ثم دعوني سيدي الوالي لأخبركم عن الأشخاص الذين يشكلون مكتب رئيس مجلس الدعوة والإرشاد لتقارنه مع أي وزارة أخرى لتحصل على النسبة الحقيقية لهؤالاء الموظفين؟.. أولاً مديراً للمكتب، وسكرتير، ومدير مراسم، ومسئول متابعة، وشخصين للحاسوب وشخصين لقيادة السيارات وشخصين للضيافة وآخرون لم يعرف لهم اسم ولا رسم ..أضف إلى ذلك إيجاز عربة كامري موديل 2013 م فالرجل لم ينتظر حتى تسلمه وزارة المالية السيارة المخصصة له، فبالله عليكم هل ترك هذا الرجل بهذا الجيش الجرار شيء من ميزانية التسيير للعمل للدعوي بالولاية؟؟!! لا أظن ذلك!! ولا أدري أين ذهبت توجيهاتكم سيدي الوالي للدستوريين بمنع تشغيل موظفي الوظيفة الشخصية نهائياً بإستثناء وظيفة واحدة تنتهي باعفاء الشخص أو هلاكه، ثم أخلص بكم إلى الأمر المخجل والمضحك وهو نفير نظافة واجهة شارع مجلس الدعوة، هذا النفير الذي ما أريد به وجه الله فهو نفير مدفوع القيمة وكأن الرجل يريد أن يحفز الآخرين ليبرر تحفيز نفسه، لقد بلغ حافز هذا النفير مبلغ أثنين وستون مليون جنيه سوداني في حين أن شركة النظافة تأخذ مبلغ سته مليون شهرياً.. وبالعربي كدة نفير نظافة نصف ساعة يساوي قيمة مبلغ شركة النظافة لمدة عام كامل- أين أنت سيدي والي الخرطوم!! فالرجل يعيش على أنغام أنه مدير ووزير ووالي سابق للخرطوم فلذلك ليس بمستغرب أن يكثر من الملأ والحاشية والمراسم وتصاديق المال وركوب الفارهة (الكاميري تحديداً) منذ أن كان والياً. كل هذه الأمور أثارها مع قرار تعيينه عدداً من الأسئلة والاستفهامات عن ما يمتلكه بدرالدين طه ليلوي به ذراعنا!؟، وما الذي يحمله من أفكار ورؤى يرشد بها المؤتمر الوطني؟! وما الذي قدمه من إنجازات في جميع مواقع عمله السابقة حتى يجعل أثره نبراساً خالداً في المواقع الدستورية!؟ هل يحقق للعمل الدعوي ما فشل عن تحقيقه الاستاذ عثمان البشير الكباشي والبروفسور صلاح عوض والاستاذ بدرالدين أبو البراء؟. وبالطبع كلا !! وهل نسي عبدالرحمن الخضر كل الحملات الإعلامية والسهام التي وجهها له بدرالدين طه في حملته الانتخابية كمرشح مستقل لولاية الخرطوم؟. وبحسب معرفتي للسيد الوالي أنه نظيف المظهر والجوهر وليس لبدرالدين ما يلوي به ذراع الولاية، وقطعاً أنه نظر إلى جوانب إنسانية ومعيشية وحتى لا تذل قدمٌ بعد ثبوتها، أقصد بعد عودته للمؤتمر الوطني. وفي ظل هذه المماحقات لا أتوقع أطلاقاً تقدماً لهذا المجلس مع هذا التخبط غير المستند لقانون ولائحة، ما لم يصدر المجلس التشريعي القانون والهيكلة فإن المعضلة باقية وإن الدم سينزف بهذا القطاع الهام وسيكون محصلة هذا التغيير شكلاً لا روحاً. إن نهضة مجلس الدعوى ليست نفير نظافة وإصحاح بيئة وصيانة الحمامات.. فبناء الجوهر أعظم من بناء المظهر وصيانة المعاني أولى من صيانة المباني.. فهنالك قضايا كبرى يجب أن يكون أمر الدعوة أولوليته مخاطبة عقول الشباب في القضايا العصرية الهدامة التي أصبحت تغزو عقول الشباب. والقضية هي إنتفاح مجلس الدعوى بدلا من أغلاق أبوابه حتى الباب المؤدي للمسجد للخروج بكوادره للميادين والحدائق العامة وإقامة الندوات والمحاضرات على الهواء الطلق بدلاً عن المكاتب المغلقة والهلامية الدستورية.. فأمر الدعوة لا يحتاج إلى مثل هذا كله. القضية الكبرى تكمن في إحداث مجتمع متمسك بعقيدته ودينه من خلال خطباء المساجد.. وإقامة المحاضرات.. والندوات.. وإحياء الاسابيع الدعوية التي أطلقها الدكتور صلاح عوض في الميادين والساحات والحدائق والأحياء والحارات والقرى بعموم ولاية الخرطوم ، القضية الرئيسية هي أن يكون القائمون على مجلس الدعوى هم القدوة الحسنه بابتعادعم عن الاطماع والشبهات والنفس والهوى وأمور الدنيا وممن أثبتوا جدارة وكفاءة في هذا الميدان الذي وقفت دونه عقول فحول الرجال.