بداية هناك حقيقة لابد أن نعترف بها فالآن لا وجود في الساحة السياسية للحزب الاتحادي الديمقراطي بالمستوى المطلوب والذي يشبه حزب الحركة الوطنية والذي حقق استقلال السودان وقد نسمع بطنين بعض من استغلوا اسم هذا الحزب لأجل تحقيق مصالح خاصة.. وإذا أعترفنا بهذا الحال البائس فهل نرضى ونقبل الاستمرار فيه أم يجب أن نتحرك وننطلق لاستعادة تاريخنا الذي يحسبه البعض قد أفل وأصبح نسياً منسياً.. ونقول لا وألف لا فالحزب الاتحادي الديمقراطي هو الجماهير وليس مسميات لقيادات قد تنصلوا وباعوا مبادئهم من أجل الحصول على مصالحهم.. ونقول بكل الثقة ومهما حدث فإن الجماهير الاتحادية متمسكة بمباديء الحزب الاتحادي الديمقراطي لم تتغير ولم تتبدل رغم تكرار الحكومات العسكرية والشمولية والتي وقفت حائلاً دون عقد مؤتمراته ولتجديد قياداته ولكن جماهيره الأصيلة ظلت على العهد... والآن ورغم ما يحيط بالحزب من معوقات فإن الجماهير صامدة وقابضة على الجمر، تنتظر نور الحرية والديمقراطية.. وإني أرى وأشهد بوضوح بأن نظام الحزب الواحد ما عاد مقبولاً عند أهل السودان.. ولابد من عودة التعددية السياسية.. والتي قد أصبحت قريبة.. ومن علامات هذا فإن الأحزاب التي كانت متنازعة وبينها خصام ما كنا نتوقع أن تصل إلى تصالح..! وكمثال لذلك فقد أصبح هناك تقارب سيؤدي إلى وحدة بين المؤتمر الوطني والشعبي لأن قراءتهم لما حولهم توصلوا بها إلى أن حكم الإسلاميين قد فشل في عالمنا العربي.. وما عاد مقبولاً وما حدث في الشقيقة مصر خير دليل.. ونظرة منهم للواقع تدفعهم للتلاقي وهذا سوف يحدث قريباً.. كما سيحدث هذا في حزب الأمة فقد طالعت في الصحف بياناً أصدره السيد مبارك الفاضل يدعو فيه السيد الصادق إلى ضرورة وحدة الأمة.. وإذا كان هذا هو الموقف فأين نحن في الحزب الاتحادي ا لديمقراطي وقد تقسمنا إلى عدة فصائل ومسميات وكلها تحمل اسم الحزب الاتحادي .. وقد كنا في يوم من الأيام حزباً واحداً حكم السودان بحكومة منفردة دون مشاركة من أحد لأننا حققنا الأغلبية في البرلمان فلماذا لا نعود اليوم كما كنا بتلك الوحدة.. ولماذا لا نعمل على إبعاد كل العباءات النفعية والتي تتصدر لهذه الفصائل الاتحادية.. ولماذا لا نعمل على أبعاد من عملوا على تشويه صورة الحزب ا لاتحادي بوضع أيديهم في أيادي الحكم الشمولي والعسكري ورفضوا مغادرة كراس الحكم رغم صيحات الجماهير الرافضة للمشاركة.. إننا نريد أن يعود الحزب الاتحادي الديمقراطي لذلك الماضي التليد لأن الوطن وفي الأيام المقبلة أصبح في حاجة اليه.. وعندما تحين هذه الحاجة نريده أن يقابلها بكل قوة وليس بحالة الضعف التي نشهدها.. ولن يستعيد الحزب الاتحادي الديمقراطي قوته، ولن يستيعد مكانته إلا إذا توحدت صفوفه وعاد مثل عودته في عام 1979م حينما توحدت الأحزاب الاتحادية في حزب واحد هو الحزب الاتحادي الديمقراطي .. ونقول والحمدلله وللحزب الاتحادي الديمقراطي كوادر شبابية تملأ الساحة وفي كل الاتجاهات في الجامعات والمعاهد وهناك خبرات وكفاءات في كل المجالات يذخر بها الحزب وستؤهله.. ولا نريد أن يصيبنا الإحباط من محاولة الأعداء بالتقليل من مقدرات هذا الحزب بالحديث عن عدم انعقاد مؤتمرات الحزب لتجديد القيادات... ونقول لهم بإن حزباً في حجم الاتحادي الديمقراطي وبما فيه من جماهير فهو قادر وفي أي لحظة عندما تهب رياح الحرية والديمقراطية قادر بأن يأتي بقيادته الجديدة بدون خلاف.. لأننا والحمدلله لنا من الرجال الأكفاء وهم