واليوم يا أحبة نطفيء السجائر ونربط الأحزمة.. ونعيد المقاعد إلى وضعها الطبيعي.. لأن طائرتنا سوف تقلع.. لتصافح المدن البعيدة.. والموانيء العصية نهبط في بلاد شوارعها مغسولة بالجليد.. ومدنها تستحم بأضواء النيون.. وأزهارها مرصوصة مرصوفة في الساحات والمساحات والطرقات رحلة إلى بلاد الكفار.. وسياحة في بلاد الشياطين والأبالسة حطب النار.. لست أنانياً.. ولا أنا حاسداً أو شرير اصطحب معي «ثلة» من الإخوان الذين يملكون أمر البلاد والعباد.. ليعاينوا ويشاهدوا ويسمعوا ويقارنوا.. استدراك.. كل الذي تقدم إثارة وتشويق.. لا مطار ندخل ولا عفش نوزن ولا تذاكر نراجع.. ولا سجائر تطفئ.. ولا حزام يربط.. ولا مقعد «يستعدل».. ولا حتى مضيفة.. هيفاء دعجاء منسدلة الشعر والذي هو كالحرير بل أنعم.. ولا ابتسامة تشيع البسمة وتعيد الروح في صحراء عمري.. لن نغادر الوطن لحظة أو لمحطة.. لن «نسوح» في الموانيء والمدائن تأتي إلينا تلك الموانيء والمدن.. داخل أسوار دورنا بل تقتحم علينا حتى المخادع.. كيف ذلك.. انتظروا و«صبركم شويه» سوف تعلمون.. قال قبل أيام من الآن.. قال الدكتور نافع من خارج الأسوار وهو يرسل شواظاً من نار.. قال إن الانقاذ ستبقى حتى لحظة نفخ اسرافيل البوق.. «يعني» لفائدة الذين لايفقهون كثيراً في الدين.. إن الدكتور نافع «يقصد» إن «الانقاذ» سوف تبقى حتى يطوي الله الأرض.. ويتبعثر ما في القبور ويوم تصير الجبال كالعهن المنفوش.. وذلك هو يوم «القيامة» بالمناسبة وأقسم بالله غير حانث.. وأعني أي حرف مما أقول.. إني قد افتقدت كثيراً الدكتور نافع واشتقت كثيراً لكلماته التي كان يمطرنا بها كما أمطر الحلفاء برلين.. اشتقت أكثر ل«لحس الكوع». نعود إلى قصتنا.. وأقول.. ليس للدكتور نافع وحده بل بعض الأحبة في المؤتمر الوطني الذين يراهنون بل يتيقنون ويكادوا يقسمون بالذي رفع السماء بلا عمد إن الانقاذ ستبقى حتى يوم القيامة.. لهم أقول «ممكن» و «جايز» تبقى الانقاذ حتى يوم القيامة.. و «عملاً لله» و «خدمة» أقدمها للأحباب في المؤتمر الوطني لا أريد فيها جزاءاً ولا شكوراً.. أقدم لهم وصفة سحرية «باتعة» عندها ستظل المعارضة وسأظل أنا في الرصيف فقط ننظر لقطار الإنقاذ وهو يندفع على القضبان حاملاً فقط الإخوان وتوابعهم من المؤلفة قلوبهم ومن الذين بايعوا ولا أقول باعوا مواقفهم وبرامجهم وأحزابهم. أولاً وقبل كل حساب.. إن الخطر الذي يبعثر الانقاذ ليس مطلقاً في الحصار الصليبي الجائر.. وليس الخطر من حملة السلاح ولا المتمردين كما أنه ليس في ذهاب «البترول» بعد أن ذهب الجنوب.. الخطر ليس في مجلس الأمن ولا حتى في «النيتو» كما إن الخطر مطلقاً ليس في التظاهرات والاحتجاجات.. ليس في الطابور الخامس وليس في الانشقاقات التي ضربت جسد المؤتمر الوطني غازي وجماعته.. والشباب الذي «ساح» وأرتفع صوته بالانتقاد.. إذًا أين يكمن الخطر.. وإليكم الإجابة الخطر أحبتي في المؤتمر الوطني.. هو في ذاك الفضاء المفتوح الخطر يا أحباب هو في تلك الأطباق المزروعة على رؤوس البيوت كما عيدان الحنطة.. الخطر في المحطات الفضائية التي ما تركت «بوصة» في السماء إلا وزحمتها بكلمة أو معلومة أو صورة.. الخطر هو في تلك الإذاعات ذوات المقدرات العالية والهائلة في اختراق الفضاء والدخول «عنوة» ورغم أنف الذين اغلقوا الF.M إلى الحجرات والمخادع ونخص بالذكر الB.B.C التي لم يعجزها إلغاء الF.M حتى دخلت عبر «الموجة المتوسطة».. بكرة نواصل