في الحادية عشرة ظهراً حطت الطائرة الرئاسية للخطوط الجوية القطرية بمطار الخرطوم الدولي التي تحمل على متنها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثان ووفداً قطرياً رفيعاً على رأسه وزير الخارجية الدكتور خالد العطية، وحظي الأمير القطري باستقبال رسمي رفيع تقدمه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وصلاح الدين ونسي ووزير الخارجية علي كرتي ووزير المالية بدرين محمود ورئيس السلطة الإقليمة في زيارة هي الثانية من نوعها للأمير تميم للسودان والتي اتخذت الطابع الاقتصادي الاستثماري بين البلدين حسبما يتضح من الوفد المرافق للأمير، وفور وصوله للبلاد أصدر الديوان الأميري بقطر بياناً صحفياً مكتوباً حول زيارته للسودان ، وقال متن البيان يسعدني أن استهل وصولي إلى الخرطوم بتوجيه خالص تحياتي والشعب القطري إلى أخي فخامة الرئيس عمر البشير والي الشعب السوداني الشقيق، وتمنى له موفور الصحة والعافية، وأكد أن زيارته لجمهورية السودان تأتي تأكيداً لحرص بلدينا على التشاور والتنسيق المستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في مقدمتها تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، فضلاً عن دعم وتعزيز علاقات الأخوة الوطيدة والتعاون بين السودان وقطر بما يعود بالخير على شعبيهما، ودعا الله تعالى بالتوفيق لما فيه خير ومصلحة الشعبين والأمة العربية والإسلامية. ودخل تميم والبشير فور وصول الضيف الكبير في محادثات مشتركة بقاعة كبار الزوار بمطار الخرطوم الدولي استمرت زهاء العشر دقائق أعقبتها محادثات ثنائية مغلقة بقاعة الصداقة بالخرطوم استمرت نحو الساعة بحضور وفدي البلدين وعدد من الدبلوماسيين المعتمدين بالخرطوم على رأسهم سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت بجانب رئيس السلطة الإقليمية لدارفور الدكتور التجاني السيسي وكافة الدبلوماسيين فيما تغيّب القائم بأعمال السفارة المصرية بالخرطوم. وأحيطت المحادثات المغلقة بسرية كاملة وكثافة أمنية حيث منع الصحفيون من الدخول إلى بهو استقبال القاعة الرئاسية وسمح لهم الدخول بعد تلكؤ ولم يعجز عدد من الصحفيين حيلة حينما وجدوا هدايا السودان إلى أمير قطر وشعبه من السودان وقاموا بالتقاط صور بعد السماح لهم وهي عبارة عن عدد من أزواج طائر الطاؤوس وعدد من الإبل. وزير الخارجية القطرى الدكتور خالد العطية وصف الزيارة بالموفقة، مشيراً إلى لقاء تم فيها بين سمو الأمير حفظه الله وفخامة الرئيس وتباحثا أيضاً حول المواضيع المتعلقة بالموضوعات الثنائية بين البلدين، فيما أعلن كرتي مفاجأة دبلوماسية تمثلت في صدور قرار رئاسي قضى بإعفاء كافة القطريين من تأشيرات الدخول للسودان دون شروط فقط أن تكون حاملاً للجواز القطري مما أثار شهية الصحفيين ودفعوا بعدها بتساؤلات لكرتي حول مصير رصفائهم السودانيين، وكشف كرتي حواراً مع السلطات القطرية في الصدد وقال ونحن نفتح باب المبادرة وفتح فرص الاستثمار وتسهيل دخول القطريين للسودان ونحن نشتغل على قضايا السودانيين مع نظرائنا القطريين، وقطع كرتي بعدم تناول قمة البشير - تميم للأوضاع العربية الراهنة، مشيراً لمبادرة الرئيس الذي أجرى قبل أسابيع اتصالاً هاتفياً مع نظيره الكويتي لرأب الصدع العربي. فيما أكد وزير المالية بدر الدين محمود أن من فوائد الزيارة تحقيقها مكاسب اقتصادية واضحة منها وديعة استثمارية للبنك المركزي لدعم احتياطات النقد الأجنبي التي تبلغ مليار دولار وهي تعتبر القسط الثاني، كما اتفقنا على مشروع ترعة كنانة حيث تم تمويل حفر الترعة وسوف نتفق على إنشاء المشروع الزراعي بتفاصيله وهو مشروع للإنتاج والتصنيع الزراعي، والآخر مشروعان كبيران استثمار للحكومة القطرية وتم وضع دراسة جدوى ستسلم لنظيره القطري في تونس على هامش اجتماعات الهيئات والصناديق القطرية وهو مشروع كنانة دون ذكر التفاصيل في مجال الطاقة والزراعة والتصنيع الزراعي، واتفقنا أيضاً على معالجة مشكل الاستثمارات القائمة إن كانت هنالك مشاكل، والدفع بالمشروعات القائمة الآن مثل المشروع القطري أو المشروع الزراعي الجديد في الولاية الشمالية ونهر النيل وتم الاتفاق على مشروعين كبيرين. ونجاح الزيارة تمثل في الارتياح البائن على وجهي البشير وتميم وبدا واضحاً في ضحكاتهما التي تخللت المؤتمر الصحفى لوزيري خارجية السودان وقطر بمناسبة ختام الزيارة التي امتدت نحو 5ساعات.