في المؤتمر الصحفي الشهير للجنة التحقيق في تجاوزات موظفين بمكتب والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر الذي عقد في أواخر أبريل الماضي، طالب المستشار الإعلامي للوالي الأستاذ عبد الرحمن رضوان في مداخلته بالكشف عن أسماء المتورطين واتفق معه أحد الزملاء الذي ألح هو أيضاً في مطلبه إلا أن مطلبيهما اصطدما برفض قاطع من نائب رئيس اللجنة مولانا ياسر أحمد محمد، ومن الواضح جداً أن رغبة رضوان كانت عن عمد، إذ يعد هو أيضاً أحد المنتسبين لمكتب الوالي.. منذ المؤتمر المذكور دار بخلدي سؤال عن الكيفية التي يدار بها المكتب والذي بات أشهر من مكتب أي مسؤول آخر. الحديث الكثيف عن «مكتب الخضر» جعل الأنباء تتضارب حول عدد المنتسبين إليه ومهامهم ، مثلما تضاربت الأنباء حول المبالغ المالية التي أثيرت حولها القضية قبل أن تقول اللجنة كلمتها، ونحن في حالة تقص حول المكتب كان من الضرورة بمكان أن نبدأ من الأشخاص المتهمين - وإن شئنا الدقة - الذين طالهم القانون وثبت عليهم الاتهام وأخذ الأموال بالباطل وهما اثنان «ع» و«غ» وقد علمت آخر لحظة أن التحقيق من قبل الأجهزة الأمنية فيما يلي القضية مثار النقاش طال أربعة فقط د. عبد الرحمن الخضر ومدير مكتبه - المدير التنفيذي عبد الله شريف خليفة والمشهور ب «خليفة» و«ع» و«غ»، بينما بقية الذين تم التحقيق معهم وتجاوز عددهم المائة وعشرين جلهم سماسرة في السوق وتجار عملة وموظفون بمصلحة الأراضي بعد أن ثبت تعامل المتهمين في السوق في مجال العملة وبيع وشراء السيارات. - من المتعارف عليه أن القانون يعطي الوالي وأي مسؤول الحق في الاستعانة بمعاونين له بمكتبه بخلاف الموجودين «مدير مكتب، سكرتير وسائق». وبالفعل أحضر الوالي مدير مكتبه خليفة الذي عمل بوزارة المالية بالولاية الشمالية، ويذكر أن الخضر كان وزيراً بحكومة الشمالية كما عمل خليفة بصندوق دعم الولايات الاتحادي. وسكرتيره عز الدين الذي كان مديراً لمكتب أمين عام ديوان الزكاة السابق د. الفادني، ويقال إن وزير التنمية الاجتماعية السابق بحكومة الخرطوم د. عثمان الكباشي هو من رشحه للوالي، ويعاونه شاب يدعى مجاهد وهما يقومان بالتبليغ للاجتماعات وترتيب مقابلات واجتماعات الوالي. - لكن «ع» الذي كان قريباً من الوالي بحكم وجوده في الدائرة المحيطة به تم ترشيحه للخضر والغالب أن المسألة تمت بواسطة شباب المؤتمر الوطني لجهة أن «ع» الذي كان يملك مركزاً إعلامياً في إحدى الولايات، وجاء للخرطوم كان يعمل في أمانة الشباب إبان عهد معتمد أمبدة الحالي عبد اللطيف فضيلي، كما تردد أن «ع» عمل أيضاً في وزارة الصحة. كانت مهمة «ع» تولي مسائل إدارية في المكتب الذي التحق به في العام 2009 وتحديداً كان عمله إعداد التقارير وصياغة الخطابات، إذ يقال إنه كان يمتلك مهارات عالية في هذا المجال، ويذكر أن لجنة التحقيق في المؤتمر الصحفي قالت إن المتهمين أديا جريمتهما بذكاء شديد ومهارة فائقة. - أما «غ» وهو ضابط بالشرطة كان يعمل بالوحدة الأمنية بوزارة المالية بالولاية وتم نقله إلى أمانة الحكومة والتي بها وحدة أمنية، فتم إلحاقه بمكتب الوالي وأسندت له مهمة متابعة قرارات الوالي فيما يلي الأراضي لجهة أهمية هذا الملف المعقد فيما يلي قضايا النزع والتسويات والاستبدال، حيث كان حلقة الوصل بين أمانة الحكومة ومصلحة الأراضي ومن هنا بات على علم بكل تفاصيل الأراضي، ولذلك كان من اليسير جداً تمكنه من أراضٍ وهو ما كشفت عنه لجنة التحقيق المكونة بواسطة وزارة العدل. انفجار الملف جاء في أعقاب ظهور علامات ثراء على «ع» و«غ» كما علمت آخر لحظة أنهما طارا عدة مرات للمملكة السعودية مما جعل الجهات الأمنية تخطر الوالي الذي طالب بإحالة المسألة للقضاء ليقول كلمته. - أيضاً من العاملين مع الوالي مجاهد تاج السر «يطلق عليه السكرتير السياسي»، وهو المسؤول عن الشؤون الحزبية، إذ أن بعض الخطابات والمسائل التنظيمية ترد لمكتب الوالي وهي خاصة بحزبه ومهمة مجاهد هو فصل شؤون الحكومة من التنظيم حتى لا يحدث خلط، ومن خلال تتبع مهام مجاهد تلاحظ أنها محصورة إلى حد كبير ويتحرك بشكل أوسع في المؤتمر الوطني وليس أمانة الحكومة. }}