الزعيم محمد داؤود اكتسح دائرة كوستي الجبلين وفاز على منافسه الصادق المهدي في انتخابات عام 1968م حصل سيادته على 14 ألف صوت بينما حصل الصادق المهدي على 5 آلاف صوت فقط.. هو وزير قام بشراء اثاث مكتبه من حر ماله كان يقيم الحفلات للوفود الأجنبية من حر ماله بمنزله فاتورة تليفون مكتبه كان يسددها من جيبه الخاص كان يحل كل النزاعات القبلية التي كانت تقع بغرب السودان. هناك فرسان السياسة في بلادنا والذين لعبوا أدوارًا وطنية ومواقف مشرفة سواء كانت مواقف سياسية أو اجتماعية وقفوها في قمة الحياة السياسية، بل فيهم من لعب أدوارًا وطنية دولية بشأن هذا الوطن الذي كان في الماضي التليد حافلاً بكل شيء جميل، وصعد به هؤلاء الفرسان الى أبراج المجد السياسي والمجد الدولي.. ومن بين هؤلاء الفرسان فارس السياسة ولقمان وحكيم الزمان الرائع في عام 1968م والسودان وقتها لم تكتمل فرحته الا بعد ان حضنت الخرطوم اللاءات الثلاث ملوك وحكام وقادة الدول العربية في مؤتمر القمة ا لعربي الذي انعقدت جلساته التاريخية في التاسع والعشرين من اغسطس عام 1967 ليأتي بعدها عام 1968 وتنعقد الانتخابات الديمقراطية ويترشح فارسنا بل فارس السياسة الأول في ذلك الزمان السياسي المخضرم السيد محمد داؤود الخليفة حفيد الزعيم الخليفة عبد الله الامام المهدي ترشح بالدائرة كوستي/الجبلين وفاز فوزًا كبيرًا وكاسحاً على منافسه الامام الصادق المهدي حيث أحرز أربعة عشر ألف صوتاً (14 ألف) صوتاً .. إنها الديمقراطية الحقيقية التي كان ينعم بها الشعب السوداني.. فاليوم أقف بالقلم عند محطة الزعيم محمد داؤود الخليفة والذي أصبح وزيرًا للحكومات المحلية ووزيرًا للدفاع بالإنابة هذا الزعيم يرقد الآن بمستشفى رويال كير على اثر وعكة صحية طارئة ألمت به نسأل الله الشفاء العاجل له فالزعيم محمد داؤود لم يكن مرشحاً من قبل جناح الامام الهادي المهدي الشهيد الأعزل إنما كان الرجل قومياً وشعبياً في كل شيء تبوأ منصب الوزير ودخل الوزارة وبمعيته التواضع وحبه للجماهير وحب الجماهير له، وهو الوزير الوحيد من بين الوزراء الذي لم يكلف الدولة قرشاً واحدًاملتون ابوتيأبا الرشيد واخوانه ومهما كتب عنه فلن يفيه حقه فالزعيم داؤود قامة سياسية لها وزنها السياسي والاجتماعي في البلاد.. ويعتبر من دهاقنة السياسة وحكمائها.. نسأل الله له الشفاء العاجل بإذن الله تعالى