عندما كنا في الجامعة وجدنا عدداً من النكات المتداولة منذ سنين، والتي تسكن في المكان لأنها قديمة جداً، وقد حملت بعضها للحياة العامة واقوم في بعض الأحيان بالقياس عليها، ولعل أحدها لم يفارق خيالي، وظل يقفز لذاكرتي منذ إعلان رئيس الجمهورية مبادرته للحوار، والتي التفت حولها غالبية الأحزاب السياسية إلا الحزب الشيوعي، وبعض التقدميين تمسكوا بموقفهم وقرروا عدم الانخراط في عجله انقاذ البلاد من الهاوية التي يمكن أن تقع فيها، ويبدو أنه لا يمكن العيش بدون معارضة، فهو لم ينجح عندما جرب الحكم ولم يستطع الحصول على مقاعد في الانتخابات، وذلك ربما يجعل صوته منخفضاً إذا اكتملت حلقات الحوار وهذا نفس السبب الذي يجعل بعض القوى الأخرى تتراجع وتبحث عن طريق تصل به للشعب، ناسية أو متناسية أن الشعب ملَّ الصراعات الحزبية، والموت سمبلا، والتشرد والنزوح، والفقر والمرض، وحمل السلاح، وتدويل القضايا وذهاب البلاد لطريق اللا عودة.. فلماذا لا نقبل بأقصر الطرق وأسهلها وأكثرها أماناً بدلاً من خارطة الطريق العالمية التي لا نشهد لها بالنجاح، وقد أكدت التقارير أن غالبية من قاموا بها ندموا.. نعم ندموا لدرجة فقدوا الأمان.. الأمان الذي بدونه تصعب الحياةبل تنتفي.. ونحن وبكمية السلاح المملوك للأفراد والجماعات.. المهم النكتة قفزت الى ذهني أثناء قراءتي للحوار الذي أجرته الزميلة الرائعة فاطمة غزالي بصحيفة الجريدة مع المحامي الشيوعي الصلب كمال الجزولي، والذي كان يرفض الحوار الجاري بصورة قوية، بل إنه تمنى لو صمد حزبه على موقفه الرافض للحوار، وقد كان يصف مواقف المؤتمر الوطني الأخيرة بأنها نتيجة ضغوطات من داخل الإسلاميين، واتهم الأحزاب التي وافقت على الحوار بأنها صاحبة أجندات.. والسؤال المهم لماذا لا يكون الدافع الوطني ومتطلبات المرحلة والتغيرات الاقليمية والعالمية هي الدافع السياسي لأن التعنت والتصلب يمكن أن يصومل السودان صاحب التجارب السياسية والذي استطاع أن ينال استقلاله بكل ذكاء وأقصى الطغاة بأقل الخسائر.. فلماذا لا يقبل الشيوعي والأحزاب الرافضة للحوار بإنقاذ البلاد لماذا.. هل رغبة في المعارضة أم عدم إعطاء شرف الدعوة للحوار للمؤتمر الوطني!!... أظن أنني أطلت عليكم ولم اكتب النكتة بعد وهي تقول: «إن شيوعي كان يصطاد في عرض البحر و مع العاصفة لم يستطع السيطرة على المركب، فانقلبت به في الماء، وبعد فترة جرفته الأمواج لجزيرة، ولما أفاق بعد أن فرغ الماء من جوفه، وجد مجموعة من الناس حوله فسألهم عن مكانه وقالوا له أنه في جزيرة كذا، فقال لهم فيها حكومة فقالوا نعم.. قال أنا ضدها..