ميدان الرابطة شمبات سجل إسمه في ذاكرة السياسة السودانية بعد أن أصبح ميدان الخطب السياسية واللقاءات الجماهيرية للأحزاب السودانية، وهو ذات الميدان الذي خرجت إليه الجماهير في احتجاجات سبتمبر الماضية والآن بات الميدان ملعباً للحوار الوطني الجامع الذي قررت الحكومة أن يكون هو الطريق للوفاق الوطني وطي صفحة التجاذبات، فجاء القرار بإتاحة الحريات وإقامة الندوات السياسية للأحزاب والتي ابتدرها حزب حركة الإصلاح الآن الأسبوع الماضي بذات الميدان، وتلاه حزب المؤتمر السوداني في ليلة الجمعة بندوة سياسية حاشدة أطلق فيها كل الهواء الساخن وطرح رؤيته تجاه الحوار والوفاق الوطني ليبدو المشهد السياسي السوداني في قمة حراكه بينما ينتظر المواطن مخرجات هذا الحراك. يبدو الحشد الجماهيري كبيراً سواء بحضور المواطنين للاستماع لما يقوله السياسيون أو حضور عضوية الأحزاب التي تنفست هواء الحرية لتبدأ في تمرين حقيقي سياسي استعداداً للمرحلة القادمة، والشاهد أن كل هذا يبدو واضحاً من درجة الاستعداد والتنظيم للندوة السياسية، ففي حين اصطف شباب المؤتمر السودانى لاستقبال الضيوف، كانت صور تاريخ الحزب تزين جدار خيمة الندوة كمعرض تعريفي بنشاط الحزب، بينما برزت لافتة الندوة السياسية والتي حملت عنوان «السودان قضايا الحرب والسلام والتنمية»، بجانب أسماء المتحدثين وعلى رأسهم رئيس الحزب إبراهيم الشيخ ورئيس قوى تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى والقيادية بالحزب الجمهوري تحت التأسيس الأستاذة أسماء محمود محمد طه والمهندس خالد يوسف عضو الحزب الشاب وفي المقابل كان أبرز الحضور من السياسيين ممثلين في القيادي بحزب البعث العربي ورئيس اللجنة السياسية بقوى المعارضة محمد ضياء الدين، بجانب أحمد الطيّب من فصائل الحزب الديمقراطي وممثلين للحزبين الناصري والشيوعي، بينما علت الهتافات من قبل شباب الحزب «الحرية لنا ولسوانا والحرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب» في حماسة كبيرة تابعها المتحدثون فيما أشبه بعملية إخراج الهواء الساخن في فضاءات الكلام السياسي الذي انطلقت فيه الآراء الحرة ليكون السودان في مرحلة مهمة جديدة لحوار طويل يتمنى فيه الجميع الوصول إلى غاياته في حلحلة قضايا الحرب والسلام والتنمية كما جاء عنوان الندوة. من على المنصة التي تزينت أيضاً بصور الجنوبي الراحل جون قرنق وكذلك محمود محمد طه وعدد من السياسيين السودانيين الراحلين في إشارة تاريخية من منظم الندوة إلى أنه لن ينسى أولئك، وهكذا ابتدرت الندوة حيث أجمع فيها المتحدثون على أهمية الحوار ولكنهم أيضاً أوضحوا أنه لم يأتِ كهبة أو «عطية مزين» من الحكومة، بل نتيجة تضحيات ونضالات للشعب السوداني، وطالبوا بمزيد من الحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وأكدوا على تواصل الندوات السياسية المتتالية في إطار التوعية والتثقيف والتعريف بقضايا الحرب والسلام والتنمية بحسب كلمات كل من ممثل الشباب المهندس خالد يوسف وكذلك رئيس قوى التحالف فاروق أبوعيسى والذي انفعل في كلمته حتى دخل في حالة إعياء مفاجئة نقل على إثرها للمستشفى، ومن هناك طمأن الحاضرين بتجاوزه لأزمته. ويتواصل الحديث السياسي حيث جاءت