صاحبي يخاف من طبيب الأسنان، الرجل بعد أن بلغ من الكبر عتيا بدأ يشعر بالخلخلة في أسنانه الأمامية، حاول بشتى الطرق كتم أنفاس الألم والخلخلة بدون فائدة، أخيرا إستشار العبد لله، في الطامة الكبرى كما يسميها بحثت في روزنامتي عن طبيب أسنان بشوش وغير متجهم، وفي نهاية المطاف ، سطع في ذاكرتي الخربانة، إسم صاحبي الدكتور عارف عثمان إستشاري جراحة الفك والأسنان في مستشفى خمس نجوم في جدة، حدثت صاحبي عنه، ولكن ظل صاحبي أبو أسنان مضروبة بين الأخذ والرد في مراجعة الطبيب، لأنه وفقا لقوله فإن عيادة الطبيب أيا كان تخصصه تشعره بالرهبة ، لكن طمأنت الرجل بأن صاحبي عارف رجل بشوش وطلق الوجه وفي أول زيارة له سيشعر أنه في رفقة أحد أصدقائه، المهم صاحبي توكل على الله وهو يحمل خوفه اللعين وراجع طبيب الأسنان، وبعدها التقيته فكان مشرق الوجه وقال بالحرف الواحد أن أوجاع وخلخة الأسنان خرجت من فمه بدون رجعة وأن إستقبال الطبيب له إزال موجة الخوف من نفسه ، المهم بعد ده كله دعوني أسأل هل المريض يخاف من طبيب الأسنان أم من مثقاب الدكتور وهل كل الأطباء قادرين على ترميم مخاوف مرضاهم ومراجعيهم، من وجهة نظري أتصور أن سيناريو إستقبال الطبيب للمريض جزء من العلاج، وفي هذا الصدد أقول أن نسبة من الأطباء والطبيات في السودان لا يمتلكون اتكيت التعامل مع المرضى،فالواحد منهم يلتقي المريض بوجه مضروب بمليون ستين بونية، ما يجعل المراجع يخرج من عيادة صاحبنا وهو يعاني من حرقان المعدة وألم الركب ، المهم حكاية صاحبي مع أسنانه ذكرتني بقصة طبيبة أسنان بريطانية محتالة، القصة وما فيها أن الدكتورة النصابة جمعت نحو مليون ونصف المليون جنيه إسترليني من عملية تركيب أطقم الأسنان للموتي، مهلكم لا تحبسوا أنفاسكم الحكاية وما فيها أن هذه المرأة ظلت لعدة سنوات تتظاهر بأنها تعمل على تركيب أطقم أسنان لأشخاص تغطي الدولة نفقات علاجهم وفي النهاية تبين أن المرضى أموات، نعم أموات وشبعوا موت، الطريف أن المحكمة أمرت الطبيبة النصابة بإعادة الأموال الى الدولة ولكن فنجلت المرأة عينيها و»صطكت» أسنانها وإعترفت أنها أنفقت تلك الملايين في شراء منازل يسيل لها اللعاب وإقتناء ملابس فاخرة وقضاء عطلات رومانسية في منطقة البحر الكاريبي، أبو الزفت، يخرب بيت شقاوتك ، على فكرة بعد أن قرأت قصة الطبيبة النصابة ، جاءتني فكرة مجنونة بنت ستين لعنة، الفكرة تقوم ببساطة على إعتبار أن جميع الفاعلين في الحراك السياسي أقول جميعهم بحاجة إلى أطقم أسنان من العيار الثقيل لأنهم موتى أو أن أفعالهم ميتة بالنسبة للمواطن الغلبان، لكن السؤال الذي يحتاج إلى أطقم أسنان، هل يمكن أن نجد طبيبة أو طبيب نصاب لتركيب طقم أسنان لهؤلاء الموتي، من يجد الإجابة يرفع إيدو .. أقصد يرفع سنو .