مواصلة لقضايا المغتربين، تبرز في السطح قضية الجاليات في عدد من دول المهجر، وخاصة في دول الخليج، وهنا أشير تحديداً لمشاكل جاليات المملكة العربية السعودية، باعتبارها تمثل الثقل الأعظم من عدد المغتربين الذي قد يتجاوز السبعمائة ألف، وهو أيضاً عدد غير مؤكد، وذلك لعدم توفر احصائية دقيقة أعاد أسبابها مسؤولو الجهاز إلى حركة الاستقدام والخروج المستمرة. وتعتبر الجاليات إحدى مكونات مجتمعات المهاجر، وتلعب دوراً اجتماعياً مهماً فيما بين أعضائها من مختلف مكوناتها المتمثلة في الجمعيات والروابط المناطقية والمهنية وغيرهما، وذلك من خلال علاقتها المباشرة بهم. وقد برزت في السنوات الأخيرة خلافات عميقة بين هذه المكونات لأسباب عديدة أبرزها انعكاسات الوضع السياسي الداخلي على الخارج، نعم انعكس بكل سلبياته ومساوئه على هذه الجاليات التي أقعدتها حدة الخلافات عن أداء دورها ومهامها التي أنشئت من أجلها. المتتبع لأوضاع جاليات الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية وهي التي تشكل الحجم الأكبر من الجاليات، يجد أنها أصبحت اسماً بلا مسمى، حيث انقسمت على نفسها، وتنازع قادتها فيما بينهم، حتى أضحت محل استهجان كافة فئات وشرائح قواعد الجاليات. والغريب في الأمر أن الاختلاف لم يكن بين ما يسمى بالمعارضة من جهة، وبين منسوبي المؤتمر الوطني والموالين من جهة أخرى، بل بين أعضاء ومنسوبي الحزب الحاكم، وخير شاهد على ذلك جالية جدة التي أصبحت الآن تحت إمرة القنصلية بعد أن تجاوز الخلاف الحدود المحتملة.أمام الأستاذ حاج ماجد سوار معضلة حقيقية، تتطلب تحركاً عاجلاً للتعامل مع هذه الجاليات، وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي من خلال تشريع أنظمة جديدة تتوافق ومتغيرات المرحلة الحالية سواء في الداخل أو الخارج، وهذا ليس بصعب إذا ما توفرت النوايا وصدقت الأعمال والمقاصد. فاصلة: مَن يهزم رغباته أشجع ممن يهزم أعداءه، لأن أصعب انتصار هو الانتصار على الذات. «أرسطو»