حُسن النية لا يمنع الإدانة طالما توفرت أركانها . إن قتلتَ نفساً بغير حق فتلك جريمة مهما يكن تصنيف نيتك . ولئن إرتكبت فعلاً مصنفاً ضمن مهددات الأمن القومي . أو نشرت خبراً مضروباً من شأنه الإضرار بالإقتصاد الوطني . فإن تلك بلا شك مخالفات وجرائم وإن حسُنت فيها النوايا . أخبار كثيرة تُلتقط كيفما اتفق وتُنشر وتُبرز بكل بساطة ! السعودية تُرجع شحنة ماشية سودانية مُصدَّرة إليها ! الإمارات العربية تُعيد شحنة ذهب الى السودان ! الأردن ترفض منح تأشيرة للبشير لإجراء فحوصات طبية ! ثلاثة أخبار مفبركة و«مُبهَّرة» ومضخمة ! وتنشرها صُحف سياسية محترمة تصدر في الخرطوم ! كيف ولماذا ؟! ولمصلحة مَن ؟! حُسن النية يُستصحب فقط عند إصدار العقوبات والأحكام . وربما ينعكس فقط على توقيت تنفيذها وكيفية إنفاذها . الصحفيون قادة رأي وأساطين بناء وتقويم وإصلاح . مضاعفة الوعي العام بالمصالح الوطنية ضرورة ملحة . وإضطلاع رؤساء التحرير بمهامهم واجب مقدس . أممٌ عظيمةٌ ودولٌ وشعوب قد تُؤتى من باب حسن النية . ومن باب «الطيبة» الزائدة والعشوائية المميتة . والعاقل من اتعظ بغيره .