تحتفل شرطة المرور في هذه الأيام باسبوع المرور العربي، وبما أن شرطة المرور تعتبر هذا الاسبوع أحد اعيادها فهي ترتب له بشكل مختلف، ولعل في الاختلاف تميز، ولكن هذا التميز قد لا يكون في الصالح ففي اسبوع العيد توقف الحملات والإيصالات والتسويات ليعيش الجميع في فوضى عارمة وكل من يعشق ارتكاب الأخطاء والتجاوزات يجد في هذا الاسبوع ضالته، فهو لا يخشى الايصالات.. وبالمناسبة نحن لنا رأي أصلاً في موضوع التسويات المرورية لأنها لا تروع.. فالعقوبة اذا لم تكن رادعة لن يخشاها الناس، ومعروف أن الأخطاء المرورية تؤدي إلى الموت أو الخراب أو الدمار، ولعل المشكلة التي عقدت القضية اكثر هي شركات التأمين التي تأمن من يقوم بالخطأ من دفع أي تكاليف، لذا نجد أن المشكلة جايطة وتحتاج لترتيب فالتسويات هذه تشبه «التحلل».. نعم التحلل الذي أخرج موظفي مكتب الوالي من القضية زي الشعرة من العجين، فهو يترك من يرتكب المخالفة يذهب بعد أن يدفع المبلغ المقرر للتسوية.. أي والله يذهب بمخالفته ولا يعاقب في ذلك اليوم مرة أخرى..! في ذلك اليوم فقط عليه أن يخرج الايصال.. فاذا كنا نحن «ننقنق» في التسوية، فكيف يترك الطريق بدون عقوبات أيام اسبوع المرور..؟ وأنا اكتب ذلك بعد أن علمت أن هناك أناس كثر يخشون من العقوبات والتسويات يجدون الفرصة في اسبوع المرور ويخرجون «نفائس» سياراتهم غير المرخصة أو التي تعاني من مشاكل تمنعها من السير أو حتى هناك من يقودون بدون رخصة أو يقودون باستهتار أو بسرعة زائدة أو بدون حزام.. أو.. أو.. أو.. ونحن نرى العيد والاحتفال لا يمنع التعامل بحزم وحسم أو معاقبة المخالفين، بل هو يعطي معنى آخر للاحتفال، فقد يخيل للانسان ان شرطة المرور ليس لديها قناعة بعقاب من يخطيء..! أو لها رأي في التسويات المرورية!! ولا اعتقد أن الأعياد «مناسبة».. لتحليل الخطأ فأعياد المسلمين لا تحلل فيها المحرمات ولا المكروهات فالاحتفال احتفال والعيد عيد والخطأ خطأ.. وظني أن تخفيض قيمة الترخيص وتسهيل الاجراءات ونشر الثقافة المرورية، يمكن أن يعبر عن الاحتفال أكثر من التهاون في الخطأ.