصوفية..ولم ينس نائب الرئيس أهل القران وحفظته وطلابه،ليعلن تبرع الرئاسة بمبلغ ملياري جنيه لخلاوي ولاية غرب دارفور؛وسط تهليل وتكبير الحشد..ليتحدث بعدها الشيخ محمد إبراهيم أبوالقاسم بأسم علماء وشيوخ الولاية،محييا جهود الشيخ موسى عبدالله ومجمعاته الإسلامية،ومرحبا بالزيارة التي وصفها بأنها قلادة شرف وبركة ستزين عنق غرب دارفور.. بعدها كان الكرنفال الذي إنطلقت زفته بالزي المميز لخريجي (الأزهر) الشريف؛من الحفظة والحافظات،وتعقبها تقديم لنماذج من تلاوة القران لعدد من الخريجين والخريجات.. قدم بعدها السلطان سعد بحر الدين سلطان دار مساليت الدعوة للعشاء على شرف الخليفة العام للتجانية،وحضره نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن ووزير العدل محمد بشارة دوسة،ووالي غرب دارفور حيدر قالكوما أتيم،وعدد من أعضاء حكومته،إضافة للقيادات الأمنية والعسكرية،وأعيان وقيادات الولاية.. } حديث جانبي طويل ونقاش جمع بين نائب رئيس الجمهورية والشيخ علي بلعرابي،وعلى مائدة أخرى كان السلطان سعد يبادل دوسة حديثا آخر بدا أنه مهم..لينضم بعدها الشيخ موسى عبدالله وعدد من أحفاد الشيخ التجاني للجلسة الجانبية للخليفة العام الشيخ بلعرابي ونائب الرئيس أ.حسبو؛الذي إستدعى مدير مكتبه لتسجيل بعض الملاحظات؛وتدوينها..وهذه الجلسة قال بعض الحضور للمحرر أنها تخص مبادرة الدعاء المليارية لإستقرار وأمن دارفور التي طالب بها حسبو خليفة التجانية،وذهب آخرون بأن الجلسة تخص مبادرة (الصلح خير) التي أطلقها الشيخ علي بلعرابي في بيان له لأهل دارفور.. } الدكتور عوض إبراهيم عوض،ماحل بمكان إلا تهاتف عليه الجميع مرحبين به في ولاية غرب دارفور؛التي لم يزرها إطلاقاً.د.عوض أصابته الدهشة عندما علم من السلطان سعد بحرالدين بأن مغيب الشمس عند الساعة الثامنة مساءً،فرد أستاذ عوض عليه بإن السودان فعلا قارة..! وبعدها مباشرة قدم نصيحته للمحرر بألا يقوم بزيارة مدينة الجنينة في شهر رمضان مضيفا وهو يضحك(مع البلد المغربها تمنية..!). } مولانا دوسة - ماشاء الله - ظل يتنقل بين الجميع،وكان يقدم دائما من مقدمي البرامج بالسلطان دوسة.. } سعدت بمقابلة أمين الذكر والذاكرين مولانا البشاري نجم البشاري،والأستاذ أحمد إبراهيم مدير هيئة تلفزيون وإذاعة الجنينة.