كلمة رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ ضافية وطويلة وشاملة وقارئة لكل الأحداث التي جرت في السودان، مفصلاً فيها أس القضايا السياسية والاجتماعية، كاشفاً أسباب الفساد وبالأرقام، داعياً لمعالجة المشكلات بشجاعة، موضحاً أن هذه الندوات حق للمواطنين واستحقاق للرأي، مشيراً إلى ضرورة إطلاق الحريات كافة وأنهم في الحزب ملتزمون بالقانون وبالمعارضة السلمية تجاه النظام، مرحباً بالحوار كطريق واضح لحل مشاكل وقضايا السودان، مترحماً على كل شهداء السودان ابتداءً من ميدان الرابطة الذي شهد سقوط بعضهم بالرصاص، مطالباً بالقصاص ممن اغتالوهم إحقاقاً للحق وانتصاراً للعدل، ووعد الشيخ بمواصلة الندوات السياسية في مناطق الكلاكلة وأم درمان وبري، مشيرين إلى أنه سيكون تمريناً طويلاً واستعداداً جاداً من الأحزاب لقول كلمتها للجماهير من أجل الوصول إلى سلام دائم، حيث أشار إلى أن الحرب ليست الحل، مبيناً أن الحل يكمن في تسوية سياسية تاريخية والتوافق حول مشروع وطني جديد يخاصم قيم الاستعلاء والإقصاء والتهميش ويعترف بالتعدد ويضمن تعايش مكونات المجتمع وإدارة تنوعه من خلال حوكمة راشدة تجعل المواطنة أساساً للحقوق والواجبات وتكفل الحرية وتحقق العدالة والتنمية المتوازنة والسلام المستدام بحسب قوله. على كلٍ يبدو للناظر أن المشهد السياسي في إطار الحوار الوطني سيشهد حراكاً متزايداً في كل أطرافه، ومنافسة سياسية حامية في المبادرات السياسية للوصول إلى صيغة جامعة تخرج بالسودان من نفق الاختلاف إلى ساحة الوفاق، فهل يتحقق كل هذا عبر الحوار العميق؟ ميدان الرابطة شمبات سجل إسمه في ذاكرة السياسة السودانية بعد أن أصبح ميدان الخطب السياسية واللقاءات الجماهيرية للأحزاب السودانية، وهو ذات الميدان الذي خرجت إليه الجماهير في احتجاجات سبتمبر الماضية والآن بات الميدان ملعباً للحوار الوطني الجامع الذي قررت الحكومة أن يكون هو الطريق للوفاق الوطني وطي صفحة التجاذبات، فجاء القرار بإتاحة الحريات وإقامة الندوات السياسية للأحزاب والتي ابتدرها حزب حركة الإصلاح الآن الأسبوع الماضي بذات الميدان، وتلاه حزب المؤتمر السوداني في ليلة الجمعة بندوة سياسية حاشدة أطلق فيها كل الهواء الساخن وطرح رؤيته تجاه الحوار والوفاق الوطني ليبدو المشهد السياسي السوداني في قمة حراكه بينما ينتظر المواطن مخرجات هذا الحراك. يبدو الحشد الجماهيري كبيراً سواء بحضور المواطنين للاستماع لما يقوله السياسيون أو حضور عضوية الأحزاب التي تنفست هواء الحرية لتبدأ في تمرين حقيقي سياسي استعداداً للمرحلة القادمة، والشاهد أن كل هذا يبدو واضحاً من درجة الاستعداد والتنظيم للندوة السياسية، ففي حين اصطف شباب المؤتمر السودانى لاستقبال الضيوف، كانت صور تاريخ الحزب تزين جدار خيمة الندوة كمعرض تعريفي بنشاط الحزب، بينما برزت لافتة الندوة السياسية والتي حملت عنوان «السودان قضايا الحرب والسلام والتنمية»، بجانب أسماء المتحدثين وعلى رأسهم رئيس الحزب إبراهيم الشيخ ورئيس قوى تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى والقيادية بالحزب الجمهوري تحت التأسيس الأستاذة أسماء محمود محمد طه والمهندس خالد يوسف عضو الحزب الشاب