أصبحت الكرة السودانية في مفترق الطرق بعد خروج ثلاثة أندية من الأدوار التمهيدية والأولية لبطولات الكاف (دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية)، فقد لحق الأهلي شندي أمس الأول بالمريخ والأهلي عطبرة، وأصبحنا على مرمى حجر من العودة الى المربع الذي تخطيناه منذ اربع مواسم، بالتمثيل بأربعة مقاعد في البطولات، بعد النتائج الباهرة للهلال في دوري أبطال ولا ننسى المريخ، ولكن الدور الذي لعبه الهلال في منح السودان مقعدين إضافيين لا ينكره إلا مكابر. بعد وداع نمور دار جعل لم يبقَ للسودان غير الهلال الذي يلعب اليوم مباراة صعبة ومصيرية أمام الملعب المالي، وهي مباراة تهم كل الأندية السودانية، لذلك اخترت لها شعار (كن هلالياً) حتى يتأهل الهلال ويحفظ ماء وجه الكرة السودانية التي غاب نجمها مؤخراً، وأصبحت لا تسر صديقاً ولا عدواً، ويبقى تشجيع الهلال اليوم فرض عين على الجميع، لأن تأهل الهلال يبقى على حظوظ السودان، ويحافظ على المقاعد الأربعة.. أما إذا لحق بالثلاثي الذي ودع فليس أمامنا سوى أن نقول الفاتحة على الكرة السودانية. تقع على عاتق الهلال اليوم مسؤولية التأهل ولعب دوره كرائد وقائد للكرة السودانية، كما ظل يفعل دائماً في مثل هذا المواقف الصعبة، والتعادل السلبي الذي خرج به الفريق من مباراة مالي، أصبح من الماضي وأن الملعب الذي جاء للخرطوم يريد التأهل اليوم وبأي ثمن، ولن تكن مهمة الهلال سهلة وإلا سيكون مصيره مثل مصير الأهلي شندي، الذي كان مرشحاً للتأهل ولكنه خرج في مشهد حزين بعد أن كان المرشح الأول للتأهل. وقبل اللاعبين والمدرب فإن مباراة اليوم هي مباراة جمهور، وعلى جماهير الهلال أن تلعب دورها وتكرر المشهد البطولي الجميل، عندما لعبت دور اللاعب رقم واحد وليس (12) أمام نسارو النيجيري والأهلي المصري ومباريات كثيرة كان فيها جمهور الهلال هو صاحب القدح المعلى في انتصارات الفريق وتأهله الى مراحل متقدمة في بطولات الكاف، فعلى الجمهور أن يتوحد في التشجيع ويهتف بصوت من أجل هدف واحد النصر وليس سواه، وأن يترك ما يحدث في الملعب للاعبين والجهاز الفني فهم قادرون على حسم الأمور ولكن تبقى وقفة الجماهير هي صك عبور الفريق الى دور ال16، حتى يواصل مسيرته مع الكبار، وعلى الجمهور أن يرد على باسكال جانين مدرب الملعب المالي كما رد على أوكماشي والحضري. وخروج الأهلي شندي وقبله المريخ والأهلي عطبرة، وضع لاعبي الهلال قبل المدرب في موقف صعب، لا يحسدون عليهم وهم مطالبون بفرض شخصيتهم وتسخير خبرتهم وامكاناتهم ومهاراتهم، والاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، والرد على باسكال مدرب الملعب الذي قال إنه قادر على هزيمة الهلال في الخرطوم والعودة ببطاقة التأهل الى باماكو. لا خيارأمام الهلال غير الفوز، وعلى النابي أن يستفيد من كل الكروت الرابحة التي يمتلكها ويضع اللاعب المناسب للمهمة المناسبة، لن نقول له أشرك فلاناً وأبعد علاناً، ولكن نقول له إن مشاركة مهند الطاهر من البداية تبقى شراً لابد منه لأنه الوحيد القادر على هدم الجدار الدفاعي الذي سيبنيه الماليين، ولكن في النهاية يبقي قرار إشراك اللاعبين من اختصاص النابي وقراره محل تقدير واحترام لأنه الأدرى بحال لاعبيه. وفي الختام نقول لكل الجماهير الكرة شجعوا الهلال من أجل السودان، وعلى جماهير الهلال أن تملأ استاد الخرطوم حتى يفيض ليعرف باسكال جنين أنه يلاعب هلال ملايين.. شجعوه بالهتاف الداوي وبالتصفيق القوي ومن لم يستطع متابعة المباراة من الملعب فليدعوا للهلال بالنصر وذلك أضعف الإيمان.