على مقدرة من القيام بواجباتهم فوراً ودون تأخير.. فقط فنحن الآن نطالب بالوحدة العاجلة ونريد أن نقف بحزم ضد كل من يحاول عرقلة مسيرة هذا الحزب.. لأننا نعلم بوجود من زرعوا في صفوف الاتحاديين العراقيل والوقوف ضد كل مساعي تدعو للوحدة.. وهؤلاء هم العملاء لجماعة فرق تسد ونحن نعلمهم ونرصد أصرارهم على الوقوف ضد الوحدة.. ونقول بإن حديثاً عن الوحدة العاجلة التي نريدها.. أسبابها بأن رحيل النظام الحالي أصبح مسألة وقت لأن حزب المؤتمر الوطني ومهما حاول أن يتمسك بالسلطة فهو لن يستطيع البقاء أكثر من ذلك.. وحتى لو قامت الانتخابات وهو في السلطة فهو قطعاً سيفوز أيضاً.. وهذا ربما يكون وارد لأننا قد سمعنا وعلى لسان البروف غندور بأنهم لن يوافقوا على أي حكومة إنتقالية أو قومية.. وقال إن من يريد الحكم فليدخل الانتخابات وهذا يعني عودتهم دون أن يكون لهم منافس.. ولا ندري ما معنى الحديث عن الحوار طالما إنهم على اصرار في البقاء على كراسي الحكم.. ونعتقد بأن أي حزب يحترم نفسه لا يقبل أن يدخل انتخابات مع هؤلاء إلا بعد مغادرتهم لكراسي الحكم.. إلا أننا نتوقع هناك من يريدون المشاركة من يدعون بأنهم أحزاب وهؤلاء يمكنهم أن يقوموا بهذا الدور الهزيل.. ومن هذا الموقع فإني أناشد سيدي وشيخي مولانا محمد عثمان الميرغني.. وأقول له بإني أريدك أن تبارك مسعى وحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي وحدة كاملة لكل فصائله ومسمياته ليعود إلى ما بعد عام 1967م تحت رعاية مولانا السيد علي الميرغني ورئاسة الزعيم إسماعيل ا لأزهري رحمهما الله مع عهدنا وتأييدنا للسادة المراغنة لأننا نحبهم ونجلهم لأن حبهم فرض علينا لأنهم من آل البيت.. وأننا نريد أن تعود رئاسة هذا الحزب للسادة المراغنة وأنت والحمدلله لك أنجال يملأون عين كل حاسد وهم من يكون أحدهم رئيساً للحزب الاتحادي الديمقراطي بإذن الله تعالى.. وأن هذا لن يكون توريثاً منك لهم بل سيكون من خلال انتخابات حزب وديمقراطية عبر المؤتمر العام.. وإني على ثقة بفوز من يترشح للقيادات من السادة المراغنة لأنني أعلم بقوة ا لقاعدة الجماهيرية في الطريقة الختمية داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي.. كما أني أعلم هناك من أهل الطرق الصوفية في الحزب الاتحادي الديمقراطي وهم يحبون السادة المراغنة... وأقول لك سيدي وشيخي كفاك نضالاً وكفاك تضحيات كثيرة قد قدمتها من أجل هذا الوطن.. ونريدك وبعد عمرك الطويل بإذن الله أن تعطينا له رعاية وعناية وهداية من أجل هذه الوطن.. كما أسأل من الله لك الصحة والعافية.. ونسأل للحزب الاتحادي الديمقراطي التوفيق بالوحدة العاجلة.. وجمع الشمل دون عزل لأحد إلا أننا المتآمرين.. ومن يريدون أن يظل الحزب الاتحادي في هذه الحالة من الشتات حفاظاً على مصالحهم ونسأل من الله النصر الدائم للحزب الاتحادي الديمقراطي والقبول الدائم في كل شبر من أرض السودان وختاماً فإني أويد وأدعم هذا التحرك الجديد.. والذي نادى بوحدة الحزب الاتحادي من خلال ندوة الأحزاب الاتحادية المعارضة والتي أقيمت في يوم الجمعة الماضي بالجريف.. وقد علمت بأن قوامها ودعمها من الشباب الاتحادي وهم عدة وعتاد هذا الحزب ومستقبله القوي بإذن الله فلهم التحية ولهم التوفيق وإننا نتابع جهدهم ونأمل أن يتواصل هذا الجهد من أجل الوحدة الشاملة والعاجلة للحزب الاتحادي الديمقراطي فلينتبهوا لخدام ومرتزقة المؤتمر الوطني والمحسوبين على حزب الحركة الوطنية بكل أسف.