أقول نحن نتطلع في الدنيا تصحبنا آمال ورجاءات بقناعات أن شئنا إرتضينا بما نحن فيه بعض منا يرضي بما هو مقسوم ومثل هذا مشبع بأيمانيات خالصة لا تنشق ولا تذهب في محطات الأزمنة ترضي بما يجود لها بقناعات أحسبها من لُب الأيمان تخرج منهم خالصة لأنها هبة الله لخلقه الأخيار «سيماهم في وجوههم» . أطلعت بدقة متناهية ..وقراءة مسترسلة وعميقة بل بتمعن متدفق على سيرة علي بن ابي طالب كرم الله وجهة تملكني إحساس الفخر والأعزاز وإلتف حولي الأنشراح وطاف بوجداني عظمة وسماحة ديننا الحنيف..إلتمست كل حرف وأنا أقرا بعض أقوال هذا الرجل الفاضل فقد ترك ميراثاً رفيعاً من القول الماثور بقدر كبير من المعالجات الإنسانية ..فرايت أن أنقل بعضاً منها للفائدة المرجوة في مجتمع أعتصرته مشاغل الدنيا.. يقول علي كرم الله وجهة ورضي عنه: الناس نيام فأذا ماتو أنتبهوا ..الناس أشبه بزمانهم منهم بآبائهم ..قيمة كل أمري ما يحسنه من عرف نفسه فقد عرف ربه..المرء مخبوء تحت لسانه ..من عذب لسانه كثر إخوانه..بالبر يستعبد الحر..بشر مال البخيل بحادث أو وارث ..لا تنظر الى من قال وأنظر الى ما قال الجزع عند البلاء تمام المحنة..لاظفر مع البغي لاثناء مع الكبر ..لابر مع الشُح ..لاصحة مع الهم..لاشرف مع سوء الأدب .لا أجتناب لمحرم مع الحرص لا راحة مع الجسد ..لا سؤدد مع الانتقام ..لامحبة مع مع المراء ..لاصواب مع ترك المشورة..لا مرؤءة مع لكذوب..لا زيادة مع زعارة ..لا وفاء مع لملول ..لا كرم اعز من التقى..لاشرف أعلى من الاسلام لا معقل أحصن من العقل ..لاشفيع أنجح من التوبة..لا لباس أجمل من العافية ..لا دآء أعيا من الجهل ..لامرض أضنى من قلة العقل لسانك يقضيك ما عورته ..المرء عدو ما جهله..رحم الله أمرا نفسه ولم يتعد طوره..إعادة الإعتذار تذكير للذنب النصح بين الملأ تقريع..فإذا تم العقل نقص الكلام الشفيع جناح الطالب ..نفاق المؤمن ذلة..نعمة الجاهل كروضة على مزبلة..الجزع ألقب من الصبر ..المسئول حر حتى يعد ..أكبر الاعداء أخفاهم مكيده.من طلب ما لا يعنيه فاته ما يعينه..السامع للغيبة أحد المغتابين..الذل مع الطمع ..العز مع اليأس..الحرمان مع الحرص..من كثر مزاحه عليه واستخف به..عبد الشهوة أذل من عبدالرق..الحاسد يغتاظ على من لاذنب له منع الجود سوء ظن بالمعبود..كفى بالظفر شفيعاً للمذنب رب ساع فيما يضرره..لا تتكل على المنى فأنها بضائع الذوكي .اليأس حر والرجاء عبد ..ظن العاقل كهانة..من نظر أعتبر..العداوة شغل القلب إذا اكره عمى ..الأدب صورة العقل..من لانت أسافله صلبت أعاليه ..من أتى مجانة قل حياؤه وبذو لسانه..السعيد من وعظ غيره البخل جامع لمساوي العيوب..كثرة الوفاق نفاق.. كثرة الخلاف شقاق ..رب رجاء يؤدي الى الحرمان ..رب ربح يؤدي الى الخسران..رب طمع كاذب..البغي سائق الى حين..في كل جرعة شرفة..ومع كل أكلة غصه..من كثر فكره في العواقب لم يشجع..إذا حلت المقادير بطلت التدابي .إذا حل القدر بطل الحزر..الاحسان يقطع اللسان ..الشرف بالعقل والأدب بالأصل ..أكرم النسب حسن الأدب..زفقر الفقراء الحمق..أوحش وحشة العجب..أغنى الغنى العقل..الطامع في وشاق الذل ..ليس العجب ممن هلك كيف هلك إنما العجب ممن نجا كيف نجا ..إحزروا كفران النعم فما كل شارد بمردود ..زكثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع ..من أبدى صفحته للخلق هلك ..إذا أعلقتم فبادروا بالصدقة ..من لان عوده كثرت أغصانه..قلب الأحمق في فيه ولسان العاقل في قلبه ..من جرى في ميدان أهله عثر في عنان أجله ..إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر..إذا قدرت على عدوك فأجعل العفو شكر القدرة عليه. ما أضمر أحد شيئاً في قلبه الا ظهر عليه في فلتات لسانه وصفحات وجهة..البخيل يستعجل الفقر يعيش في الدنيا عيشه الفقراء .ويحاب في الاخرة حساب الاغنياء ..لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه.. وعنه أيضاً في العلم «العلم يرفع الوضيع» ..والجهل يصنع الرفيع» العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال..العلم حاكم والمال محكوم عليه«وعنه رضي الله عنه» قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك هذا ينفر الناس بتهتكة وهذا يضل الناس بتنكسة وعنه أقل الناس قيمة أقلهم علماً إذا قيمة كل أمرئ ما يحسنه،وكفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لايحسنه، ويفرح به إذا نسب اليه ،والناس عالم أو متعلم وسائرهم همج رعاع وعنه في العقل الانسان عقل وصورة فمن أخطأ العقل لزمته الصورة ولم يكن كاملاً وكان بمنزله جسد بلا روح وعنه في صفة الدنيا كأن ما هو كائن من الدنيا لم يكن وكأ ن ما هو كائن من الاخرة لم يزل..وكل ما هو آت قريب،فكم من مؤهل أمر لا يدركه..وكم جامع مال لا يأكله وداخر ما عساه أن يتركه ولعله من باطل جمعه، ومن حرام رفعه أصابة حراماً وورثه وباء منه مما يضره خسر الدنيا والأخرة وذلك هو الخسران المبين.. بهذا القدر أقف هنا ..أملاً متاملاً في وقت جديدأن أنقل المزيد من هذا القول الماثور لرجل كرم الله وجهة وأرضاه..اللهم تقبل ما سطرناه نقلاً مما جاء في حق علي بن أبي طالب ..ليكون سنداً وذخراً وأستيعاب نسأل الله القبول..