الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى. في رحلة الأسبوع الفائت للجنينة عاصمة غرب دار فور بدعوة من شباب الطريقة التجانية ومنهم مأمون عثمان ضيف الله ومحمد الحبيب حسن وآخرون، وقد شهدت بعيني أكثر من مائتي خلوة للقرآن العظيم وأكثر من ألفي حافظ لكتاب الله عن ظهر قلب، أقول من بركات هذه المدينة أذكر أشياء وقبل ذلك فالبركة في المكان ثابتة بالقرآن والسنة قال تعالى:(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) فأثبت البركة للمحل، وفي حديث شداد بن أوس صلى النبي صلى الله عليه وسلم ببيت لحم لأنه مكان ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، وفي الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يستقوا من البئر التي كانت تردها ناقة سيدنا صالح عليه السلام لالتماس البركة. وفي الحديث (تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا) وأرض مكة الصلاة فيها بمائة ألف صلاة لأنها مدفن الأنبياء، وأرض المدينة بركتها لذات النبي صلى الله عليه وسلم فالذوات الفاضلة أماكنهم فيها بركة كقميص سيدنا يوسف عليه السلام الذي أرسله لأبيه فارتد بصيرا، وآثار الصالحين التبرك بها جائز اتفاقاً كما قال تعالى:( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) وهذه البقية عصا ونعال وألواح وطست كانوا يحملونها فينتصرون في المعارك، راجع ابن كثير والطبري لهذه الآية. وقد حدثني المشايخ منهم عبد القادر بدوي مدير الحج والعمرة بالولاية وشيوخ الخلاوي هناك كالعلامة د/ يعقوب محمد صالح أن مشكلة (أم دخن) كانت بين قبيلتين ومات فيها المئات والمئات، فعندئذ خلاوي الولاية والجنينة خصوصاً ختموا مليون ختمة للقرآن العظيم (000/1000) ثم ذهب وفد من المشايخ فيهم القوني زكريا، وعقدوا اجتماعاً ضم الطرفين وتحدثوا كلام الإيمان قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم وحرمة الدماء والآخرة ......الخ، فعندئذ بكى القوم وتصالحوا وتصافوا وتحابوا وعادت الأمور لمجراها. إذاً هذا درس عملي أن مشكلة دار فور لا تحل عبر السلاح بل عبر العلماء والدعاة والحوار والميزانيات التي تصرف للحرب ينبغي تسخيرها للدعوة، والغريب أن الشيخ حسين مدير الإرشاد بالولاية لا يملك سيارة ليتجول بها وهو مسؤول الدعوة الأول بالولاية ومع ذلك يطوف كل الولاية بكل جد واجتهاد، فيا حكومة المركز ويا حكومة غرب دار فور أنصفوا عمل الدعوة بغرب دار فور وفعلوا دور الدعاة والعلماء. لله وفي الله ومن أجل لقاء الله.