القُدوة العظمى يضربها للناس خيارهم ... اُنظر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... يحتضن مسؤليته فى رسوخ أشم ... ويضع لتهديدات قومه ومناوراتهم حداً فاصلاً ورادعاً من تصميمه ... ويترك للدنيا أبلغ الدروس فى إيثار الحق وتحمل المسئولية ... والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى ما تركت هذا الأمر حتى يقضيه الله أو اُهلك دونه ... وهذا أخوه المسيح يبصر أكثرية قومه تحترم الباطل وتمتهن الحق ... يحمل مسئولية الموقف كله فلا يفت فى عضده المشهد ... ولا تستجيب فى نفسه ذرة واحدة الى دواعى التقهقر ... ويمضى فى ولاء فذ لمسئوليته وعمله ... لا تقل لى أن هذا محمد وهذا المسيح ومن يبلغ شأوهما ... فهناك أعداد هائلة من الذين لم يجبنوا عن مسئولياتهم ولم يهربوا منها ... أو يفرّطوا فيها ... هذا ابن تيمية يناهض فى أيامه الذين يملأون عقول الناس بالخرافة ... فيُؤذى ويُضطهد ويُحاط بكل صنوف الأذى ... فلا يُلقى مسئولياته من يمينه ... بل يتهكم على مُضطهديه فيقول ... ماذا يصنع الأعداء بى ... إن حبسى خلوة ... وقتلى شهادة ... ونفي سياحة ... فماذا يصنع الأعداء بى .