رغم أن خلفيته اليسارية قادته للانضمام للحركة الشعبية، وكان يرى فيها الحضن الدافئ ونافذة الخروج والتحرر، إلا أن شخصيته الوحدوية جعلته يغادر الحركة التي سرعان ما اكتشف أنها لا تمثل الأمل والتغيير ولأنها تدعو إلى انفصال وتمزيق وغادرها بعد وفاة عراب الحركة الشعبية د.جون قرنق. ضيفنا من المقربين جداً للراحل خليل إبراهيم، وهو عبد العزيز سليمان غادر العدل والمساواة منحازاً للسلام بقيادة جماعية بحر إدريس أبو قردة في إطار حركة التحرير والعدالة. وشغل رئيس مكتب الحركة بفرنسا لكن سرعان ما تكشف له أن التحرير والعدالة ضلت الطريق وأدارت ظهرها لسلام دارفور، ولذلك مضى ومعه مجموعة من شباب وقيادات التحرير والعدالة نحو قيادة تيار إصلاحي.. سليمان فتح النار على الحركة من خلال هذا الحوار: أنتم حركة أم فصيل؟ - نحن تيار إصلاح تقوده قيادات وقواعد حركة التحرير والعدالة لأجل إصلاح المؤسسة من الداخل ولسنا منشقين وننادي بإصلاح وفق أسس ديمقراطية سليمة لمتابعة تنفيذ مسار اتفاق الدوحة للسلام وبمؤسسية كاملة. لأن ما حدث أن اتفاقية الدوحة أصبحت تدار عبر أفراد مع شريكنا الآخر الحكومة، وكان من المفترض ان تتولاها المؤسسة. من هم الذين انفردوا بالقرار؟ - د.تيجاني السيسي ود.بحر إدريس أبو قردة الذين بتهميشهما للمؤسسة وقياداتها ساهما في تدهور الأوضاع بدارفور. ما هي رؤيتكم لإصلاح الحركة؟ -تيارنا الآن قائم على فكرة توحيد المبادرات السابقة التي قادتها مجموعات أخرى لاستعادة مؤسسية القرار داخل الحركة، كما أننا نعمل على مناداة أبناء التيارين داخل الحركة للعودة إلى المؤسسة الأم. قبل أن نسألك عن هذه المبادرات الفاشلة ما هما التياران؟ - تياران داخل الحركة، الأولى مجموعة «كافوري» بقيادة د.تيجاني سيسي رئيس الحركة والتيار الثاني بقيادة بحر إدريس أبو قردة مجموعة «أركويت». وهل التحلق حول القياديين بحكم الولاء القبلي أم السياسي؟ -التجمع حول الرجلين قائم على إثنية ضيقة جداً لذا نطالبهم بالعودة للمؤسسة الأم. وهل ما قادكم للدعوة للإصلاح شعور بالتهميش؟ - التيار الإصلاحي داخل حركة التحرير والعدالة تقوده الحركة برمتها باستثناء د.تيجاني السيسي رئيس السلطة ونائبه بحر إدريس أبو قردة رجال حولهما ولكن الآن هناك وعي داخل الحركة وكل المؤمنين بغياب المؤسسية يلتف حول التيار ونحن لازلنا تحت قيادتهم، لكننا إن لم يُستمع إلينا كأغلبية سنتخذ موقفنا الخاص. ما هو هذا الموقف؟ - سوف نتحدث عنه في وقته. إن كنتم، كما تدعي أغلبية، فلماذا لا تفصح عن موقفكم من الآن حال «عبست وتولت» القيادات؟ - سنتخذ موقف فصل الأفراد أنفسهم بل إننا نمضي لأبعد من ذلك، ومن الطبيعي جداً أن نخاطب كل الأطراف والشريك الأساسي في اتفاق الدوحة المؤتمر الوطني والوسيط القطري والقيادات التشادية.. و سنطلب منهم أن لا يلتفتوا للأشخاص فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق الدوحة ونعلنها ونفصح عنها إن كان هؤلاء الأفراد سيظلون سبباً في فشل الاتفاق سنتخلص منهم وعلى د.التيجاني السيسي إذا لم يستطع أن يبتعد عن التعامل بإثنية أن يعود إلى إمامه الصادق المهدي وعلى بحر إدريس أبو قردة أيضاً أن يغادر. تحمل السيسي وأبو قردة مسؤولية فشل اتفاق الدوحة، على أي شيء استندت في هجومك عليهما؟ - منذ أن جئنا لم نحقق شيئاً وانشغلوا بالاستوزار. ü ولكنك لم تقدم دليلاً واحداً حتى الآن على اتهامك للرجلين؟ -أنا لم أكن أود الخوض في هذه الأمور الداخلية باعتبارنا نقود تياراً إصلاحياً. أين هي الأخطاء التي تحتاج تصحيحاً؟ - أولاً أين هي أموال البناء التنظيمي التي أتتنا من المانحين والوسطاء والتشاديين، لم نرها ولم تأينا منها 5.%،الشيء الآخر والذي يمثل استفزازاً سياسياً أن كل قضايا الحركة و القرارات الجوهرية يتم اتخاذها دون علم المؤسسة في السلطة الإقليمية وتخرج من بيوت الوزراء. أين ذهبت إذن أموال الحركة برأيك؟ - ذهبت إلى «الجيوب». إذن فأنتم أيضاً لأنه لم ينبكم من «الحب جانب»؟ - نحن ضد هذا المبدأ و هذه الأموال صرفت على استقطاب القيادات حتى يعملوا على إجهاض الشرعية الثورية ونعترض على هذا الصرف في غير موضعه، لأن هذه الأموال لو وظفت بطريقة صحيحة لساهمت في تعمير 10 محليات على الأقل وتهيئة مناخ جاذب للمانحين، وهذه السياسة دمرونا بها، بل وأصبحت خصماً على المال العام، ولذلك إذا اقتضى الأمر على الشرفاء من أبناء دارفور وقيادات حركة التحرير والعدالة وأي شخص يريد أن يتبرأ عليه اللجوء للإعلام رسمياً. ما هي مطالبكم؟ -أولاًَ المؤسسية، ثانياً الحفاظ على وحدة وتنوع الحركة، ثالثاًَ وثيقة الدوحة لسلام دارفور فرصة ذهبية لحل الأزمة في الولاية، رابعاً مطالب الشأن الداخلي والاستماع إليها باهتمام. في رأيك من المسؤول عن فشل تنفيذ اتفاق الدوحة، الحكومة أم الحركة؟ - الحركة تدعي أن المؤتمر الوطني لم يلتزم باتفاق سلام دارفور الدوحة ولكن الحقيقة أن لحركة التحرير والعدالة نصيب الأسد في هذا الفشل.. والقضية أخذت مساراً غير الذي قمنا لأجله بحمل السلاح، وأصبحت صراع مصالح، والوضع الحالي في دافور ساهم فيه الموقعون على اتفاق الدوحة وهم جزء من الأزمة القبلية و الصراعات، إلا أن القضية أصبحت تجارة «عديل»، ولذلك فإن منطق العقل يقول إن على حركة التحرير والعدالة أن لا تشير بأصابع الاتهام لأي جهة، عليها أن تصلح ما بداخلها أولاً وأن تعلم أن إخفاقاتها كانت نتيجة لانصرافهم عن قضاياهم الشخصية.. إذا نحن لم نقم بالواجب فلا نستطيع أن نوجه الاتهام للمؤتمر الوطني. لكن الحكومة ظلت متهمة بعدم الإيفاء بالمستحقات المالية لإعمار دارفور؟ - رغم التدهور الاقتصادي إلا أن الأموال التي رصدتها الحكومة للأوضاع في دارفور أين هي.. بصراحة النخب من أبناء دارفور هم أسوأ من الحكومة. هل هذا هو التوقيت المناسب لتتصارعوا فيما بينكم والدماء تسيل بدارفور الآن؟ -الوقت مناسب لأننا قصدنا أن نطرح رؤيتنا الآن في ظل ما يحدث في دارفور، وهو إفرازات طبيعية للانفراد بالرأي الذي قاد الآن جزءاً من الحركة للجوء للحركات المسلحة، وتيارنا الآن يخشى تكرار السيناريو و تسلل المنحازين للسلام إلى الحركات المسلحة المتمردة مرة أخرى، ونخشى ذهاب المزيد من الغاضبين الحالمين بسلام لحمل السلاح والعودة للميدان كردة فعل لما يحدث الآن من قيادة التحرير والعدالة. د.التيجاني السيسي صرح بأن دارفور عادت للمربع الأول ما رأيك؟ -هو الذي أعاد دارفور للمربع الأول. كيف؟ - دعيه يسألنا ونجيبه ونبرر له حديثنا..أن أعطانا فرصة. كيف تقرأ الأوضاع بدارفورالآن؟ -الصراع الآن داخل الحزب الحاكم بين موسى هلال وعثمان محمد يوسف كبر، وعلى المؤتمر الوطني أن يحل الإشكال قبل أن يتدخل طرف ثالث ليؤجج الصراع. من هو الطرف الثالث المحتمل أن يؤجج الصراع؟ - نتوقع أن يتدخل طرف ثالث من مصلحته أن تستمر الحرب في دارفور لأنها تحقق له كسباً سياسياً ومادياً وعمالة لجهات خارجية. قلت إنكم ضد إنقسامات الأجنحة والفصائل كيف تفسر هذه الانشقاقات التي صاحبت الحركات المسلحة؟ -الحكومة شجعت على ذلك، فكل شخص يذهب إلى الغابة يأخذ وزارة وفي تقديري هذه حقيقة المؤتمر الوطني، قدم أكبر التنازلات للحركات المسلحة، ولذلك أطلب من المؤتمر الوطني أن يراجع موقفه في اعطاء السلطة في غير موضعها لأنه حتماً لن يأتي باكل. خلفيتك اليسارية سبب في التحاقك بالحركة الشعبية كسائر الشيوعيين الذين كانوا يسعون لإسقاط النظام الإسلامي في الخرطوم، وحدث بعد ذلك أن تضع يدك في يد خليل إبراهيم الإسلامي؟ - كان هناك قاسم مشترك بين الحركات المسلحة باختلاف آيدلوجياتها وهي التهميش والتنمية المعطلة وعندما انضممنا وغيرنا للعدل والمساواة بقيادة د.خليل إبراهيم وكنا نعلم أنه من الطبيعي أن يحمل رسالة من شيخه لغيره، ولكن القضية الخدمية قفزت بنا فوق القضية الفكرية في هذه المرحلة، ومن المعلوم أنه داخل الحركة كان يعمل تحت واجهة معينة. ما هي واجهة الإسلاميين داخل العدل والمساواة؟ -مركزيات الأقاليم وهو تجمع لأحزاب إسلامية، وفي المقابل التجمع المركزي لأبناء دارفور وجميعنا يعلم أن مرجعية أبو قردة وسيسي حزب أمة. لماذا غادرتم الحركة الشعبية إلى الحركات المسلحة؟ -لأنه تأكد لنا بعد وفاة د.جون قرنق أن الحركة الشعبية كانت تنادي بالانفصال ولا يوجد صوت وحدوي سوى صوت قرنق.