وفي المقابل كان أبرز الحضور من السياسيين ممثلين في القيادي بحزب البعث العربي ورئيس اللجنة السياسية بقوى المعارضة محمد ضياء الدين، بجانب أحمد الطيّب من فصائل الحزب الديمقراطي وممثلين للحزبين الناصري والشيوعي، بينما علت الهتافات من قبل شباب الحزب «الحرية لنا ولسوانا والحرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب» في حماسة كبيرة تابعها المتحدثون فيما أشبه بعملية إخراج الهواء الساخن في فضاءات الكلام السياسي الذي انطلقت فيه الآراء الحرة ليكون السودان في مرحلة مهمة جديدة لحوار طويل يتمنى فيه الجميع الوصول إلى غاياته في حلحلة قضايا الحرب والسلام والتنمية كما جاء عنوان الندوة. من على المنصة التي تزينت أيضاً بصور الجنوبي الراحل جون قرنق وكذلك محمود محمد طه وعدد من السياسيين السودانيين الراحلين في إشارة تاريخية من منظم الندوة إلى أنه لن ينسى أولئك، وهكذا ابتدرت الندوة حيث أجمع فيها المتحدثون على أهمية الحوار ولكنهم أيضاً أوضحوا أنه لم يأتِ كهبة أو «عطية مزين» من الحكومة، بل نتيجة تضحيات ونضالات للشعب السوداني، وطالبوا بمزيد من الحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وأكدوا على تواصل الندوات السياسية المتتالية في إطار التوعية والتثقيف والتعريف بقضايا الحرب والسلام والتنمية بحسب كلمات كل من ممثل الشباب المهندس خالد يوسف وكذلك رئيس قوى التحالف فاروق أبوعيسى والذي انفعل في كلمته حتى دخل في حالة إعياء مفاجئة نقل على إثرها للمستشفى، ومن هناك طمأن الحاضرين بتجاوزه لأزمته. ويتواصل الحديث السياسي حيث جاءت كلمة رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ ضافية وطويلة وشاملة وقارئة لكل الأحداث التي جرت في السودان، مفصلاً فيها أس القضايا السياسية والاجتماعية، كاشفاً أسباب الفساد وبالأرقام، داعياً لمعالجة المشكلات بشجاعة، موضحاً أن هذه الندوات حق للمواطنين واستحقاق للرأي، مشيراً إلى ضرورة إطلاق الحريات كافة وأنهم في الحزب ملتزمون بالقانون وبالمعارضة السلمية تجاه النظام، مرحباً بالحوار كطريق واضح لحل مشاكل وقضايا السودان، مترحماً على كل شهداء السودان ابتداءً من ميدان الرابطة الذي شهد سقوط بعضهم بالرصاص، مطالباً بالقصاص ممن اغتالوهم إحقاقاً للحق وانتصاراً للعدل، ووعد الشيخ بمواصلة الندوات السياسية في مناطق الكلاكلة وأم درمان وبري، مشيرين إلى أنه سيكون تمريناً طويلاً واستعداداً جاداً من الأحزاب لقول كلمتها للجماهير من أجل الوصول إلى سلام دائم، حيث أشار إلى أن الحرب ليست الحل، مبيناً أن الحل يكمن في تسوية سياسية تاريخية والتوافق حول مشروع وطني جديد يخاصم قيم الاستعلاء والإقصاء والتهميش ويعترف بالتعدد ويضمن تعايش مكونات المجتمع وإدارة تنوعه من خلال حوكمة راشدة تجعل المواطنة أساساً للحقوق والواجبات وتكفل الحرية وتحقق العدالة والتنمية المتوازنة والسلام المستدام بحسب قوله. على كلٍ يبدو للناظر أن المشهد السياسي في إطار الحوار الوطني سيشهد حراكاً متزايداً في كل أطرافه، ومنافسة سياسية حامية في المبادرات السياسية للوصول إلى صيغة جامعة تخرج بالسودان من نفق الاختلاف إلى ساحة الوفاق، فهل يتحقق كل هذا عبر الحوار العميق؟