ما بين فيروس كورونا وكرونة السيارة فرق شاسع ، والسؤال الذي يفرض حضوره في هذه الأيام الرمادية ما ذا أعدت صاحبتنا اللدودة وزارة الصحة الإتحادية لإستقبال أي حالات لكورونا لأن الفيروس منتشر في اصقاع كثيرة من العالم وأن عمليات السفر والترحال كفيلة بنقله من بلد لآخر ، هذا السؤال طبعا سوف يجهجة أصحابنا في الوزارة وأقطع لساني لو أنهم يفكرون في هكذا فيروس قاتل خاصة وأن إمكانيات الوزارة، مش ولا بد وأن رعاية حالات الكورونا تحتاج إلى مواقع مخصصة حتى يتم إحتواء هكذا فيروس ، عموما ربنا يكضب الشينة وأن تبتعد كورونا عن فضاءات السودان لأنه أصلا مش ناقص جراح ولا قلاقل ، لكن الامنيات شيء والواقع شيء آخر ، والخوف كل الخوف أن نجد أنفسنا محاصرين بالمرض، وعندها اتصور أن وزارة الصحة ذات نفسها بكل كوادرها سوف تدخل إلى غرفة الإنعاش، لا سيما وأنه لم يتم إكتشاف أي مصل ولا علاج لإحتواء هذا الفيروس ، إذن نحن امام تحدي كبير وماراثون يقطع النفس، وبدلا من التراشق بالكلمات بين الساسة وأطياف المعارضه والذي منه ماذا لو تم تفعيل الجهود من أجل القبض على الفيروس قبل أن يطأ أرض السودان، وأتصور أن المتحاربين على الكراسي الدوارة يا جماعة الخير هم من وجهة نظري بمثابة كورونا من العيار الثقيل فهم أصحاب القرار وأصحاب السلطة والصولجان وان افعالهم المقيته هي التي تتسبب في إصابة السودانيين بمتلازمة المرض والفقر والبطالة وسوء الإدارة والفساد إلى جانب قائمة طويلة من المنغصات السودانية الصميمة، ومن الآن فصاعدا أدعو صادقا يا جماعة الخير إلى إيجاد وسيلة لمنع دخول الفيروس إلى السودان لأنه كما ذكرت مسبقا فإن الفيروس إذا حل ضيفا ثقيلا علينا فعلى الدنيا السلام لأن منظومتنا الصحية أصلا غير قادرة على علاج نفسها فكيف إذ دهمنا فيروس وافد إستعصى على العالم أجمع ، وفي المقابل أدعو من كل قلبي أن يتم علاج نهم أصحابنا في السلطة والمعارضة من التكالب على الإمساك بمقاليد الحكم، فمن لديه طريقة أو وسيلة ناجعه عليه الإعلان عنها فورا حتى لا تتم محاصرة المواطن الغلبان بفيروس كورونا وبفيروس الساسة المتعطشون للسلطة والهبر من تحت الطاولة ومن فوق الطاولة ، المهم ربما يخرج أحدكم من خلف الصفوف ويقول إننا في السابق نجونا من انفلونزا الطيور ومن نظيرتها انفلونزا الخنازير ، لكن صدقوني أن كورونا غير، على فكرة ادعوا معي أن يتبدد فيروس كورونا في الجو قبل أن يحط ركابه في السودان وبعدها يكون الضحك شرطنا .