يرى المفكر الصهيوني»ميرون بنفنستي« أن أفق الحلول مسدودة، ولا مكان في فلسطين لدولتين ذات سيادتين متساويتين بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، فعمر الصراع كما يقول ((مئة وثلاثون عاماًعلى أرض يعتبر الإسرائيلي والفلسطيني أنها له))، ويقول:إن التقسيم الوحيد الممكن هو تقسيم مفروض بقوة الأقوى، وهذا ما يطمح إليه بنيامين نتنياهو، تجمعات متجانسة إثنياً، متباعدة ومقسمة فوق الجغرافيا وتعطى اسم دولة، ولكن هذا التقسيم لا يعود إلا فسخاً لكل (البانتوستانات)في جنوب إفريقيا في زمن التمييز العنصري، وعليه يقول»ميرون بنفنستي«إن عملية السلام هي عوم فوق ستاتيكو لا تقدم حلاً، لكنها تقدم وهماً، وهكذا سيبقى مصير العملية السلمية التفاوضية الإسرائيلية في يد الحكومة اليمينية المتطرفة ولا يمكن للمفاوضات الحالية أن تحقق أي إنجاز حقيقي على الأرض.ماالذي يمكن أن تحققه المفاوضات المباشرة للطرف الفلسطيني ، ولاسيما أنه يذهب إلها خالي الوفاض من أي ورقة للضغط أو المساومة، بعدما تراجع عن شروط وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات ظناً منه، وهومخطئ في ذلك، أنه قد أزال العقبة من طريقها ليكتشف بعد الجولات التي تلت الافتتاح في واشنطن أن الشروط المسموح بها هي شروط الدولة الصهيونية، والتي أولها نفي الوجود الفلسطيني بالاعتراف بأن فلسطين هي دولة للشعب اليهودي دون سواه، وهذا كاف لإفراغ ما يسمى عملية السلام من مضمونها ويؤكد بالتالي عدم رغبة إسرائيل بسلام عادل وشامل في الشرق الأوسط استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، فمواقف وسياسات حكومة الارهابي الصهيوني السفاح بنيامين نتنياهو في مجال الاستيطان والتهويد والحصار والاعتقال والقمع والتهرب من قرارات الأممالمتحدة، ومبدأ الأرض مقابل السلام، واشتراط الاعتراف بيهودية الدولة، لا تدع مجالاً للشك بأن هذه المفاوضات المباشرة لا تعدو كونها تفريطاً بحقوق الشعب الفلسطيني أو مزيداً من الوقت لابتلاع ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية،ومن هنا، فإن السلام الشامل بات مستحيلاً في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، وفي ظل انحياز أميركي مطلق إلى جانب إسرائيل في كل الأوقات وفي كل الأحوال، ولذلك فإن حل الدولتين لا يمكن أن يتحقق إلا إذا أجبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية إسرائيل على الانسحاب إلى حدود ما قبل الخامس من حزيران يونيو من العام1967، لكن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست راغبة ،أو قادرة على فرض حل، وكأنها تقول لحكام تل أبيب إن بإمكانكم المضي قدماً مع فرض إرادتكم على الفلسطينيين مع الاطمئنان إلى أن الرئيس الأمريكيباراك أوباما لن يستخدم النفوذ الذي يملكه لحملهم أومحاولة حملهم على الجدية بشأن السلام، إسرائيل تعرض على الفلسطينيين دولة بلا سيادة تعج بقطعان المستوطنين والمربعات الأمنية والأميركيون لا يعترضون على ذلك، ومن هنا، فإن شروط التسوية ،أو الصفقة التي تعرضها حكومة الارهابي الصهيوني اليميني بنيامين نتنياهو تعيد الصراع ستين عاماً إلى الوراء، أي إلى العام 1948،حين كانت السيطرة الفعلية على الأرض بالقوة هي التي ترسم الحدود والخطوط للدولة والمجتمع الصهيوني، إن طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من بنيامين نتنياهو عشية استئناف الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بتمديد تجميد البناء في المستوطنات لا يكفي ولن يحل المشكلة،فقد اشترطالرئيس الأمريكي باراك أوباما في السابق وقف الاستيطان لإطلاق عملية التسوية فماذا كانت النتيجة، رفضت حكومة الارهابي اليميني السفاح بنياميننتنياهو طلبه، ودعت لمفاوضات بلا شروط، فرضخ أوباماوتراجع،وبدأت المفاوضات بشروطإسرائيل لا بشروطه،إدارةباراك أوباما ضعيفة أمام إسرائيل، هي تطلب، لكنها لا تفرض، بل على العكس من ذلك تماماً،إسرائيل تفرض والإدارة الأميركية تأمر العرب بالتنفيذ، هذه هي حدود أوباما، فهو بحاجة إلى اللوبي الصهيوني عشية الانتخابات التشريعية النصفية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ولذا، فإن طلب باراكأوبامامن إسرائيل بتمديد التجميد يكون أقرب إلى المزحة السمجة، لأنها هي التي تحدد مصير الحزب الديمقراطي في الكونغرس، ومصير الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض إذا ما قرر التجديد لفترة رئاسية ثانية،باراك أوباما يعرف حدود قوته، وهو بالتالي عاجز عن فرض أي شيء عبء على إسرائيل لا ترغب فيه، ويستحيل على الرئيس باراك أوباما أن يتحرك على ساحة الشرق الأوسط إن لم يكن هذا التحرك لمصلحةإسرائيل وسياساتها العدوانية، فهو لا يملك إلا الرضوخ لطلباتإسرائيل والضغط على الفلسطينيين للمضي قدماً في المفاوضات في ظل استمرار عملية الاستيطان والتهويد والعدوان، ودليلنا على ذلك أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما دعاإسرائيل إلى وقف الاستيطان تمهيداً لإطلاق المفاوضات عبر المسار الفلسطيني ،عاد وتراجع عن هذا المطلب فضغط على الجانب الفلسطيني والعربي في آن معاً لاستئناف المفاوضات المباشرة دون النظر إلى استمرار البناء في المستوطنات، معلناً التوبة والعودة إلى بيت الطاعة الإسرائيلي. دمشق آخر لحظة