الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد :في رحلتي للجنينة عاصمة ولاية غرب دار فور بدعوة من شباب الطريقة التجانية، ومنهم الشيخ محمد الحبيب حسن، ومأمون عثمان ضيف الله رجل البر والإحسان، صاحب الأيادي البيضاء على أهل القرآن بغرب دار فور.وفي المطار استقبلني نائب الوالي أبو القاسم بركة، والشيخ حسين مدير الإرشاد، والشيخ الصادق لابد، والشيخ الطيب محمد دهب وآخرون.. وأقمتُ ست محاضرات على مدار ثلاث أيام، حضرها الآلاف. وفي اجتماعين استطعنا تكوين رابطة علماء التصوف بولاية غرب دارفور، لأن الجنينة بها أكثر من خمسين عالماً يدرسون (مختصر خليل) في الفقه المالكي وكتب الحديث والتفسير.. وبها أكثر من ألفي شخص يحفظون القرآن عن ظهر قلب، فتوافقوا على أن الشيخ الصادق محمد لابد رئيساً للرابطة، والشيخ الطيب محمد دهب أميناً عاماً، والشيخ رضوان رئيساً لهيئة العلماء، ود يعقوب محمد صالح نائباً للرئيس وعبد الله زكريا نائباً للرئيس أيضاً، والأستاذ أحمد إبراهيم أميناً للإعلام، ومحمد الحبيب حسن للطلاب وآخرون.ومن خلال المحاضرات التي أمها الآلاف وكانت في: الختان، التصوف، العقيدة، محبة وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، التعايش السلمي بين الأديان وبين المسلمين.وطرحنا رؤية الحوار، وأن السلاح يعقّد قضية دارفور ومن أجل الأيتام والأرامل ومعسكرات الأهل أهل القرآن (النازحين) ولحماية البلد من المتفلتين استجاب الآلاف بالدموع وهم (أهل الجنينة) وأغلب محليات الولاية وآخرون من تشاد طلاب علم وقرآن.وسيعقد مؤتمر- إن شاء الله- قريباً بغرب دارفور تحت شعار (دور التصوف في تعزيز أمن المجتمعات) والغرض من ذلك الانتصار والانحياز لأهل دارفور أهل القرآن بوضع السلاح والجلوس للحوار والتنمية والدعوة وإصلاح البلد.والمدهش أن بالمدينة مائتي وخمسين خلوة قرآن، كل خلوة منفصلة مستقلة، قوامها خمسون إلى خمسمائة طالب، بجهد ذاتي، وبها أكثر من ألف حافظ للقرآن يمشون على أرضها. فالتحية لأحمد آدم، ولكل العلماء الشيوخ والتحية لأهل القرآن والملاحظ أن صحيفة آخر لحظة نفدت لأن الآلاف عرفوا أنني أكتب فيها، وطالبوني إبلاغ أهل الصحيفة بزيادة النسخ لغرب دار فور. خادم العلم الشريف بالسودان